الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بتسلق الجبال والملاكمة.. 3 إماراتيات يتمردن على هوايات المرأة النمطية

هنادي وآمنة وفهيمة، 3 إماراتيات في مقتبل العمر، تمردن على الصورة النمطية لهوايات المرأة الإماراتية، متخذات من عالم الإثارة والمغامرة والتحدي طريقهن في عالم التميز والنجاح، وحفر اسم ابنة الإمارات في مجالات جديدة عليها، لم تعتد المشاركة بها، بعد أن ظلت لسنوات حكراً على الذكور.

وأكدت الشابات الثلاث لـ«الرؤية» أنهن عبر هواياتهن في تسلق القمم الجبلية والكروس فيت والملاكمة يطمحن أن تكون تجاربهن مجرد بداية للفتاة الإماراتية للتفكير خارج الصندوق وخوض تجارب جديدة عليها بقلب جريء وثابت مؤمن بنبل وسمو الرسالة الوطنية، لتأسيس جيل من المواطنات قادر على المغامرة والتحدي.

10 قمم

تعشق هنادي الهاشمي القمم الجبلية، حيث نجحت خلال رحلة امتدت لأكثر من 10 سنوات أن ترفع علم بلادها على أكثر من 10 قمم جبلية تعد الأعلى عالمياً.

وأوضحت الهاشمي لـ«الرؤية» أن الطريق إلى التميز هو شعارها في الحياة، لذلك وجدت في عالم تسلق المرتفعات دربها الذي وهبت له حياتها، وبالاجتهاد والمثابرة والإصرار استطاعت أن تكون أول إماراتية تصل إلى قمة جبال دينالي في ألاسكا بالولايات المتحدة الأميركية والتي تعد الأعلى بقارة أميركا الشمالية.

وأضافت أنها «تفخر برحلتها في عالم المغامرة ونجاحها في الوصول إلى أعلى القمم الجبلية في وقت قياسي، ليكون كل عام يمر عليها بمثابة شاهد على رصيد من الإنجازات تعتز به، فمن قمتي بن نيفيس وسنودون بالمملكة المتحدة، ثم قمة إلبروس بروسيا إلى قمتي جران باراديزو بإيطاليا، وإيغيل دو ميدي بفرنسا، ومنها إلى قمة أكونكاجو ودينالي في ألاسكا بالولايات المتحدة الأميركية والتي يبلغ ارتفاعها 6190 متراً».

وتسعى الهاشمي لوضع بلادها بكل ما تحويه من مناطق جبلية ساحرة على الخريطة العالمية لتسلق الجبال، وأن تجذب تجربتها بنات جيلها لخوض تجربة المغامرة واكتشاف ما بداخلهن من مكامن قوة وطاقات إيجابية وتفجيرها لحفر اسم ابنة الإمارات في مجال جديد عليها.

اللياقة البدنية

وعبرت لاعبة الكروس فيت آمنة بن بحر عن سعادتها كونها وهبت 10 سنوات من حياتها لعالم التحدي، قائلة: «عشقي للرياضة وحرصي على استثماري لوقتي في كل ما هو مفيد ونافع دفعني بقوة نحو الكروس فيت الذي يقدم تجربة رياضية شاملة، لما يضمه من تمارين بدنية متباينة تجمع بين تدريبات الجمباز ورفع الأثقال والركض وسحب إطارات السيارات الضخمة ما ساعدني على بناء شخصية قوية وزاد من ثقتي بنفسي وجعلني قادرة على تخطي أصعب المشكلات الحياتية التي تواجهني».

وأضافت أنها «نجحت في تمثيل بلادها في محافل رياضية عدة والحصول على لقب «أول إماراتية» في بطولة الإمارات للياقة البدنية 2017، وتمثيل الإمارات في بطولة دبي للياقة البدنية 2016، وفي بطولة الألعاب الكروس فيت الإقليمية بمدريد في 2018، وفي العام ذاته حصدت المركز الثاني في بطولة العرب الأولمبية للتجديف في الكويت».

وتحمل بن بحر على عاتقها مهمة تصحيح الصورة المغلوطة عن الرياضات الحماسية كالكروس فيت والتي يصفها البعض بالعنيفة وأنها لا تصلح للفتيات، وتثبت أنها رياضة تساعد صاحبها على بناء جسده والحفاظ على اللياقة البدنية، والتدريب على تحفيز الحواس خاصة أنها من الرياضات القادرة على خلق حالة من الانسجام الجسدي والروحي.

الملاكمة

وأعربت لاعبة الملاكمة فهيمة فلكناز عن رفضها لبعض الأفكار المجتمعية السلبية التي تحصر المرأة في وظائف ومهارات وهوايات محددة، قائلة: إنه حان الوقت ليخرج الجميع من دائرة النمطية وخوض التجارب في ممارسة الأعمال التي تبدع وتبتكر من خلالها، خاصة أن الفتاة الإماراتية نشأت في ظل قيادة ذللت كافة العقبات لتكون نموذجاً للمرأة العصرية المحافظة على عاداتها وتقاليدها، وكل ما يتطلبه الأمر هو كسر حاجز الخوف من خوض كل ما هو جديد.

وأشارت إلى أن القدرة على التحمل والقوة العقلية والبدنية كانت أهم مفاتيحها لدخول عالم الملاكمة، التي اكتسبتها خلال تدريباتها اليومية بنادي ريل بوكسينغ أونلي بدبي، إضافة لحرصها على التدريبات الذهنية التي تعتمد على الأرقام والألوان التي يكتسبها الملاكم الجيد بمرور الوقت والتي تساعده على تنشيط قدرته الذهنية، ما أهلها لتمثل اسم بلادها في بطولات دولية عدة.

وتؤمن فلكناز بأن الإنسان الناجح في حياته هو من يدرك الطريق الصحيح الذي يسير فيه ليتميز ويرسم خريطة إبداعه وتفوقه، وهذا ما دفعها للتوجه لعالم الملاكمة الذي أكسبها مزيداً من الهيبة، ومنحها القوة والثبات والاتزان، ولم ينقص يوماً من أنوثتها أو رقتها كفتاة بل أمدها بالمزيد من القدرات الذهنية، وغرس بداخلها حلم الوصول للعالمية وحفر اسمها في تاريخ الرياضة الإماراتية.

تطوير مهاراتهن الاجتماعية

وأكدت الإماراتيات الثلاث أن هوايتهن القائمة على المغامرة والإثارة والتحدي انعكس على شخصيتهن وتمكينها، كما أن رحلاتهن للمشاركة في البطولات الدولية في كافة أرجاء العالم عمل على تطوير مهاراتهن الاجتماعية، وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، ورفع بهن حس الالتزام بالمسؤولية، والتدريب، وجعلهن يضعن أهدافهن نصب عينيهن، مؤمنات بأن القدر قادهن لتكون هوايتهن ماهي إلا محفز لجيلهن للتمرد على الصورة النمطية لهوايات المرأة الإماراتية.