السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ربيع عبدالله.. مسيرة شاقة لـ52 عاماً في صناعة الأقفاص الخشبية

أعانته يداه، رغم تهتكهما وإصابتهما على استكمال مشواره الذي بدأه منذ 52 عاماً، في صناعة الأقفاص الخشبية، فلم تتخل يدا وقدما ربيع عبدالله، عنه، بل استمرت في مساعدته على أداء عمله، الذي يتطلب تعاون الجسد كله لتكوين أقفاصه الخشبية.

يجلس عبدالله، البالغ من العمر 62 عاماً، محني الظهر، تشتبك يداه مع جريد النخل الذي يصنع منه الأقفاص الخشبية، منذ أن كان عمره 10 سنوات، ويقول: «تعلمتها منذ السادسة من عمري، حيث كنت أمر على الصنايعية الجالسين في قريتي بالفيوم وهم يصنعون الأقفاص، بعد عودتي من المدرسة والكُتاب، كنت أنظر لهم في البداية، وبعد فترة بدأت أسألهم على الخطوات، وعلموني أصول الصنعة».





وتابع: «اتعلمت وبدأت اشتغل بيها، بعدها تركت المدرسة، اشتغلت معهم، وكنت فرحان بالصنعة كانت الأول لعبة ألعبها، إلى أن تعلمتها وبدأت أنفذها، وبعد كدة أصبحت مصدر رزق لي، فأصنع أقفاص حمام وفراخ، وفاكهة وخضار، كلها من جريد النخل، وبعد فترة بدأت أصنع كراسي، وأبيعها، ودي كمان لها مستهلكوها ومن يريد شراءها».





وأضاف صانع الأقفاص: «من بعد كورونا الشغل لم يعد كما كان، والإقبال على الشراء بعد الأزمات الأخيرة التي واجهتها مصر انخفض، ما دفع اثنين من أبنائي للجلوس في المنازل دون عمل».



يضيف ربيع، أن أصحاب مخابز العيش الذين كانوا أهم مصدر له، لم يعدودوا يستخدمون الأقفاص كما كانوا بشكل كبير، ويشترون 10 أقفاص خشبية يستخدمونها طوال الشهر، متابعاً: «لكن في مقابل ذلك فيه ناس عرفاني، ودائماً تشتري مني، بل إن التعامل بيننا أصبح عملة، وهناك شبه تعاقد بيننا».



ويجلس ربيع عبدالله في مكان ببولاق في العاصمة القاهرة، لبيع منتجاته، منذ أكثر من 40 عاماً، ومنذ قدومه من محافظة الفيوم المشهورة بهذه الصناعة في سن 17 عاماً، ليلحق بأخيه الذي يعمل في القاهرة، أصبح الوحيد في بولاق صاحب هذه المهنة، التي لم يستطع أحد دخولها.

اقرأ أيضاً : مسبار الأمل .. من الألف إلى الياء