الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

غزة تحتضن أول مخيم للأطفال لتعزيز ثقافة الرفق بالحيوانات

لم يجد الطفل يزن السبع، 8 سنوات، أي مشكلة في اللعب مع القطة وحملها والتمليس على شعرها وهي في حضنه، وكذلك وضع الغراب على كتفه دون خوف منه.

مداعبة الحيوانات الأليفة جزء من مخيم صيفي أقامه الناشط رشيد عنبر، 36 عاماً، الذي يهتم بالحيوانات ضمن مبادرته التي تحمل عنوان «صديقي الحيوان»، والتي تهدف إلى كسر حاجز الخوف من الحيوانات والتعرف عليهم، بحسب عنبر.

ويعتبر هذا المخيم الذي أقيم في مقر مؤسسة زوم أكاديمي في مدينة غزة الأول، على مستوى فلسطين، وهو بمبادرة ذاتية من عنبر، وتستهدف 11 طفلاً من سن 7 سنوات إلى 15 سنة، ويستمر لمدة 10 أيام.

يزن وأقرانه في المخيم باتوا يعرفون كل شيء عن القطة التي تم استضافتها في اليوم الثاني من المخيم، بعد أن تمت استضافة الغراب والببغاء في اليوم الأول، في حين أن الأيام المقبلة من المخيم ستشهد استضافة أنواع أخرى من الحيوانات والطيور.

ويضيف يزن لـ«الرؤية»: «قبل هذا المخيم كنت أخاف من القطط كثيراً، ولا يمكن أن أتصور أن اقترب منها، الآن أشعر أنني والقطة في حضني أنها أصبحت صديقتي».

وأشار إلى أنه بات يعرف كل شيء عن القطة وطعامها وطرق الاعتناء بها والتعامل معها.

أما الطفل فضل الجاروشة، الذي يبلغ من العمر 9 سنوات، فأشار إلى أنه لم يكن يخاف من القطة، ولكنه الآن أصبح يعرف كيف يتعامل معها ونوعياتها وضرورة العطف عليها.

وأضاف الجاروشة لـ«الرؤية»: «كنت سعيداً جداً في اليوم الأول من المخيم حينما وقف الغراب على كتفي وتعرفت عليه، وقمت بتقديم الطعام والشراب له».

وأكد عنبر لـ«الرؤية»: "أن مبادرة صديقي الحيوان هي مبادرة ذاتية تهدف إلى كسر حاجز الخوف ما بين الأطفال والحيوانات الأليفة، وتعزز ثقافة الرفق بالحيوان".

وأشار الشاب الثلاثيني الذي ولد في السعودية، ودرس العلوم السياسية والفنون، إلى أن هذا المخيم هو الأول في فلسطين لتعزيز ثقافة الرفق بالحيوان وأساليب الاعتناء بالحيوانات، وكسر حاجز الخوف من خلال اللعب مع الحيوانات ورسم الحيوان المفضل، والتعلم النشط من خلال محاكاة الحيوانات والطيور.

وأوضح أنه سيتم يومياً استضافة نوع أو نوعين من الحيوانات والطيور والزواحف والقوارض، كي يتعرف عليها الأطفال خلال فترة المخيم ويرسمونها.

وقال عنبر: «قطاع غزة تعرض لعدة حروب، وأطفاله شاهدوا الكثير من مشاهد القتل والدماء، لذلك نحاول تقليل التوتر من خلال الاعتناء بالحيوانات والتعامل معهم».

وأضاف: «أحد مساقات الدورة رسم الحيوان وشرح كل شيء للطفل عنه سلالته وطعامه ومما يتكون جسمه».

وأعرب عن أمله في أن يستفيد الأطفال من هذا المخيم بتعزيز ثقافتهم عن الحيوانات، وبتخفيف حدة التوتر لديهم جراء الأوضاع المعيشية الصعبة والحصار المفروض على غزة منذ 13 عاماً.

وأشار عنبر إلى أن قطاع غزة يفتقر لحديقة حيوان كبيرة كي يتعرف الأطفال على أنوع متعددة منها، منوهاً بأن ألمانيا عرضت عليه إرسال حافلة عبارة عن حديقة حيوان متنقلة، إلا أن حصار غزة حال دون ذلك.