الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

أول عروض «ديور» بعد كورونا.. غاب المدعوين وحضرت ألوان البهجة..والتصاميم المكسوة بالأمل

لم يكن العرض الأول الذي نظمته أمس الأربعاء دار «ديور» للأزياء بعد جائحة «كوفيد-19» في وسط ليتشي التاريخي في جنوب إيطاليا، وفي غياب المدعوين، عرضاً عادياً، حيث حاول منظموه أن يكون شعلة من الطاقة الإيجابية التي تمد الحرفيين والفنانين المتضررين من الأزمة بالأمل.





ولهذا الغرض اكتسى كل شيء في العرض بحلة جديدة لا سيما منطقة العرض التي ارتدت حلة من الأضواء المبهرة، وبالطبع لن يكتمل العرض إلا بملابس تنثر الأمل مطرز على أسفلها عبارة مع الحب والغناء، وقد صاحب العرض موسيقى واستعراضات تستلهم جمال كلاسيكيات الماضي.





وقدمت الدار في هذا العرض مجموعتها البحرية الشهيرة وهي عبارة عن فساتين طويلة بألوان عدة من الأبيض السكري إلى خليط مرقع مع الكثير من الكشاكش.

وفي تحدٍّ لأجواء الكدر أتت الأزياء براقة مع تعدد الألوان وسيطرة اللونين الزهري والبرتقالي.





واستلهمت الحلي من مجموعة أعمال من بلاد الإغريق معروضة في متحف تارينتو في منطقة بوليا حيث التأثير اليوناني قوي جداً.

وبوشر العمل على المجموعة «البحرية» هذه التي تقدمها كبريات دور الأزياء الباريسية في الربيع خارج أسابيع الموضة السنوية الأربعة، في نوفمبر لكن الجزء الأكبر منها أنجز خلال مرحلة الحجر في ظروف غير مسبوقة.



وقالت ماريا غراتزيا كيوري مصممة أزياء النساء لدى دار «ديور»: «شارك الجميع بكثير من الحماسة في هذا المشروع. قلنا لبعضنا: «لنحاول العمل عن بعد من خلال تطبيق زوم ولنمضِ قدماً!» وعندما رأينا المجموعة قلنا «هذه معجزة!» لم نكن نتوقع إمكانية إنجازها».





وأبقت الدار الشهيرة على العرض الذي كان مقرراً أساساً في مايو في منطقة بوليا مسقط رأس والد كيوري وحيث كانت تمضي عطلها لدى جدتيها المزارعتين. لكنه أقيم من دون مدعوين وحضور.

وكانت مجموعة «ديور» قد شاركت في مطلع يوليو في فيلم صور ضمن أسبوع الموضة الافتراضي في باريس.





ومن خلال اتفاقات تعاون عدة، احتفى عرض «ديور» الجديد بالمهارات التقليدية في المنطقة من فن الحياكة إلى فن «لوميناري» وهي هندسات مضيئة «تزدان» بها مدن جنوب إيطاليا خلال الأعياد.

وخلال مرحلة الحجر اتصلت ماريا غراتزيا كيوري بالفنان بيترو روفو وطلبت منه رسوماً تمثل زهوراً لتزين «فتاة ديور المستوحاة من منطقة بوليا».



موسيقى تصويرية

وألف الموسيقار والمايسترو الإيطالي باولو بوينفينو موسيقى مرافقة للعرض تستعيد بطرق جديدة ألحاناً تقليدية عزفها فنانون من أوركسترا روما إلى جانب عازفين من أوركسترا شعبية محلية.

وابتكرت مصممة الرقص شارون إيال عرضاً راقصاً خصيصاً لمجموعة «ديور» البحرية مستوحية من رقصات تارنتيلا الشعبية الشهيرة في جنوب إيطاليا التي من شأنها بلسمة الجروح من خلال تحرير الجسم والروح عبر الحركات.





وبالنسبة لبعض القماش لجأت ماريا غراتزيا كيوري إلى مؤسسة «لو كونستانتان» التي توفر فرص عمل لنساء ليحققن الاستقلال المالي.

وخلال مرحلة الحجر، نقلت أنوال حياكة خشبية قديمة إلى منازل أولئك النساء للاستمرار بالعمل.

وطرز شعار هؤلاء النساء «أماندو إي كانتادو» (مع الحب والغناء) على أسفل بعض تنانير المجموعة المعروضة.





نعم للعروض الحية

وقالت ماريا غراتزيا كيوري «البقاء في المنزل من دون عمل أمر يثير الاكتئاب. وقد ساعد العمل اليدوي في تجاوز هذه المرحلة الصعبة».

وأضافت «نحن سعيدون جداً بمنح الحرفيين المحليين أملاً بالمستقبل. لقد كان الجيمع سعيداً بالمشاركة في طقوس الانبعاث الجماعي هذه».





وترى دار «ديور» أن الإبقاء على عرض الأزياء حتى في ساحة خالية من الحضور شكل طريقة لتوجيه تحية «إلى الفنانين والعازفين والحرفيين» في فرنسا وإيطاليا الذين عملوا على تحضيره و«توفير فرصة لهم ليثبوا مجدداً» في خضم أزمة اقتصادية ناجمة عن جائحة «كوفيد-19».





وختمت ماريا غراتزيا كيوري بالقول «عروض الأزياء هي تعبير أساسي عن عالم الموضة. استبدالها بعروض عبر الإنترنت لا أرى شخصياً أنه أمر موفق».