الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

في يوم الزي.. فلسطينيون يطرزون حكاية تمسكهم بالأرض والهوية

عبدالغني الشامي

أحيا الفلسطينيون في الأسبوع الأخير من شهر يوليو يوم الزي الفلسطيني بفعاليات إلكترونية نظراً للأوضاع في ظل جائحة «كورونا»، وذلك للتعبير عن تمسكهم بالتراث الفلسطيني الذي حاول الاحتلال سرقته.

والزي الفلسطيني هو الثياب الذي كان يرتديه الفلسطينيون على مدار سنوات طويلة تزيد على عمر دولة الاحتلال أضعافاً مضاعفة وهو الثوب الفلاحي المطرز للنساء و«القمباز» للرجال والذي يحاول الاحتلال سرقته لتثبيت حقه في هذه الأرض.

ووصف وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف إحياء هذا اليوم في هذه الأجواء بأنه تحدٍّ لسياسة الضم الإسرائيلية، مؤكداً على أهمية هذا اليوم لمواجهة السرقة الإسرائيلية الممنهجة للتراث الفلسطيني.





تمسك بالتراث

وقال أبو سيف لـ«الرؤية»: «الزي الشعبي الفلسطيني يتكون في الأساس من الثوب الفلسطيني وهو الثوب المطرز للنساء والمعروف منذ العهد الكنعاني بألوانه الجملية، بجانب زي الرجال وهو ما يعرف بالقمباز والكوفية الفلسطينية».

وأضاف: «إحياء المواطن الفلسطيني ليوم الزي على الأرض الفلسطينية هو تأكيد على وجوده على هذه الأرض وارتباطه بأحد أبرز معالم تشكيل الجغرافية الفلسطينية هو الزي الفلسطيني».

وأوضح أن لكل منطقة جغرافية في فلسطين زياً معروفاً يعرف أبناؤه وبناته من خلاله، مشيراً إلى أن بعض الأثواب التي يحتفظ بها الشعب الفلسطيني تزيد على عمر دولة الاحتلال مرتين.

وقال أبو سيف: «إحياء هذا اليوم يؤكد على أن الآباء يموتون والأبناء لا ينسون، ونحن متمسكون بتراثنا وتقاليدنا وعاداتنا والتي هي جوهر رائحة هذه الأرض الفلسطينية».

وأشار إلى أن الاحتفال بيوم الزي الفلسطيني عادة يكون في الأسبوع الأخير من شهر يوليو وفي قلبه يوم 25 والمتعارف عليه بأنه يوم الزي الفلسطيني، منوهاً إلى أنه جارٍ اعتماد هذا اليوم يوماً وطنياً من قبل السلطة الفلسطينية بشكل رسمي.

وأضاف: «هذا الزي مرتبط أكثر بالإنسان وبأرضه، وأن هذا الثوب الفلسطيني يعكس تنوع وغنى وثراء الأرض الفلسطينية».

وحذر وزير الثقافة الفلسطيني من أن دولة الاحتلال تحاول سرقة الثوب الفلسطيني كما سرقت التراث الفلسطيني والمطبخ الفلسطيني ونسبت بعض الأكلات الفلسطينية لها.





احتفالات افتراضية

أما منسقة «مبادرة الزي الفلسطيني» يافا الكفارنة فأكدت أنهم استبدلوا كل الفعاليات التي كانت جاهزة لإحياء هذا اليوم بفعاليات إلكترونية بسبب جائحة كورونا.

وقالت الكفارنة لـ«الرؤية»: «كنا ننوي عمل عرس فلسطيني في قرية فلسطينية كاملة نوضح كيف كان يعيش الشعب الفلسطيني قبل النكبة كي يكون مزاراً لكل الفلسطينيين لكن جائحة كورونا حالت دون ذلك فاستبدلناها بـصفحة على فيسبوك وإنستغرام لنشر صور الثوب الفلسطيني وحملات سوشيال ميديا متعقلة بالزي الفلسطيني.

واعتبرت أن يوم الزي الفلسطيني هو عيد وطني يرتدي فيه المواطنون الملابس التراثية المعروفة عن الشعب الفلسطيني منذ فجر التاريخ.

وقالت الكفارنة: «هذا الثوب الجميل موضة لا تبلى أبداً هي تصلح لكل زمان ومكان سواء العمل أو السوق أو المدرسة، ونحن في المبادرة نعمل على ترسيخ هذا الأمر ليصبح ثقافة بين الناس لا سيما الشباب».





حضور دائم

وتحرص الإعلامية سامية الأطرش على ارتداء الثوب الفلسطيني المطرز، مؤكدة على أن الزي الفلسطيني حاضر في كل المناسبات، كجزء من هويتنا وتأكيداً لمدى ارتباطنا بقضيتنا المتناقلة من جيل لآخر، كي لا ننسى».

وأضافت: «هذا الزي لطالما كان الشاهد الأول والوحيد الذي يرصد تمسك الفلسطيني بأرضه، لكل المناسبات سواء الوطنية أو الدينية أو الثقافية وأيضاً السياحية، والثوب الفلسطيني دائماً حاضراً».

وشددت على أن الثوب الفلسطيني ارتبط بتاريخ حاول الاحتلال إنكاره، مستطردة بالقول: «لكن المرأة الفلسطينية مازالت تلبس ثوبها في كل المناسبات كي تحفظ هويتها الفلسطينية في كل زمان ومكان وكذلك الرجل الفلسطيني».

وأضافت: «أن لكل مدينة فلسطينية ثوبها الخاص فتستطيع أن تعرف من نوع الغرزة وشكلها من أي مدينة قدمت منها هذه المرأة، فمدينة رام الله مثلاً كانت تعرف باستعمالها رسمة النخلة؛ ومنطقه الخليل، بما يسمى خيمة الباشا؛ ومنطقه يافا، برسمة السرو مع قاعدة؛ ومنطقه غزة، برسمة الوسادة أو المقص؛ أما بئر السبع ومنطقتها، فقد عرفت باستعمالها رسمة الحجب».