الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

«وباء الوحدة» يضعف المناعة ويصيب بالخرف وأمراض القلب

«وباء الوحدة» يضعف المناعة ويصيب بالخرف وأمراض القلب

هل تتخيل أن الشعور بالوحدة أمر سيئ للغاية بالنسبة للصحة، وأن تأثيره على حياتك يماثل تأثير تدخين 15 سيجارة يومياً؟ فهو يضعف المناعة، ويحمل في طياته خطراً متزايداً يتعلق بالخرف وأمراض القلب، كما يؤثر في القدرة على التعافي من مرض السرطان.





تقول الباحثة الصحفية سارة جرين كارميشيل، في تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ للأنباء، إن الجراح العام الأمريكي السابق فيفيك مورثي، يحذر منذ عام 2017، على الأقل، من التأثيرات الصحية لما يصفه بـ«وباء الوحدة»، ولكن صيحته تزداد أهمية هذه الأيام مع مرور أشهر من العزلة التي فرضها مرض «كوفيد-19» الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.



والحديث عن التأثيرات الصحية الجسدية للشعور بالوحدة أمر مهم في ضوء وباء تظهر الشاحنات المبردة أمام المستشفيات حجم ضحاياه، في الوقت الذي يبدو فيه أن العالم قرر أن الأشخاص، خاصة الشباب الذين يشعرون بالوحدة الآن، هم أشخاص أنانيون وضعفاء، وأن الجيل الأعظم قاوم الكساد العظيم وخاض الحرب العالمية الثانية، أما شباب اليوم، فيطلب منهم فقط الانغماس في شبكة «نتفليكس».



وترى كارميشيل أن هذه المقارنة السطحية تتجاهل حقيقة أن الاتصال هو أحد الاحتياجات الأساسية والأكثر أهمية للإنسانية، ورغم أن المحادثات الهاتفية وتبادل الأحاديث عبر الفيديو يمكن أن يساعد في الحفاظ على وجود صلة بين الناس، فإنها ليست مثل الالتقاء وجهاً لوجه، كما أن الأشخاص لا يمكنهم دعم كل منهم الآخر بشكل كامل من خلال التكنولوجيا.



وهناك كثير من التعاطف مع كبار السن الذين يشعرون بالوحدة أثناء فترة الوباء، وبدون التقليل من معاناتهم، من المهم أن نسأل: ألا يمكن أن يشمل هذا التعاطف الشباب الذين يشعرون بالوحدة؟ إن الجلد الناعم والرأس المليئة بالشعر لا يقللان من آلام العزلة.





وعلى النقيض، قد يشعر الشباب أنهم أسوأ من كبار السن، فقد كشفت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل انتشار وباء كورونا، أن المعدلات الأعلى للشعور بالوحدة كانت بين الشباب، بينما كانت المعدلات الأقل بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 72 عاماً، كما سجل الشباب معدلات أعلى من القلق والاكتئاب.



وأوضحت البيانات التي نشرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أنه في يوليو الماضي، ذكر 47% من الأشخاص أقل من 30 عاماً أنهم يشعرون بالقلق، وأن هذه النسبة تنخفض مع التقدم في العمر، فقد سجل 13% فقط من الأشخاص البالغين من العمر 80 عاماً وأكثر أعراض قلق.