الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نقاد وفنانون: السينما السعودية تمهد الطريق لانطلاقة مشاريع شبابية جادة وجريئة

توقع نقاد وفنانون سينمائيون أن تشهد السينما السعودية قفزة كبيرة على المستوى العربي، تتكامل مع نظيرتها المزدهرة شبابياً في الإمارات، وجماهيرياً في مصر، بفضل جرأة شباب السينمائيين في طرح قضايا مجتمعية جادة، تهم شرائح كبيرة بأدوات مبدعة، مشيرين إلى أن آليات التحول التي شهدتها السعودية باتجاه دعم الحراك السينمائي، في الأعوام الثلاثة الماضية ستفتح طاقة كبيرة من الإبداع لا سيما بعد قرارات السماح بافتتاح دور عرض سينمائية.

واستشهد نقاد وسينمائيون التقتهم «الرؤية» بالطفرة التي تشهدها السينما السعودية بالإقبال الكبير من القنوات المدفوعة والمنصات الرقمية على شراء العرض الحصري للأفلام السعودية مثل OSN ونتفليكس.





مشاريع مشتركة

يتوقع الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي مردوداً كبيراً للإنتاجات السعودية على مستوى السينما والموسيقى وليس على المستوى السنيمائي فقط، متوقعاً أن تكون هناك شراكات سينمائية بين السعودية ومصر خصوصاً، وفي حين أكد الشناوي الحالة الإيجابية للسينما المصرية لا سيما على صعيد الأعمال الموجهة لجمهور دور العرض، أشاد كذلك بالواقع السينمائي الإماراتي، لا سيما فيما يتعلق بالتجارب الشبابية الجريئة والواعدة.

وأشار إلى أن قوة الفن تتمثل في مناقشة القضايا الاجتماعية، لافتاً إلى أن السينما في السعودية ستشهد حراكاً كبيراً في الفترة المقبلة نتيجة ارتفاع الهامش الدرامي، متوقعاً طرح كافة القضايا الاجتماعية للنقاش سينمائياً وهو ما يصب في صالح السينما العربية وليس السعودية فحسب.





وأضاف أن دعم صناعة السينما في السعودية سينعكس بشكل إيجابي على واقع صناعة السينما الخليجية، والمنطقة العربية عموما، مشيراً إلى أن ما كان مفروضاً من قيود في الماضي على الدراما السعودية كان ينعكس على مجمل الإنتاج العربي، بسبب مشكلات التسويق للسعودية وهو ما سيتم تجاوزه حالياً.

وتابع أن المذاق السعودي في تذوق الفن يحمل جزءاً حميماً من ناحية المصريين متوقعاً إنتاجاً مشتركاً سعودياً مصرياً وكذلك على المستوى المسرحي.

وعلى مستوى القضايا المطروحة يشير الشناوي إلى أن الأمر ينسحب كذلك على الجرأة في الأفكار مستشهداً بفيلم سعودي تم عرضه في مهرجان برلين بعنوان بركة يقابل بركة، ويقدم نقداً اجتماعياً عالي اللهجة، كما أن البطلة لم تكن ترتدي حجاباً، بالإضافة إلى فيلم «واجدة» لهيفاء المنصور، والذي تم عرضه عام 2012، ويحمل جرأة كبيرة إلا أنه يتوقع أن يتم عرض هذه القضايا داخل المجتمع السعودي وليس بالمهرجانات العالمية فقط.





غطاء شرعي

وترى الكاتبة والناقدة السينمائية الدكتورة أمل الجمل أن هناك طفرة في الأفكار التي يتم تناولها في المحتوى السينمائي من جانب الشباب، سبقت حتى التحول السعودي تجاه السينما.

وأشارت إلى أنها تتابع التجارب السينمائية الخليجية ومنها السعودية منذ عام 2011 ولاحظت أنها تمثل تجارب واعدة بدأت في الظهور لشباب سعوديين درسوا بالخارج وعملوا مساعدين لمخرجين أجانب وتأثرت بما خاضوه من تجارب.

ووصفت افتتاح دور عرض بالسعودية والتوسع في الإنتاج السينمائي والدرامي بمثابة الغطاء الشرعي لأعمال الشاب التي تتسم بمناقشة قضايا المجتمع بجرأة والتي كانوا يكتفون بعرضها في المحافل الدولية.





وأشارت إلى أن هؤلاء الشباب كانوا يعرضون نتاجاتهم في مهرجانات أمريكية وأوروبية إلا أن التحول جاء ليعطيهم القوة الدافعة لإنتاج أفلام ذات مضامين قوية ومستوى عالٍ، وهو ما لمسناه خلال النسخة الأخيرة من مهرجان العين السينمائي، حيث تفاعل الجمهور معهم بشكل كبير بسبب ارتفاع مستوى وقيمة أعمالهم الفنية.

وتشدد الجمل على ضرورة تأقلم كبار الفنانين والمخضرمين السعوديين مع الوضع الجديد للفن، واتخاذ الخطوة الأولى والمبادرة وإلا تجمدوا، مشيرة إلى أن القرارات تساعد على الانطلاق إلا أنها لا تصنع سينما مؤكدة أن مرونة الكبار في مصر وإحاطتهم لأنفسهم بالشباب أفادتهم في الاستمرار والتكيف مع العصر.





ثقافة الشعب

وتتوقع صانعة الأفلام السعودية الشابة عبير عبدالله، من جيلها طرح القضايا السعودية المجتمعية بما يتناسب مع طبيعة وخصوصية المجتمع السعودي.

وتستبشر عبدالله بأنها ستتمكن من طرح جميع أفكارها على مستوى الأفلام وما يدور بعقول الشباب، مشددة على ضرورة الاهتمام بتقديم الإرث السعودي والتاريخي وثقافة الشعب نفسها وهويته للعالم الذي يجهلها.





مساحة ثقافية

وتؤكد المنتجة الفنية والكاتبة السعودية دهناء سالم، أنه وبشكل عام هناك مساحة كبيرة في المملكة تضم العديد من الثقافات والفنون والتي تتميز بتنوع لافت، مشيرة إلى أن هذه الثقافة كانت تزدهر وتتطور وخرجت بعد الانفتاح للنور وتم دعمها ونهضت وبدأت طاقات الشباب تظهر وتزدهر، وما زالت بحاجة إلى تسليط الضوء عليها سينمائياً.

وأوضحت أن الأفكار البالية التي كانت تتعلق بالمرأة في السينما سقطت وصارت المرأة شقيقة الرجل تتساوى معه في القدرات والمعرفة والرأي، منوهة بأن هناك دعماً للموهوبين، وهو ما يعد بمستقبل سينمائي واعد.