الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«سهيل».. نجم يحمل بشارة جلاء القيظ وشدة الحر وإقبال نسائم الربيع

أكد إبراهيم الجروان عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك اهتمام أبناء الجزيرة العربية منذ القدم بمطالع النجوم والنظر فيها ومعرفة منازلها، لارتباطها بحياتهم اليومية في الليل والنهار، فهم يعرفون من خلالها دخول فصول السنة وأوقات نزول الأمطار، وأوقات البرد والحر.

وتابع: ومن خلال حساب النجوم يعرف أهل القرى والفلاحون متى يحرثون أراضيهم، ومتى يبذرون استعداداً لنزول المطر، وأهل البر يعرفون مواسم الرعي والسفر، ويعرف أهل البحر مواسم الصيد البحري والسفر.





وأفاد «الرؤية» الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك إبراهيم الجروان بأن نجم سهيل من النجوم التي يستبشر بها عند طلوعها ويعد من ألمع نجوم السماء وله مسميات عدة في معاجم العرب ومنها «اليماني» و«البشير اليماني»، وسبب التسمية يرجع إلى كونه يطلع من جهة جنوب الجزيرة العربية.

وتحدث الجروان عن الأهمية التاريخية لهذا النجم إذ يتفاءل العرب بظهوره على صفحات السماء منذ القدم لأنه يمثل علامة على تحسن الأحوال الجوية واعتدالها، فيتزامن ظهور «سهيل» مع اعتدال الطقس وانخفاض درجات الحرارة ويرتفع موسم السمك عند ظهوره فكل الأسماك التي تهاجر إلى الأعماق خلال الصيف تعود بكميات كبيرة إلى سواحل البحر بسبب اعتدال الجو.

أما على المستوى التاريخي فاهتم أبناء الجزيرة العربية بمطالع النجوم في السماء ومعرفة منازلها لارتباطها بحياتهم اليومية، فمن خلال النجوم كانوا يعرفون وقت نزول المطر ودخول فصول السنة ووقت البرد والحر، ومن خلال حساب النجوم يعرف أهل القرى والفلاحون متى يحرثون الأرض وينثرون البذور استعداداً لنزول المطر.





ألمع النجوم

وقال: إن نجم سهيل الذي تستبشر بطلوعه العرب بجلاء القيظ وشدة الحر وإقبال الربيع والمطر، هو من ألمع نجوم السماء وسهيل عند العرب، فهو «البشير اليماني»، وله عندهم عدة أسماء، فهم يسمونه نجم اليمن ويسمونه سهيل اليماني أيضاً، وسبب نسبته إلى اليمن كونه يطلع من جهة الجنوب ويظهر مقابلاً للنجم القطبي الشمالي، فهو يشير إلى جهة الجنوب.

وأضاف: أما القطب الجنوبي نفسه فلا يظهر في سماء الإمارات، وعلى كل حال لا يوجد نجم معين يدل على اتجاه النجم الجنوبي كما هو الحال في القطب الشمالي.

وأضاف إن نجم سهيل عرفه العرب منذ قديم الأزمان، وكان له حضور في أشعارهم وأمثلتهم، كما اعتبر جزءاً من وعيهم المناخي والفلكي، حيث حسبوا من خلاله، موعد انكسار شدة الحر وتغير المناخ نحو الاعتدال مشيراً إلى أن سهيل في المفهوم الفلكي نجم لامع من القدر الأول «تقسم أقدار النجوم المرئية إلى 6 أقدار أوضحها النجوم من القدر الأول وأخفتها من القدر السادس»، وثاني ألمع نجوم السماء بعد الشعرى اليمانية ويبعد عن الأرض ما يقارب 313 سنة ضوئية.





فوق الأفق

ويستمر وجود النجم «سهيل» فوق الأفق بالنسبة لمناطق وسط شبه الجزيرة العربية لفترة تقارب 8 أشهر ونصف تقريباً، لمدة تقارب 7 ساعات يومياً، وقد تكون هذه الساعات خلال النهار، فلا يرى أبداً «من بداية شهر مايو إلى منتصف شهر أغسطس»، وقد تكون هذه الساعات أو جزء منها خلال الليل.

وفي سبتمبر وأكتوبر يشاهد آخر الليل، وفي ديسمبر ويناير يشاهد طوال الليل، وفي مارس وأبريل يشاهد أول الليل،: "حيث يتقدم طلوعه وغروبه حوالي ساعتين كل شهر".

وبسبب موقعه في أقصى الجنوب فإن رؤيته غير ممكنة في البلاد التي تتجاوز دائرة العرض «38» درجة شمالاً، و يكون أقصى ارتفاع له في الإمارات عن الأفق الجنوبي بحوالي 13 درجة تقريباً، ويستمر ظهوره حتى نهاية فصل الشتاء في منطقة الجزيرة العربية.

وأوضح الجروان أنه نظراً لوقوع الجزيرة العربية على حدود 12.5 درجة شمالاً، جنوب اليمن، إلى 30 درجة شمالاً عند العراق، وتقع الإمارات على دائرة عرض 25 درجة شمالاً في المتوسط، وبناء على الحسابات الفلكية فإن نجم سهيل يكون وقت طلوعه مقترناً بوقت طلوع الشمس في الإمارات بتاريخ 11 / 12 أغسطس، أي أنه يكون مماساً للأفق الجنوبي ذلك الوقت، ولا يمكن رؤيته في هذا التاريخ أو قبله.



الشفق الصباحي

وزاد: ثم يتقدم عن الشمس حتى يصل إلى ارتفاع 5 درجات فوق الأفق الجنوبي عند طلوع الشمس «وأقل مسافة عن الشمس للنجم المرئي يوم 24 أغسطس»، ويكون بعد هذا الوقت مرئياً عند الشفق الصباحي قبل طلوع الشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة وذلك عند أجواء الرصد المثالية.

وقال إنه من الصعب رؤية نجم سهيل في عروض الإمارات قبل يوم 17 أغسطس كما هو متعارف عليه عند البعض كموعد لرؤية «سهيل» وبالبحث و التقصي والسؤال، لم يُثبت لي أحد في الإمارات مشاهدته للنجم سهيل قبل 20 أغسطس، وإنما يربطون طلوع سهيل ببعض التغيرات في الأجواء و التغيرات الطبيعية في البيئة المحلية، والتي تحدث خلال النصف الثاني من أغسطس، وليس بالرؤية الفعلية للنجم.