الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مصورون يسبرون أعماق البحار والمحيطات لاستكشاف كنوز تغطيها المياه

يعتبر التصوير تحت الماء من أصعب أنواع التصوير الفوتوغرافي، إذ لا يتوقف جمال وسحر الصورة على إتقان مهارات اللقطة بل يتطلب مهارات أخرى منها إتقان التصوير في ظروف غير عادية والغوص، حيث يكون التصوير في أعماق البحار والمحيطات لكي يحصل المصور على لقطة.



وبلا شك الغوص ليس مهمة سهلة كما يعتقد أو يتخيل البعض، فما بالنا إذا كانت الكاميرا ترافق الغوص لالتقاط صورٍ مميزة في ظروفٍ عصيبة تحت الماء، وهي هواية مُكلِفة وخطرة لكن عشاق الصورة لا يدخرون جهداً في سبيل الحصول على نتائج مبهرة.



شغف منذ الصغر

أتقن الغواص والمصور في أعماق البحار سلطان ذهب مهارة الغوص والتقاط الصور في آن واحد تحت أوضاع غير اعتيادية داخل أعماق المحيطات والبحار.





وعلى الرغم من تخصصه الأكاديمي في مجال «التنمية البشرية» وحصوله على ماجستير في هذا المجال إلا أن عشقه للبحر الذي نشأ في أحضانه أخذه بعيداً لشواطئ اللؤلؤ والسمك فتحول إلى مصور غواص تجاوز نفسه وحدود التصوير المألوف ليسبر أعماق البحار حاملاً معه أجهزته وشغفه.





حول بداياته في مجال التصوير وسر حبه لهذا الحقل النادر قال «منذ الطفولة بدأت قصتي مع البحر الذي كان صديقاً وجاراً لي في نفس الوقت حيث كان والدي غواصاً، وتعلمت الكثير منه عن البحر كما أن لأخي الأكبر فضلاً علي، وللقصص التي يرويها الوالد عنه أثر كبير في تصاعد التشويق داخلي بالتدريج لكشف أسراره وسبر أغواره».





ويضيف «أما التصوير فهو الطريق الوحيد للتوثيق البصري لما أراه في الأعماق من روائع، واحترافه جعلني أرى بديع صنع الله بشكل أفضل وأنقل روعته للعالم أيضاً، ثم أدركت أن الأمور التي تستحق التوثيق البصري على كوكبنا ليست في السطح فقط، لذا دفعتُ بعدستي للبحر».

تعلم سلطان الغوص على أيدي مُحترفين بعد أن شُغف بهذا المجال عبر انخراطه في الورش التدريبية، واتجه للسفر إلى عدد من الدول المشهورة بجمال أعماق بحارها.

تصل تكلفة هذه الهواية إلى أسعار عالية وتتراوح من 45 إلى 50 ألف درهم لذلك تعد موهبة مُكلفة مادياً.





وتفصيلاً قال يبلغ سعر الكاميرا 13 ألف درهم، والعدسة 5 آلاف درهم، والفلاش 4 آلاف درهم وغيرها من التجهيزات الإضافية المُكلفة، إلا أن كل ذلك لم يثنِ سلطان عن هدفه.

أما أكثر ما لفت انتباه سلطان فهو النظام الاجتماعي المتعاضد بين الكائنات البحرية، والتي تعيش في بيئة بحرية لا تتجاوز 3 ملي فقط، مما دفعه للتأمل والتفكر في قدرة الله سبحانه وتعالى.

حصد سلطان جوائز في مسابقات عدة شارك فيها مع جمعية الإمارات للغوص، كما تعاون على نشر الصور التي يلتقطها في مجلة «ناشونال جيوغرافيك».





البحث عن الجمال

علا خلف مصورة مصرية عملت مع الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي علي بن ثالث وأعجبتها فكرة التصوير تحت المياه التي كانت بمثابة التحدي بالنسبة لها، وقبلته وبدأت مشوارها في تعلم الغوص قبل 5 سنوات تقريباً، الأمر الذي فتح أمامها ما لم تكن تتوقعه.

وفي زمن كورونا تركز عُلا على الترويج لمنتجها الإبداعي من الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي.





وتؤكد أن التركيز على مهاراتي الغوص والتصوير أمر بالغ في الصعوبة، إذ ينبغي أن يكون الغواص محترفاً وعلى مستوى عالٍ من مهارات الغوص بالإضافة إلى القدرة على التحكم التام في الكاميرا تحت الماء.

وحول أبرز التحديات أوضحت أن الغواص يواجه صعوبة في رؤية التيارات المائية مما يتطلب منه التركيز للخروج بأفضل النتائج.



وحددت الفرق بين التصوير تحت الماء والتصوير العادي، فالأول عالمٌ آخر له قوانينه وشروطه المختلفة جذرياً عن اليابسة، فإلى جانب مهارات التصوير التقليدية، هناك مهارات وأدوات خاصة لممارسة التصوير تحت الماء واكتشاف هذا العالم جديد بصرياً.