الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تقنية غير جراحية تساعد على تعلم اللغات

تقنية غير جراحية تساعد على تعلم اللغات

كشف بحث جديد أجراه علماء الأعصاب في جامعة بيتسبرغ وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن جهازاً بسيطاً يُشبه سماعة الأذن يمكن أن يُحفز بشكل كبير أداء أحد الأعصاب السمعية في الدماغ وهو الأمر الذي سيضاعف قدرة مرتديه على تعلم اللغات الجديدة.

وتشير الدراسة إلى أن ذلك الجهاز يُمكن أن يستخدم في تطبيقات واسعة النطاق لتعزيز أنواع أخرى من التعلم.

تعتبر لغة الماندرين الصينية واحدة من أصعب اللغات التي يتعلمها الناطقون بالإنجليزية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هذه اللغة - مثل العديد من اللغات الأخرى حول العالم - تستخدم تغييرات مميزة في الصوتيات، تسمى «نغمات» لتغيير معنى الكلمات عبر اختلاف الصوت نفسه، وليس الكلمة.

فالعديد من الكلمات المتشابهة في تلك اللغة تنطق بطرق مختلفة لتُعطى معاني متغيرة.

قام الباحثون بتحسين قدرة المتحدثين باللغة الإنجليزية بشكل كبير على التمييز بين نغمات الماندرين باستخدام التحفيز للعصب المبهم ـ الذي يُعد الأطول ضمن 12 من الأعصاب القحفية التي تربط الدماغ ببقية الجسم.

سمح ذلك التحفيز للمشاركين بالتقاط بعض نغمات الماندرين أسرع مرتين. ما سمح لهم بتعلم صوتيات تلك اللغة بسرعة أكبر بمقدار الضعف مقارنة بالمشاركين الذين لم يرتدوا ذلك الجهاز.

قال المؤلف الرئيسي للدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه في مختبر الدماغ في جامعة بيتسبرج، فرناندو لانوس، «إن إظهار كون تحفيز الأعصاب الطرفية يمكن أن يجعل تعلم اللغة أسهل، أمر يُمكن أن يفتح الباب لتحسين الأداء المعرفي في مجموعة واسعة من المجالات».

استخدم الباحثون تقنية غير جراحية تسمى تحفيز العصب المبهم عبر الجلد؛ حيث يتم وضع الجهاز الصغير في الأذن الخارجية وتنشيط العصب باستخدام نبضات كهربائية غير محسوسة.

من أجل دراستهم، قام الباحثون باختيار 36 من البالغين الناطقين بالإنجليزية ودربوهم على تحديد النغمات الأربع للماندرين الصينية في أمثلة الكلام الطبيعي.

أظهر المشاركون الذين ارتدوا الجهاز تحسناً ملحوظاً في تعلم طريقة تمييز النغمات.

تم استخدام تحفيز العصب المبهم لعلاج الصرع منذ عقود، وقد تم ربطه مؤخراً بفوائد لمجموعة واسعة من الأمراض التي تتراوح ما بين الاكتئاب والأمراض الالتهابية، على الرغم من كون الفوائد لا تزال غير واضحة. لكن معظم هذه النتائج اعتمدت على استخدام أشكال من التحفيز الغازية تنطوي على مولد نبض مزروع في الصدر.

على النقيض من ذلك، يمكن أن يستخدم ذلك الجهاز للتعلم باستخدام التحفيز العصبي المبهم البسيط وغير الجراحي إلى جانب تطبيقات إكلينيكية وتجارية أرخص وأكثر أماناً تتعلق بعلاج الأمراض ذاتها، ما يجعل تكنولوجيا ذلك الجهاز قابلة للتطبيق على نطاق واسع.