الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

من هند إلى بيروت.. رسالة عفوية من طفلة مصرية لنجدة مُصابي تفجير المرفأ

من هند إلى بيروت.. رسالة عفوية من طفلة مصرية لنجدة مُصابي تفجير المرفأ

هند مع شقيقتها

صفاء الشبلي

لم تحتمل الصغيرة هند النجار ما شاهدته من مآسٍ ومشاهد مروعة جعلتها تتبرع بـ100 جنيه مصري هو كل ما تملكه وادخرته لشراء مقوٍّ للأظافر، وبكلمات شديدة البراءة كتبت الطفلة ذات الـ9 سنوات على مبلغ تبرعها: «من هند إلى بيروت كنت عايزة أشتري حاجات كتير بس أنتم أهم».

نشرت شقيقة هند موقف تبرع شقيقتها على صفحتها بـ«فيسبوك» وهو ما لاقى استحساناً كبيراً من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبروها برسالتها البريئة وسيلة لتحريك آخرين للتبرع للأشقاء في لبنان.





أخوة إنسانية

«كنت بجمع من البيت تبرعات لبيروت، فهند أختي «9 سنين» قالت لي هدفعلك 5 جنيه، وبعدين بالمحايلة وصلناهم لـ20 وبعدين النهاردة عشان عارفة إني هروح بكرة أدفعهم في فوري وأنا رايحة الامتحان، لقيتها داخلة علي وأنا بذاكر وبتمدلي 100 جنيه وبتقولي.... «كان نفسي أشتري مقوي أظافر، بس الناس والأطفال اللي في بيروت أولى».

كانت تلك «التدوينة» التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر وكتبتها شيماء النجار شقيقة الطفلة هند لتلتقطها وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بشكل كبير.

وتقول شيماء لـ«الرؤية»: «دائماً ما أحاول أن أُفهم هند ما يدور حولنا في المنطقة العربية، حتى إنها بدأت تعرف عن القضية الفلسطينية في الثالثة من عمرها، فهي أصغر شقيقاتي لذا أحاول أن أشرح لها الأمور بشكل مُبسط لكي يستوعبه عقلها، وعندما حدث انفجار مرفأ لبنان أفهمتها ببساطة ما حدث وأن هناك أشقاء لنا لابد من التبرع لهم ومساندتهم في محنتهم بنفس الوتيرة التي أفهمتها بها مُشكلات أخرى مرت بالمنطقة».





وترى شيماء التي تدرس الإعلام بجامعة القاهرة، أن تربية نشء يؤمن ويستوعب القضايا والمُشكلات القومية هو بالأساس دور الأسرة قبل مؤسسات الدولة، لذا رأت أن دورها هو تعليم شقيقتها الإيثار والعطف على المحرومين.

وتتابع: «كان هدفي من «التدوينة» أن نتحفز جميعاً لمساعدة لبنان والتبرع لها، وأن نُعلم أبناءنا معنى «إنما المسلمون إخوة»، وكما كان والداي يعلموننا أزمات فلسطين ويشرحون لنا ما يحدث، أردت تحويل بكائنا على ما حدث بلبنان لفعل بالتبرع لنجدة المُشردين والمُصابين، وأردت اتباع نفس النهج مع هند، ودائماً ما أدفعها لمُساعدة المساكين في الأعياد وفي رمضان والتبرع لمُستشفيات الأطفال وغيرها، وأُعلمها أن الإنسان لا يعيش فقط ليأكل ويشرب بل خُلق لهدف أسمى».

وتستطرد: «كانت تريد أن تكتب «ألف سلامة عليكِ يا بيروت، لكن المساحة لم تكفِ لذلك».



طفولة بريئة

وتستنكر شيماء ما حدث من هجوم من البعض على طفلة تعاملت بمُنتهى العفوية والبراءة حتى إنها لا تعلم أي شيء عن انتشار الأمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي لا تعرفها في الأساس.

كذلك تستنكر ترك البعض الهدف الرئيسي من تدوينتها وهو التبرع، ليُجادل في فرعيات أخرى كالكتابة على النقود، وعن ذلك تقول «بالنسبة لنقطة الكتابة على النقود، يمكن خانها الموقف وكتبت على النقود، اعتقاداً منها أن البيروتيين سيرونها رغم أنني منعتها في البداية، لكن كانت تعتقد أن القلوب التي وضعتها على الـ100 جنيه ستكون وسيلة لرسم البهجة على وجوه المُصابين».

ولفتت: «هعلمها» ألا تكتب مرة أخرى على «الفلوس».. حاضر.

طفولة هند البريئة جعلتها تتخلى عن شراء مقوٍّ للأظافر أو الشيكولا التي تحبها، فكتبت على الـ100 جنيه مبلغ تبرعها، «كان نفسي أشتري حاجات كتير.. بس أنتم أولى»، وهو ما دعا عدداً من رواد التواصل الاجتماعي للتواصل مع شقيقتها لتوصيل الهدايا للطفلة الصغيرة، وهو ما قوبل بالرفض القاطع منها.

وتُضيف: «لا نحتاج هدايا لهند، ولكن أتمنى أن تكون ذات تأثير بدفعها آخرين للتبرع عن طريق النوافذ المُتاحة لذلك مثل مؤسسة مرسال ونحوها».