الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

القطط.. كائنات بـ7 أرواح معبودة الفراعنة وأيقونة اليابانيين ومعشوقة بودلير وأبو الشمقمق

كائنات وديعة ولكنها عند اللزوم «تخربش»، تلازمنا في كل مكان في البيوت والشوارع والمكاتب وحتى على «السلالم»، قدسها الفراعنة وما زالت تتصرف بدلال كإله في البيوت.





ويحتفل العالم في الثامن من أغسطس كل عام باليوم العالمي للقطط، تلك الكائنات التي، يتطير منها البعض، ويعشقها الكثيرون، وتعيش حالة من الجدل الثنائي والتنافس بينها وبين الكلاب، والهدف هو حب وقلب البشر. وصفوا المرأة بها في الوداعة والجمال والعيون مع أنها بسبع أرواح.

في الثقافة الفرعونية، قدس الفراعنة المصريون القدماء القطط، وارتقوا بها إلى درجة الآلهة، حيث كانت تقدم القرابين للإلهة «باستت» في تل بسطة بمصر.

والمصريون هم أصل كلمة قطة التي جاءت منها بالإنجليزية CAT، إذ أطلقوا عليها اسمquattah واشتق الأوروبيون منها اسمها فهي في الفرنسية chat، وفي الإيطاليةgatto وفي الإسبانية gato وفي اللغة السويديةkatt وفي الألمانية .katze





بل إن كلمة بوسي اسم التدليل للقطة مرتبط بالمصريين أيضاً وهو مشتق من كلمةPash وهو اسم آخر للإلهة القطة Bastet.

وكانت القطة معبودة عند المصريين القدامى وكان مركز الطقوس الروحية مدينة Bubastis أو بيتBastet وفقاً لما ذكره هيرودوت وهو معبد كبير ضخم بني تكريماً للقطط في المدينة. وذكر هيرودوت أيضاً أن المصريين كانوا يضعون سلامة القطط فوق سلامة الإنسان وفوق ممتلكاته عندما يشب حريق في المنزل.

ويقول المصري القديم: «أعطيت خبزاً للجائع، وماء للظمآن، وثياباً لمن ليس لديه ثياب، واعتنيت بأبي قردان والصقور والقطط والكلاب المقدسة، ودفنتها تبعاً لما تقضي به الطقوس الدينية، فدهنتها بالزيت ولففتها في أكفان من الكتان المنسوج».





جالبة الحظ والسعادة

وفي اليابان، يعتقد الناس أن القطط المعروفة باسم «مانيكي نيكو» تجلب الحظ والسعادة.

يُروى أن امرأة عجوزاً اضطرت إلى ترك قطتها تذهب لحالها لأنها كانت فقيرة جداً ولا تقدر على إطعامها. فجاءت القطة لها في المنام واقترحت عليها أن تصنع تماثيل من الخزف على صورتها، فقامت بذلك بالفعل، ومن هنا ولدت «المانيكي نيكو» التي جلبت ثروة هائلة لصاحبتها الفقيرة.

ويؤمن البعض بأن القطط السوداء تطرد الأرواح الشريرة، والقطط الحمراء تبعد المرض، والقطط الذهبية تجلب النقود.





قط بودلير

وتردد ذكر القطط في الأدب العربي والعالمي في عشرات القصائد، فالشاعر الفرنسي الخالد بودلير نظم فيها 3 قصائد شهيرة يقول في إحداها:

«تعال يا قطي الجميل فوق قلبي العاشق

واطو مخالب أقدامك

ودعني أسبح في عيونك الجميلة،

المشبهة بمعدن وعقيق«..

وهو يشبه القطط في قصيدة أخرى بالعلماء والعاشقين:

العشاق الملتهبون، والعلماء العاكفون

يحبون أيضاً في عمرهم الناضج

القطط القوية والوديعة، فخر المنازل

التي تشبههم في الحساسية، وإيثار الإقامة

بل إن الشاعر الكبير يرى الزمن والوقع فقط في عيون قطته.

عندما أنحنى على قطتي الجميلة فيلين،

ذات الاسم العذب،

والتي تعتبر في نفس الوقت شرفاً لبنات جنسها،

وفخراً لقلبي، وعطراً لروحي،

فإنني أرى في عمق عينيها: الساعة بكل وضوح !

الهرة وأمير الشعراء



وفي الأدب العربي يترنم أمير الشعراء أحمد شوقي بقطته:

هرتي جد أليفة

وهي للبيت حليفة

هي ما لم تتحرك

دمية البيت الظريفة.



كما استعان بها شوقي في وصف حال الدنيا:

تُعينين المواليد والمنايــا.. وتبنين الحياة وتهدُمينـا

فيا لك هرة أكلت بنيها.. وما ولدوا وتنتظر الجنينا

وفي التراث العربي، رثى أبوبكر الحسن بن علي العلاف البغدادي المقري الأديب هراً له كان يأنس به بقصيدة:

يا هر فارقتنا ولم تعـــد وكنتَ عندي بمنزلة الولدِ

فكيف ننفك عن هواك وقد كنتَ لنا عدةً من العددِ

بينما يؤكد أحمد بن فارس صاحب المجمل في اللغة:

إذا ازدحمتْ همومُ الصدرِ قلنا.. عسى يوماً يكون لها انفراجُ

نديمي هرتي وأنيس نفســي.. دفاتر لي ومعشوقي السراج

من جانبه، وصف أبو الشمقمق القط أو السنور في بيته الذي خلا من الفئران:

فأرى الفأر تجنبن بيتـــي.. عائذاتٍ منه بدار الأمــارة

وأقام السنور في البيت حولاً.. ما يرى في جوانب البيت فأرة





سيرة القط

وفي الأدب الشعبي هناك العديد من الأمثال التي تروي عن القطط من بينها (القط ما يحبش إلا خناقه)، (قطهم جمل وبراغيتهم رجالة)، (القطة ما تهربش من بيت الفرح)، (اللي يمسك القطة تخربشه)، (غاب القط العب يا فار). (جبنا سيرة القط جه ينط). (القطط بسبع أرواح).



ومن الحقائق التي تروى عن القطط أنها تستطيع سماع الأصوات ذات الموجات فوق الصوتية التي لا نسمعها كبشر، مثل التي يصدرها القوارض والدلافين.

والطريف أن القطة «ستابس» تقلدت منصب العمدة لبلدة تالكيتنا بولاية ألاسكا، ودامت فترة حكمها 15 عاماً! كما تم ترشيح إحدى القطط لرئاسة مدينة مكسيكو عام 2013.