الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

طفلة مصرية تطفئ شمعتها التاسعة عن بُعد مع أيتام سوريا

طفلة مصرية تطفئ شمعتها التاسعة عن بُعد مع أيتام سوريا

أجبرت جائحة كورونا البعض على إلغاء احتفالاته ومناسباته الاجتماعية، في حين صمم البعض الآخر على إقامتها حتى لو كانت عن بُعد بسبب تطبيق التباعد الاجتماعي تحسباً لـ«كورونا»، فيما قرر البعض ألّا يجعل مُناسبته استثنائية ومُميزة لأنها وقعت في أوقات استثنائية، وهو ما أقنعت به الصحفية المصرية سامية علّام ابنتها منى التي أكملت عامها التاسع.

وقررت الأم أن تحتفل بعيد ميلاد ابنتها بشكل استثنائي، ليظل ذكرى مُعبرة عن الوضع الراهن، وأيضاً رغبة منها في تعليم ابنتها معاني الإحساس بالآخر، خصوصاً إن كان طفلاً يتيماً يعيش في منطقة نزاع هي سوريا.



دعم وذكرى استثنائية

تعيش منى مع والدتها بعد وفاة والدها منذ أن كان عمرها شهراً واحداً، ربما هي لا تحس بما يحس به هؤلاء من معاني فقد الوالد التي ملأتها والدتها حباً ورعاية، لكن هذا لا ينفي أن تشعر بهؤلاء خصوصاً الذين يعيشون ظروفاً صعبة اقتصادياً وأسرياً، لذا كانت فكرة الدعم النفسي لهؤلاء الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم بأكملها جراء الحرب في سوريا.

وتقول سامية لـ«الرؤية»: «دائماً ما احتفل بعيد ميلاد منى مع الأهل والأصدقاء لكن هذا العام قررت أن يكون الاحتفال ذكرى جميلة لها، وبإلهام من إحدى الصديقات السوريات قررت الاحتفال هذا العام بشكل مُختلف، بالتواصل مع إحدى الفرق التطوعية لخدمة أيتام سوريا وذويهم، اعتبرتها فكرة مُميزة ودعماً لهؤلاء».





وتقوم فكرة أعياد الميلاد عن بُعد على إرسال مبلغ من المال بالتنسيق مع فريق مُلهم، وهو أحد الفرق التطوعية القائمة على الأراضي السورية، وله عدد من الأذرع في عدد من الدول العربية، كالأردن ولبنان، ويهدف لخدمة الأيتام، ومحاولة إسعادهم بتوفير الملابس وكل أوجه الإعالة المُختلفة.

وبحسب لميا مسؤولة قسم المُناسبات في الفريق، فإن التبرع لإقامة مُناسبة اجتماعية كعقيقة المولود أو عيد ميلاد، يبدأ من 250 دولاراً أو أي مبلغ يُريد المحتفل إسعاد الأطفال به.

وتُضيف لـ«الرؤية»: «نشتري الهدايا للأطفال باسم الشخص صاحب المُناسبة، ونقوم بكل أوجه الاحتفال كإحضار التورتة مثلاً إن كان الاحتفال عيد ميلاد، ونشتري الهدايا للأطفال، مع تصوير كل الاحتفال فيديو وإرساله للشخص المُتبرع كأنه حضر معنا تماماً».





فرحة

يكفل فريق مُلهم أكثر من 1500 طفل بأكثر من 26 منطقة بسوريا وتركيا والأردن ولبنان بعضهم من أطفال المخيمات، ويضم أكثر من 250 متطوعاً موزعين حول العالم، هدفهم جميعاً إدخال الفرحة لقلوب الأطفال.

وتقول سامية: «في الحقيقة الفرحة التي رأيتها على وجوه الأطفال قدمت لي أكبر دعم نفسي كنت بحاجة ماسة إليه أكثر ما كانوا يحتاجون هم، وأدعو الجميع للاحتفال بمناسباتهم بهذا الشكل المُبهج».

وتقول منسقة الحفلات بالفريق «نحاول جاهدين إقامة الاحتفالات بالتبادل بين دور الايتام المختلفة أو تجميع عدد من الأطفال لأكثر من دار، لكن كورونا منعتنا من إقامة تجمعات خوفاً على الأطفال، لذا هذه الأيام نختار أن نُقيم مثل تلك الاحتفالات في دار واحدة وبالتبادل مع دور أخرى».