السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

علياء الحمادي.. من عوالم الأدب الإنجليزي إلى رصد المشاعر الإنسانية بالفرشاة والألوان

تعكس أعمال الفنانة الإماراتية التشكيلية الشابة علياء الحمادي طابعاً إنسانياً، لتضيئ على مشاعر انسانية قد يفضل الكثيرون أن تظل مستترة، لكنها أرادت أن تؤكد على مشروعية وجماليات البوح الإنساني، عن مشاعر غرست في أعماق اصحابها، وغدت ربما، ضمن مسببات سعادتهم، وذلك عبر «الجدة والجدة»، وهما الشخصيتان المتخيلتان الأكثر بروزاً في أعمالها.

وتمتاز أعمال الفنانة التشكيلية الصاعدة، التي أثبتت تواجدها على الساحة الفنية المحلية منذ 3 سنوات، بالمبالغة والغموض في كثير من الأحيان، لكنها مستوحاة من الواقع ومن التجارب الحياتية، لذا تعكس 90% من رسوماتها طابعاً إنسانياً متفرداً.



رسالة إنسانية

وأفادت «الرؤية» خريجة الآداب والعلوم الإنسانية ـ تخصص الأدب الإنجليزي والترجمة، الرسامة، علياء الحمادي، بأنها ابتكرت شخصيتي الجدة والجدة لتؤكد على أن العواطف والمشاعر الإنسانية جزء مهم من حياة الإنسان ولا يمكن العيش بدونهما، ولكن بطريقة تتناسب مع المجتمع الإماراتي والعالم العربي، فالفن في النهاية رسالة إنسانية يجب استغلالها بإيجابية.

وتابعت «علاقتي بالفن والرسم بدأت منذ طفولتي، حيث كنت أرسم على كل شيء تقريباً، سواء الجدران أو الطاولات أو الحقائب، وكان الأمر مزعجاً بعض الشيء للعائلة، إذ اعتبرت الرسم بمثابة الملجأ الذي يحتويني ويعكس أحلامي وطموحاتي».

ونوهت بأن ما يميز أعمالها أنها تمتاز بالمبالغة في عكس الواقع أو الغموض في الرسم أحياناً أخرى، وهو ما يجذب الآخرين، ويمنحهم الأمل أو يعرض لهم واقعاً سوداوياً في مرات أخرى يمكن الاستفادة منه وتجنب آثاره.





حرية إبداع

وأضافت: «بعد التخرج، لم أكن أتوقع أن علاقة وثيقة ستربطني بالفن ولم أتخيل أنني سأكون فنانة تشكيلية بشكل جدي، وذلك حتى عام 2017، حيث اتخذت قراراً بإبداع رسمة جديدة بشكل يومي لمدة 365 يوماً، ونجحت في ذلك، ومن ثم أصبحت أتمتع بالطلاقة والسلاسة والثقة في الرسم وابتعدت عن مخاوفي وأصبحت لدي مساحة أكبر من حرية الإبداع».

واستعانت الفنانة الشابة بمنصات التواصل الاجتماعي لنشر أعمالها في بداية مشوارها الفني، ومن ثم بدأت في استقبال طلبات من الجمهور لرسم أعمال خاصة، ولكنها كانت مصابة بحالة من التردد استطاعت التغلب عليها تدريجياً مع تزايد إعجاب الجمهور.





وأشارت الحمادي إلى أنها شاركت في معارض فنية عدة خلال السنوات الأخيرة، واستفادت كثيراً من تجارب الآخرين ومن المواهب الإماراتية الشغوفة بالفن، واعتبرت هؤلاء الفنانين ثروة إماراتية حقيقية يجب أن يتم إيصال أصواتهم إلى العالم والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم.

وترى أنها تتمتع بالعديد من المهارات الفنية ولديها مصادر إبداعية متنوعة، مشيرة إلى أنها تستلهم أعمالها من المواقف الحياتية ومن تجارب الآخرين، كما أن 90% من رسوماتها تعكس الطابع الإنساني وطبيعة التعامل فيما بين البشر.

وأشارت إلى أن مصادر الإلهام متنوعة وأحياناً متوقعة وأخرى غير متوقعة، ومنها ما هو مستوحى من الطبيعة أو من التغذية البصرية المتراكمة في الذاكرة ومن خلال الكتب التي نقرأها عبر السنوات والتي نسترجعها عند الرسم، وهو ما يمكن للفنانين الصاعدين تطبيقه ليتمكنوا من الوصول إلى مرحلة الإبداع.



دعوة شبابية

ولتطوير المهارات الفنية، دعت الشباب والفنانين الصاعدين إلى الرسم يومياً والتدريب المستمر ومشاهدة أعمال الفنانين الآخرين للاستفادة من تجاربهم الفنية والتعرف على التقنيات الرقمية الحديثة وتعلمها والاستعانة بها متى كان ذلك متاحاً أو ضرورياً.

وعن الأزمات التي تواجه الفنانين التشكيليين، أشارت إلى استغلال بعض الجهات الفنية للفنانين المستقلين لتغريهم بالظهور بدون مقابل ملموس، معتبرة ذلك من أبرز التحديات التي تواجه الفنانين الصاعدين.



وتطمح علياء الحمادي إلى أن تتوافر فرص للفنانين الصاعدين بحيث تساعدهم على الانتشار محلياً وعالمياً، والنظر إليهم وإلى ما يقدمونه كثروة حقيقية وليس كموهبة فقط.