السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

معاناة صامتة من التحرش للمدلّكات الصينيات المكفوفات

معاناة صامتة من التحرش للمدلّكات الصينيات المكفوفات

تقع المكفوفات العاملات في مراكز التدليك في الصين تحت رحمة زبائن لا يترددون في استغلالهنّ، فيتعرضن للتحرش ويُجبرن على تقديم خدمات غير أخلاقية، لكنهنّ غالباً ما يلذن بالصمت، خصوصاً أن التحرش بقي هناك لفترة طويلة من دون عقاب.

وتبدو الاستعانة بالمكفوفات أمراً مألوفاً في مراكز التدليك الكثيفة الانتشار في الصين، نظراً إلى أن حسّ اللمس عندهن استثنائي. ويُعتَبَر التدليك من القطاعات النادرة التي توظّف أصحاب همم مع أن الصين تواجه صعوبة في إدماجهم في المجتمع.

عندما فقدت شاو جيا نظرها وهي بعد مراهقة، وجدت سريعاً أن أنسب مهنة يمكن أن تختارها هي التدليك.

لكنّ شاو التي بلغت الـ28 اليوم، ما لبثت أن أصيبت بخيبة أمل، بسبب ما تتعرض له خلال عملها من ملامسات الزبائن الذكور، والخدمات الجنسية التي يطلبونها منها.

وتكشف منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان أن 40% من الصينيات سبق أن تعرّضن لتحرش جنسي، لكنّ ثقل النظام الذكوري مضافاً إلى نوع من الشعور بالعار يحول دون تقديم الضحايا شكاوى.

وتقول المحامية لي يينغ إن النسبة على الأرجح أكبر بكثير في قطاع التدليك، ملاحظةً أن المكفوفات «أكثر عرضةً» من بقية الناس.





كانت يينغ أول محامية رفعت دعوى في قضية تحرّش وربحتها بموجب قانون صادر عام 2018.

ولم يكن يتوافر قبل ذلك أي تعريف قانوني للتحرش الجنسي وأي تشريع في شأن الطريقة التي يمكن بها التعاطي مع هذه الملفات في الإطار المهني.

وتؤكد مينغ يو «24 عاماً» أنها تعرضت لاعتداءات وملامسات من زبائن في كلّ من مراكز التدليك العشرة التي عملت فيها.

وقد عرفت مينغ التجربة الأولى من هذا النوع عندما كانت في الـ18، وحاول أحد الزبائن يومها أن أن يتحرش بها.

وتروي مينغ، المكفوفة منذ أن كانت في سن السادسة «لم أكن أعرف كيف ينبغي أن أتصرف. لم أكن مررت إطلاقاً بمثل هذا الأمر، ولم يعلّمني أحد كيفية التعاطي مع وضع كهذا».