الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ولاء الشحي: الذكاء العاطفي السبيل الناجع للتغلب على التنمر الوظيفي

قالت الدكتورة ولاء الشحي الخبيرة في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، إن «دورات التطوير الذاتي يمكن أن تكون علاجاً فعالاً للتعامل مع التنمّر الوظيفي والذي ينتج عن ميل بعض مدراء أو رؤساء العمل إلى السيطرة والهيمنة على مرؤوسيهم ومضايقتهم بالتسلط والقسوة والتعنيف».

وأوضحت الشحي، في حوارها مع «الرؤية» أن «هناك قواعد وأساسيات للتعامل مع ظروف التنمّر في مكان العمل منها حفاظ الموظف على قوته وضرورة عدم إظهار مشاعر التأثر بكلام المدير المتنمر، ومحاولة التركيز فقط على مهامه الوظيفية»، معتبرة هذا السبيل، أكثر محورية من أية إجراءات أخرى بما في ذلك الإجراءات ذات الصلة بتنظيم قواعد العمل.

وأكدت الشحي التي اختارت هذا المجال العلمي مجالاً لتخصصها بهدف خدمة المجتمع والبحث عن مكامن القوة وتحفيز الطاقات الإيجابية في النفس البشرية. أهمية أن يسخر الموظف المتنمر عليه ذكاءه العاطفي لكي ينجح في مهامه الوظيفية ويضع كل ما حوله، سواء أشخاص، أو معطيات تصادفه أثناء تفاصيل أدائه لمهامه الوظيفية، في النصاب الصحيح والمناسب.

تنمية الموظف ذاتياً

وذكرت خبيرة التنمية البشرية، أن «أزمة فيروس كورونا المستجد وما فرضتها من إجراءات احترازية وتعاظم الضغوطات النفسية خاصة التي وقعت على كاهل الموظف، ضاعفت من أهمية مجال ودورات تطوير الذات وأصبح دوره غير عبثي، لقدرته الكبيرة على مساعدتهم لاستكمال مسيرتهم الوظيفية بشكل علمي وصحيح ليتمكنوا من أداء مهامهم على أكمل وجه، فالإدارة العصرية تنظر إلى تطوير الذات كجزء من استراتيجية تحسين الأداء والإنتاجية وتعزيز الولاء والانتماء وتحقيق الاستقرار الوظيفي".

وأضافت الشحي أنه على الرغم من أن الخضوع للدورات المهنية المتعلقة بالعمل نفسه يعتبر جزءاً من تطوير الذات، إلا أن المنهج الرئيسي لتطوير الذات هو منح الموظفين القدرة المستمرة على تطوير خبراتهم ومهاراتهم بشكل ذاتي، أي أن التنمية الذاتية للموظفين تقوم على منحهم التقنيات والأساليب العقلية والنفسية التي تجعلهم أكثر قابلية لاكتساب مهارات أخرى منها الحياتية مثل العمل مع الفريق وإدارة الغضب ومبادئ الاتصال الفعال، إضافة لمهارات التنمية الذاتية التي يحاول الموظف اكتسابها لتعزيز مهاراته المهنية والمهارات الشخصية المتعلقة بمكان العمل، سواء من خلال اغتنام فرص التطوير التي تقدمها الشركة أو من خلال البحث عن فرص خاصة.

مردود إيجابي

أكدت الشحي أن «دورات تطوير الذات تلعب دوراً مهماً وحيوياً في تحسين أداء الموظفين على كافة الأصعدة، فبناء الإنسان من الداخل ينعكس على الخارج ما يؤدي إلى رفع إنتاجيته وأداء العمل باحترافية، ما يؤثر إيجابياً على المؤسسات نفسها ويعود عليها بفوائد عدة ومنها تخفيض التكاليف، وتقليل الأخطاء، وتعزيز الاستقرار الوظيفي، والنجاح في التواصل مع فريق العمل، والقدرة على تقديم حلول مبتكرة ومبدعة قائمة عل توازنه النفسي".

وأوضحت الشحي أن «أهم أهداف التنمية الذاتية للموظف هي اكتشافه لإمكانياته وقدراته ومهاراته الحالية، بجانب اكتشاف مكامن شخصيته الوظيفية والتي تتمثل في معرفة تأثير سماته الشخصية على الأداء في العمل والعلاقات مع الآخرين، ومنها سرعة الغضب، ما يجعله قادراً على معرفة نقاط ضعفه، وبعد فترة يمتلك فنون الذكاء العاطفي في تعاملاته مع من حوله في العمل وكذلك في حياته الشخصية".

وأضافت أنه عندما يكتسب الموظف سمة التوازن الداخلي ووعياً عالياً في التنمية الذاتية لا يبحث عن ترقية وظيفية ولكن يسلط تركيزه على مضاعفة عطائه والإبداع به، ويحرص على صحة علاقته مع الآخرين أي الشعور بالسلام في مكان العمل والأمان الوظيفي.

وذكرت الشحي أن «النتائج الإيجابية لعمليات التطوير الذاتي لشخصية الموظف تنعكس مباشرة على المؤسسات لقدرتها الكبيرة في تقليل التوتر والصراع الوظيفي، بجانب اكتشاف المواهب الحقيقية المبدعة فالبحث عن موظف مميز داخل المؤسسة نفسها أسهل وأقل كلفة وأكثر نفعاً من استقدام موظف جديد».

بناء الشخصية الوظيفية

ونصحت خبيرة الوعي والتطوير الذاتي كافة المؤسسات بضرورة توفير دورات التنمية الذاتية للموظفين ليس من منطلق مسايرة الموضة ولكن لإدراك الإدارة بفاعلية هذه الدورات وتأثيرها في بناء شخصية وظيفية مثالية تمتلك مهارات التواصل والوقت.

ودعت الشحي جميع الأفراد الراغبين في تحسين حياتهم للاستثمار في تطوير أنفسهم ومهاراتهم والتعرف على ذاتهم حتى يتمكنوا من عيش حياتهم بصورة أفضل.

وطالبت كل من يرغب في حياة إيجابية أن يبحث عن سبب وجوده ودوره في هذه الحياة، ويحدد الغرض منها، ما ينعكس إيجابياً على الفرد والمجتمع.

التنمر الوظيفي

وأشارت إلى أن «دورات التطوير الذاتي يمكن أن تكون علاجاً فعالاً للتعامل مع التنمّر الوظيفي والذي ينتج نتيجة ميل بعض مدراء أو رؤساء العمل إلى السيطرة والهيمنة على مرؤوسيهم ومضايقتهم بالتسلط والقسوة والتعنيف لدرجة أن عدداً لا يستهان به من الموظفين قد يجبرون نفسياً وقهرياً على ترك العمل بتقديم الاستقالة أو التحول إلى قطاع آخر أو جهة عمل أخرى».

وأوضحت الشحي أن «هناك قواعد وأساسيات للتعامل مع ظروف التنمّر في مكان العمل منها حفاظ الموظف على قوته وضرورة عدم إظهار مشاعر التأثر بكلام المدير المتنمر، ومحاولة التركيز فقط على مهامه الوظيفية»، مؤكدة ضرورة ألا يغير الموظف مكان عمله بل أن يسخر ذكاءه العاطفي لكي ينجح في مهمته الوظيفية ويضع كل من حوله في نصابه.

وأضافت أنه «على الموظف المتنمر به أن يعزز ثقته بمظهره العام، فغالباً ما يبحث الشخص المُتنمر عن الشخص الذي يظهر عليه الضعف من الناحية الخارجية، كطريقة الكلام، لهذا على الموظف أن يظهر دائماً في مكان عمله كشخص قوي وأنيق ومهتم بمظهره الخارجي، كذلك الحفاظ على توازنه وعدم الخلط بين توجيهات العمل والنقد الشخصي وعدم ترك المشاعر السلبية تتسرب له كالتفكير في الانتقام».

دراسة النفس البشرية

وعن بداياتها في عالم تطوير الذات أكدت الشحي لـ«الرؤية» أنها منذ وقت مبكر وهي تهتم بدراسة النفس البشرية وكان يجذبها هذا المجال، وعلى الرغم من تخصصها الدراسي في المجال الهندسي إلا أن دراسة وتحليل الشخصيات كانت شغفها الأول، لذلك كانت تمضي وقت فراغها مطالعة الدراسات النفسية وكافة المستجدات التي تطرأ على هذا العالم.

وأضافت أنها «تمكنت خلال مسيرتها في عالم تطوير الذات من الحصول على العديد من الشهادات الأكاديمية لصقل مهاراتها بالدراسة العلمية، ومنها شهادة الدبلوم في علم النفس وتطوير الذات، والالتحاق بدورات تخصصية في دراسة النفس البشرية وإعادة صياغة القناعات للاستمتاع برحلة الحياة".

وفيما يتعلق بمفاتيح وأسرار النجاح ترى الشحي أن السلام الداخلي والتصالح مع الذات، والاستمرارية في البحث عن النجاح وأخيراً حب الذات وتقبل الإنسان أهم أسرار السعادة في الحياة.

دورات متخصصة

يذكر أن الشحي قدمت مجموعة من الدورات، ومنها «ديتوكس الروح» التي تعمل على سحب السموم من الروح، حسب وصفها، ودورة «ممنوع دخول الرجال»، عن الأسرار التي تساعد كلاً من الرجل والمرأة في فهم الآخر، بجانب تقديم مجموعة من البرامج عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال فترة أزمة كورونا، والتي أبرزها برنامج «تجربتي» على صفحتها في إنستغرام، الذي تخاطب عبره النساء وتسلط الضوء على تجارب واقعية لمجموعة من المؤثرات وسيدات المجتمع اللاتي استطعن تغيير تحدياتهن وواقعهن بنجاح متميز ومثمر.