الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

قنوات يوتيوب تنشر خبايا بيوت المصريين.. وخبراء يحذرون

يتناول عدد من قنوات اليوتيوب المصرية خبايا منازل صاحبات القنوات، بل ومشاكلهم العائلية بالإضافة إلى الطبخ والروتين المنزلي والإعلانات عن منتجات منزلية وملابس، والتي كان آخرها قناة «أسرار المطبخ مع سمر»، فيما يشبه برامج تلفزيون الواقع.

وتحظى تلك القنوات بعدد كبير من المتابعين، فـ«قناة أسرار المطبخ مع سمر» تضم 993 ألف مشترك، و«من بيت حسناء» تضم 581 ألف مشترك، و«دلعي مطبخك وحبي حياتك» تضم 850 ألف مشترك، وقناة «يومياتي أنا وسلفتي» يتابعها 498 ألف مشترك، و DoDo ChanNnel تضم 635 ألف مشترك، أما قناة يوميات محمد وسلمى والتي يشترك فيها الزوج والزوجة فلا توجد عليها أي إحصاءات تخص الاشتراك، لكنها حققت ما يزيد على 40 مليون مشاهدة منذ انطلاقها في ديسمبر 2017، ما دفع الزوجين لإطلاق قناتين إضافيتين الأولى باسم منوعات سلمى ومحمد، والثانية باسم محمد يوتيوبر مصر، الأمر الذي تكرر مع قناة «عائلة سحر ومحمود» التي يشترك فيها الزوجان وحصدت 250 ألف مشترك، و51 مليون مشاهدة منذ يونيو 2017، ما دفع الزوجين لإطلاق قناة «عائلة سحر ومحمود 2» ويبلغ عدد المشتركين فيها 57 ألف مشترك، وتشترك عائلة الزوجين من آباء وأشقاء في الفيديوهات أيضاً.

وتضم كل قناة من القنوات السابقة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تضم عدداً مقارباً للمشتركين على موقع اليوتيوب، بينما تسجل فيديوهات كل قناة عدداً ضخماً من المشاهدات.

عناوين صادمة

وقالت سمر سمير صاحبة قناة «أسرار المطبخ مع سمر» إن المحتوى الذي تقدمه القناة يختلف عن العناوين التي تقدمها، مشيرة إلى أن العناوين قد تكون صادمة لجذب المشاهد فقط، ولكن المحتوى لا يتطرق لأي مشكلات أو أسرار عائلية.

وأضافت سمر أنها دخلت عالم اليوتيوب قبل عامين، وبدأت القناة بوصفات المطبخ فقط بدون ربطها بأي مواقف حياتية إلا أنه لكثرة الوصفات الموجودة لم تلقَ القناة رواجاً، ولكن حين قامت بربط المحتوى ووصفات الطبخ بمواقف حياتية كالعزائم أو علاقتها بزوجها أو حماتها ارتفعت نسبة المشاهدات.

وأوضحت سمر أنها بدأت القناة قبل عامين بعد تركها لعملها في مجال الملابس لشغل وقت فراغها ولم تستهدف الربح المادي، وخاصة أنها لم تكن تعرف وجود أرباح عن طريق موقع يوتيوب.

وذكرت سمر لـ«الرؤية» أن زوجها وعائلتها لا يعترضون على القناة أو المحتوى الذي تقدمه لأنهم يعرفون أنها لا تقدم أي محتوى يكشف أسرار المنزل.

تراجع الإعلام التقليدي

من جانبه، يقول محمد عبدالرحمن رئيس تحرير موقع إعلام دوت كوم المختص بأخبار وقضايا الإعلام، إن ظهور مثل هذه القنوات هو نتيجة لتراجع الإعلام التقليدي بالإضافة إلى تطور كاميرات الهواتف المحمولة وانتشار معدات التصوير رخيصة الكلفة، ما فتح الباب لظهور مثل هذه القنوات التي تعتبر كل قناة فيها ظاهرة بحد ذاتها ستأخذ فترة وتنتهي حسب المحتوى المقدم.

وأوضح عبدالرحمن أن تطور هذه القنوات لتقديم تلفزيون الواقع بشكل احترافي في مصر مرهون بوجود رعاة إعلانيين في مصر والعالم العربي يمكنهم الاستثمار في هذه القنوات، وهو أمر مستبعد في المستقبل القريب.

سينما الواقع

وأكدت أستاذ علم الاجتماع هدى زكريا وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن المجتمع العربي تغير لديه مفهوم الخصوصية منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن المستخدم العربي يتناول الكثير من الأسرار والأشياء الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحول الإقبال على قنوات اليوتيوب التي تتناول خبايا البيوت المصرية قالت زكريا إن هذا الإقبال هو إقبال على إعلام النميمة، فهذه القنوات تقدم محتوى يتعلق بالنميمة ولكن أطراف القصة هم من يقدمونها للمجتمع نفسه، مشيرة إلى أن هذه القنوات تقوم بتحويل الواقع لسينما يشاهدها المتفرج ويرى فيها ما هو قريب منه، وشبيه لما يحدث في منزله.

وأوضحت زكريا أن المجتمع أصبح لديه الكثير من المفاهيم الاجتماعية المتغيرة والمرتبكة، فما تقدمه هذه القنوات قبل سنوات قليلة كان من الممكن أن يتسبب في الطلاق، أصبح مقبولاً الآن وتشارك فيه العائلة بأكملها من أجل المال والأرباح.

لا للأسرار الشخصية

أما سلمى مصطفى وزوجها محمد وهبة فقد أطلقا قناتهما الأولى في ديسمبر 2017، ليطلقا بعدها قناتين مع وسم «جيش سلمى ومحمد».

وتقول سلمى لـ«الرؤية» إنها لا تقدم أي فيديوهات تتضمن أي أمور شخصية، فهي لم تكشف مثلاً نوع جنينها للجمهور أثناء فترة حملها، وأن القناة تشمل التحديات والمناقشات الاجتماعية فقط ولا تتناول أي أسرار شخصية.

محرم شرعاً

من جانبه، قال الشيخ أحمد ترك من علماء الأزهر الشريف إن ما يحدث في هذه القنوات من نقل الحياة العائلية على الشاشات هو محرم، لأن الدين الإسلامي جعل للمنازل حرمة، وأن الكثير من الأحاديث الشريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم تشدد على حرمة الإفصاح عن البيوت وأسرارها.

وشدد ترك على أنه حتى إن كان هذا النقل للمواقف المنزلية بموافقة الزوجين فهو مرفوض ومنهي عنه، واصفاً ما يحدث بأنه تجارة رخيصة، يكشف فيها الشخص ستر منزله مقابل الربح المادي.