قبل عدة شهور كانت ماريان خليل وغيرها من الأقباط لا تهتم بمستلزمات سر التناول الذي يجري في القداس بالكنيسة، فكانت الكنيسة توفر مستلزمات التناول من إيشاربات أو أغطية الرأس للنساء، ولفافات التناول التي يتم وضعها على الفم عقب التناول، حيث كانت هذه المستلزمات يتم تداولها بين رواد الكنيسة دون قلق.
ومع انتشار فيروس كورونا، فرضت بعض الكنائس اشتراطات تتعلق بطقس التناول منها استخدام لفافات وأغطية رأس شخصية لمنع العدوى، أعقب ذلك تعليق القداسات بالكنائس حتى مطلع الشهر الجاري، حيث تم إعادة فتح الكنائس واستئناف الشعائر الدينية مرة أخرى، ومنها طقس التناول ولكن مع اشتراطات شخصية مستلزمات التناول.
وكغيرها من الأقباط لجأت ماريان خليل إلى محلات مستلزمات الخدمة القبطية، وهي عبارة عن مكتبات تبيع الكتب الدينية كالكتاب المقدس إضافة إلى الملابس الدينية، وكذلك مستلزمات مدارس الأحد الدينية، لتشتري عدة لفافات للتناول وأغطية للرأس، بينما لجأ آخرون إلى شرائها أونلاين، حيث نشطت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لبيعها بأسعار تبدأ من 3 جنيهات مصرية.
بيشوي ناجي أحد الأقباط الذين رأوا في قرارات الكنيسة الخاصة بالتناول فرصة للعمل، حيث يملك ماكينة طباعة حرارية صغيرة استخدمها في مشروع للطباعة على الملابس والأكواب والوسائد الرائجة في مصر، فقرر استخدامها في طباعة اللفافات وأغطية الرأس.
ويقول ناجي إن مشروع الطباعة على اللفافات لا يستهدف فقط المكسب المادي بقدر المكسب الروحي والديني، لأنه يعتبر نفسه يؤدي خدمة للأقباط بمساعدتهم على أحد أهم الطقوس والأسرار الكنسية.
وأضاف أنه يشتري القماش بالتوب من محلات بيع الأقمشة بالجملة، ثم يقوم بتقطيعه حسب الشكل والمقاس المطلوب على ماكينة ليزر، وهي ماكينات منتشرة في مصر، وتستخدم في صنع الهدايا من مختلف الخامات، وتعتبر مشروعاً مربحاً لأنها تستخدم في صنع كافة الهدايا بداية من فانوس رمضان حتى صناديق الهدايا والمفاتيح.
وذكر أنه بعد تقطيع اللفافات يقوم بطباعتها في المنزل على المكبس الحراري بعد تصميم الشكل المطبوع والذي يتضمن صورة أحد القديسين وصلاة قبل وبعد التناول، ويغلفها في أكياس شفافة تمهيداً لبيعها.
في أحد شوارع منطقة عزبة النخل بمحافظة القاهرة، يقع محل سان جيوفاني وهو محل للعب الأطفال والهدايا إضافة إلى مستلزمات مدارس الأحد، وقبل 5 سنوات بدأ مالك المحل وسام صليب في تصنيع مستلزمات التناول من لفافات وأغطية الرأس وتوريدها للكنائس.
ويقول: «قبل عدة سنوات بدأت العمل في توريد مستلزمات الخدمة للكنائس، ومن ضمن هذه المستلزمات لفافات التناول وأغطية الرأس حيث أقوم بتصنيعها لدى الغير، وتغليفها».
وتابع: «بعد عودة القداسات أصبح هناك إقبال على اللفافات بصورة أكبر، وأشتري أتواباً من القماش الأبيض المستخدم في اللفافات، ليتم تقطيعه في عدة ورش في منطقتي شبرا وعزبة النخل حسب المقاس والشكل المطلوب».