الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«الأرض بتتكلم عربي» في مدينة بون الألمانية

بينما يتجول المرء في حي بادغودسبرج بمدينة بون الألمانية يشعر كأنه في إحدى الدول العربية، حيث تنتشر في الشوارع الرئيسية بالحي الوجوه العربية من مختلف الجنسيات وتظهر اللغة العربية على الجدران ولافتات المحلات المختلفة بها، وطيلة الوقت تسمع كلمات «السلام عليكم» و«شكراً» و«ما شاء الله».





ويعد الحي نموذجاً للتعايش بين الألمان والعرب، حيث إن المحلات العربية يشتري منها الكثير من الألمان أيضاً، حتى المتاجر الألمانية الكبرى أدخلت اللغة العربية على منتجاتها، وأصبحت مفردات عربية معروفة لدي الألمان ومنها الأطعمة مثل «الفلافل» و«الحمص» و«الشاورمة» و«حلال».



وقال عراقي الأصل منصور حيدر الذي يمتلك أحد المطاعم والمقاهي بالحي لـ«الرؤية» إنه جاء منذ 30 عاماً وافتتح محلاته في الشارع الذي كان قبل ذلك يعرف باسم شارع السفارات والقنصليات عندما كانت مدينة بون العاصمة القديمة لألمانيا.





وأشار إلى أن زبائنه من العرب والألمان على حد سواء، حيث يقدم الأطعمة العربية في الطواجن الفخارية مثل البامية والباذنجان بالإضافة إلى الحلويات الشرقية التي فرضت نفسها بقوة داخل الثقافة الألمانية، وحتى مقاهي الشيشة يرتادها الكثيرون من الألمان وليس العرب فقط.



كما أن الحي يعد أيضاً مقراً للمنازل التي يستأجرها القادمون من الدول الخليجية للعلاج، خاصة أن مدينة بون تنتعش فيها بقوة السياحة العلاجية، ما يزيد من الحضور العربي بها.



وظهر اللاجئون السوريون منذ دخولهم ألمانيا عام 2015 بقوة أيضاً في الحي عبر أسواق خاصة للمنتجات السورية ومطاعم مختلفة، بالإضافة إلى صالونات الحلاقة ومنها صالون «بابلون» الذي افتتح منذ أكثر من 25 عاماً.





وقالت كريمة، مغربية الأصل التي تعيش مع عائلتها منذ 11 عاماً بالحي: إنهم لا يشعرون بالغربة مطلقاً هنا، فالشارع متعدد الجنسيات العربية وإنهم عندما يخرجون منه لمناطق أخرى يشعرون أنهم ابتعدوا عن بلادهم، مؤكدة أن الحي قطعة عربية تشعرهم بالسعادة وبروح الوطن والفخر لأنهم حققوا نجاحاً بالمشروعات العربية الموجودة بالحي داخل المجتمع الألماني.

فيما قال هانس، ألماني يسكن بالقرب من الحي منذ 30 عاماً لـ«الرؤية» إن «الحي العربي» مثلما يطلق عليه يعتبر ميزة وإضافة لألمانيا وليس عيباً كما يراه البعض من أصدقائه الألمان الذين يعتقدون أن الجالية العربية تزداد بقوة داخل ألمانيا وتفرض عالماً آخر موازياً لا يندمج مع الألمان.



وقال إن التنوع الثقافي كان دوماً جزءاً من مدينة بون الألمانية عكس غيرها من المدن الأخرى لأنها يوجد بها أشخاص من مختلف جنسيات العالم لكونها مقراً للأمم المتحدة وشركات الاتصالات الدولية والمؤسسات الإعلامية الناطقة بعدة لغات.