الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

حافظ أمان: المسرح العربي يعاني الانفصام.. والدراما الإماراتية تعيش حالة من سوء الفهم

حافظ أمان: المسرح العربي يعاني الانفصام.. والدراما الإماراتية تعيش حالة من سوء الفهم

حافظ أمان.

قال الكاتب والمخرج المسرحي الإماراتي حافظ أمان إن المسرح العربي يعاني انفصاماً في الشخصية الفنية، ما بين الواقع المعاش والصورة التي يريد فرضها بعض المشتغلين، مضيفاً أنه ليس متابعاً للمسرح الخليجي، ولكن المسرح الإماراتي يعمل بلا استراتيجية واضحة ومن دون خطة مستقبلية.



وأكد في حواره مع «الرؤية» أن الدراما المحلية تعيش حالة من سوء الفهم لعملية إدارة الإنتاج بشكل كامل، كما تعاني من الثبات ولا توجد فيها ترجمة حقيقية لمعرفة السوق الموجه للأعمال التي يجري إنتاجها، موضحاً أن المنصات الإلكترونية بدأت تستحوذ على السواد الأعظم من المشاهدين لقدرتها على تلبية رغبات الجمهور ومواكبة توجهاتهم.



وأشار الكاتب والمخرج المسرحي إلى أن المهرجانات المسرحية تحتاج إلى حلول عملية ناجعة كي تنتقل من مرحلة الهدف لتصبح وسيلة إبداعية، معتبراً المسرح بالنسبة له هواية وليس مهنة ولم يفكر في اعتزال الخشبة من قبل، نافياً أن يكون «دراماتور».. وتالياً نص الحوار:

*لماذا تغيبت لفترة عن الساحة الفنية الإماراتية، ولمَ قررت العودة؟

أنا صاحب تجربة متواضعة بين الشباب، أما ابتعادي فكان لظروف العمل والدراسة، وبالنسبة لي المسرح هواية، ولا بد من التواصل بين متطلبات العمل والدراسة والتعليم والتوازن بينها وبين الهواية التي أمارسها إلى جانب عملي الأساسي ودراستي، ورغم ذلك لا أعتقد أن ابتعادي كان كاملاً قد أكون غائباً من الناحية الجسدية، ولكني موجود في معظم المراحل مع الفنانين حتى وأنا خارج الدولة.



*عملت مؤلفاً ومخرجاً، ولكن هاتين المهنتين أصبحتا موضة بين الشباب، فهل ترى أنهم يمتلكون القدرة على المواصلة؟

بشكل عام، الفنون الأدائية وأهمها المسرح حالة إبداعية ولا تقتصر على العمر ودرجة التعليم، مع التأكيد على أن الدراسة من الأساسيات المهمة جداً في المسألة الإبداعية، أما الخبرة فهي تكتسب بالتراكم، لذلك لا بد من التعامل مع التجربة الشبابية من هذا المنطق، وهناك أعمال قدمها الشباب أفضل فنياً، وهي قادرة على الوصول إلى المتلقي وملامسة مشاعره أسرع من الأعمال التي قدمت منذ 20 عاماً.



*كيف ترى الساحة الفنية الإماراتية، وهل تتحرك في سياق إنتاجي صحيح؟

مع الأسف لا، تجربة الدراما المحلية في ثبات وغير متحركة وقائمة على سوء فهم لعملية إدارة الإنتاج بشكل كامل، والأعمال المحلية مع الأسف لا توجد فيها ترجمة حقيقية لمعرفة السوق الموجه لهذا العمل، وهذه الحقيقة مغيبة حتى عند الأجهزة المنتجة، لهذا نرى أن المنصات الإلكترونية بدأت تستحوذ على الأعداد الأكبر من المشاهدين، كونها تمتلك معرفة حقيقية لرغبات المشاهد وتوجهاته.



*هل لديك عتب على المؤسسات الثقافية وإدارة الفرق المسرحية؟

لا يوجد أي عتب، فالمؤسسات الرسمية دورها الحقيقي حوكمة القطاع الثقافي والفني، ولعبت دوراً كبيراً في التنفيذ والإنتاج لملء فراغ الجمعيات المعنية في تنفيذ السياسات الثقافية والفنية.

أعترف وكوني أحد العاملين في القطاع بأنه إن كان هناك عتب فنحن الذين يجب معاتبتهم، لأن المسرح هو القطاع الوحيد الذي يعمل بدون تخطيط وبدون استراتيجية واضحة، للتغلب على مشاكله المالية والإدارية.



*أنت «دراماتور» مسرحي ولاقت هذه المهمة نقداً كبيراً في المسرح لأنه يتدخل في رؤية الشباب المسرحي؟

لست «دراماتور»، أنا مجتهد فقط، والدراماتور مستشار مسرحي ويعمل حسب قواعد فنية وضمن توجه المخرج الفني والجهة الإنتاجية للعمل، وإذا كانت الجهة الإنتاجية مغيبة عن الإنتاج والمخرج فقير في تناول الخيوط الفنية، هنا يسيطر الدراماتور بأفكاره على العمل المسرحي، بسبب ضعف المخرج والجهة الإنتاجية لأنهما المسؤولان عن المنتج النهائي.



*لماذا لجأت إلى عروض مسرح المونودراما؟

لأنها عروض تستحق، وهي تجربة يخوضها شخص يحب مغامرة البحث عن الذات والتعقيدات البشرية في تفسير السلوك، لذلك المحرك لدي هو الرغبة في استكشاف مناطق جديدة للعمل.



*من وجهة نظرك، ما الدور الذي يجب أن يقدمه المسرحيون للساحة الثقافية؟

نحن كمسرحيين يجب أن نجلس جلسة حقيقية لمعرفة إلى أي درجة هل المسرح الإماراتي قادر على التأثير في الشارع أم هو بعيد عنه، ويجب أن تكون الجلسة حقيقية بعيدة عن الأحكام المسبقة، وقائمة على الذهن المتفتح ونقد الذات.



*عاصرت مسرحيين مؤسسين كثيرين، فهل ما زالت على تواصل معهم؟

أنا كنت أقل عمراً وتجربة بين المؤسسين والجيل الذي أتي بعد ذلك، ولكن العلاقة قائمة وستبقى لأن الصداقة ترتكز على علاقات اجتماعية مهمة جداً.

*هل فقد المسرح الخليجي بريقه في الفترة الأخيرة؟

لست متابعاً للمسرح الخليجي، ولا أستطيع أن أحكم إذا كان متراجعاً، وهناك تجارب تستحق أن تشاهد وهناك تجارب فقيرة، وهذا لا ينطبق فقط على المسرح الخليجي، ومن خلال مشاهدتي للأعمال العربية في عدة عواصم أرى أن هناك انفصاماً في الشخصية الفنية، ما بين الواقع المعاش والصورة التي يريد فرضها بعض المشتغلين.



*المهرجانات المسرحية في الدولة كثيرة، هل ترى أنها مفيدة؟

قد تكون المهرجانات جزءاً من الإشكالية الموجودة لدينا، ومع الأسف بعد مرور فترة من هذه المهرجانات باتت إقامتها هي الهدف وليس الوسيلة، ولا بد للقائمين على هذه المهرجانات أن يبحثوا عن الحلول العملية وليس الأوراق النظرية.



*تقدم مسارح الدولة ورشاً للشباب، فهل تتطلب ضوابط لقبول المشاركين أم تظل مفتوحة للجميع؟

بكل تأكيد يجب أن تكون هناك ضوابط ليس للطلبة المشاركين بل للمدربين، بمعنى إلى أي درجة هذا المدرب لديه الأهلية الكاملة من الناحية العلمية والتجربة لتدريب الغير لأن هذه مسؤولية كبيرة، الطلبة المشاركين والمعلومات التي يأخذونها من المدربين مهمة جداً، لأنها تولد ثقة بين الأطراف إلى أي درجة هذا الشخص مؤهل للقيام بهذا العمل.

وأعتقد إذا كانت هناك ضوابط ومعايير يجب أن تكون على المدربين وليس المشاركين، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.



*هل راودك قرار الاعتزال من قبل؟

لم أبدأ حتى أعتزل أو أفكر في الاعتزال، ولم يرادوني لأن المسالة بالنسبة لي ليست مهنة بل هواية أمارسها بحب.



*ما خططك المستقبلية في المسرح؟

ليست لدي خطة مستقبلية واضحة حتى الآن، وهي تأتي عندما أشعر بأني جاهز وليست لدي أجندة طويلة المدى.