الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كتاب ومنتجون خليجيون: نمتلك الرغبة بصناعة فيلم عالمي ونفتقد التمويل.. والشباب هواهم غربي وهندي

تباينت آراء كتاب ومنتجين ونقاد خليجيين حول إمكانية أن يرى عمل سينمائي خليجي النور، ويستطيع أن ينافس في المحافل الدولية، وفي دور العرض ومنصات المشاهدة، لا سيما في ظل صدمة المشاهد العربي في الآونة الأخيرة بالعديد من الأعمال الدرامية التي لا تنسجم مع قيمه المجتمعية، فضلاً عن القيم والفطرة الإنسانية السوية، وخصوصاً في أعمال تنتجها منصات مشاهدةـ كنتفلكس، التي قوبلت أخيراً بحملة مقاطعة واسع، حيث ناقشت "الرؤية" هذه القضية، بشكل موسع، وطالب المختصون خلالها بدعم المنصات العربية، وتوفير إنتاج درامي قوي قادر على المنافسة، ويلبي حاجة المشاهدين، في ظل التأييد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي لحملة مقاطعة نتفليكس.

وحدد فنانون ونقاد، التقتهم «الرؤية»، عدداً من المصاعب التي تقف عثرة أمام مثل تلك المشاريع الضخمة، مشيرين إلى أن التمويل يعتبر المعضلة الأكبر أمام هكذا مشروع، حيث يغيب المنتج السخي الذي يستطيع أن يصرف عشرات ومئات الملايين على عمل فني سينمائي يستطيع أن يجذب الجمهور، وينافس الإمكانات المادية لجهات إنتاج عالمية، وحتى عربية تنتج أعمالاً تجارية، وفق معايير ربحية، لا فنية.

وأكدوا أن غياب ثقة المشاهد في الأعمال الخليجية يقف أمام خروج هذا المشروع للنور، لا سيما أن غالبية رواد دور العرض، وعملاء منصات المشاهدة من الشباب والمراهقين الذين يغلب على هواهم الأعمال الهوليوودية والبوليوودية.

وأشاروا إلى أن هناك نجوماً لا يستطيعون التفريق بين خصائص الأعمال التي تعد للتقديم التلفيزيوني، ونظيرتها السينمائية، داعين إلى تأسيس جهة مختصة في صناعة النجوم.



نجوم شباك

أكد الكاتب والمنتج السعودي خالد الراجح، أن تنفيذ هذا المشروع يعتمد على قوة النص والأدوار المناطة للنجوم، وكيف سيتم، مشيراً إلى أن هذا المشروع يحتاج إلى نجوم شباك كي يسهمون في نجاح الفيلم، وتحقيقه مشاهدات عالية.

وأشار إلى أنه أنتج وكتب الفيلم السعودي «نجد» الذي عرض مؤخراً، وجمع خلاله توليفة من نجوم الفن الخليجي على رأسهم الفنانة حياة الفهد، إلى جانب ماجد مطرب، وعلي السبع، وزهرة الخرجي، وميساء مغربي.

وعن قبول النجوم المشاركة في بطولة جماعية، أوضح أن السينما الخليجية لا تزال في بداياتها، والأمر يختلف كلياً عن الدراما، لذلك البطولة في عالم الفن السابع ليست بتلك الأهمية طالما أن هناك نصاً بإمكانه إبراز إمكانات هؤلاء الفنانين.

وحدد الراجح أبرز معوقات إنتاج مثل هذا الفيلم في التمويل، وهي مشكلة خليجية عامة، وكذلك قلة الكتاب القادرين على صناعة عمل قوي، وأيضاً بعض النجوم الذين لا يفرقون بين الفيلم والمسلسل، مشيراً إلى أن هناك حاجة لتأسيس جهات مختصة تستقطب هؤلاء النجوم وتدربهم على صناعة السينما.



صناعة نجم

يلخص المنتج السعودي خالد المسيند، المشكلة في صناعة نجم السينما، مؤكداً أن هناك فارقاً بين نجوم الدراما ونجوم السينما كما في أوروبا وأمريكا، منوهاً بأنه قد يكون من غير الوارد نجاح نجوم التلفزيون في السينما.

وأشار إلى أن التلفزيون يأخذ من نجومية السينما، حيث إن عدداً من نجوم السينما قدموا أعمالاً درامية، فخفتت نجوميتهم على شباك التذاكر مثل الفنان المصري أحمد السقا.

ولفت إلى أن صناعة نجوم السينما، تحتاج إلى تكاتف الفنانين مع شركات الإنتاج والمخرجين والمهتمين بهذه الصناعة بهدف جذب الجمهور، لا سيما أن البيئة الخليجية خصبة في ظل وجود عدد كبير من دور العرض والمخرجين والفنانين.

وأكد المسيند، أن هذه التجربة الفنية قد يكون محكوماً عليها بالفشل، لأن غالبية جمهور ورواد دور العرض السينمائي في الخليج من الشباب الصغير والمراهقين الذين يبحثون فقط عن نجومهم من هوليوود وبوليوود، مشيراً إلى أن أهم عامل في تنفيذ هذا المشروع هو النص الدرامي القوي، والذي يعتبر معضلة كبيرة قد تواجه خروج هذا المشروع إلى النور، فضلاً عن المخرج العبقري.

ويعتقد أن غالبية النجوم سيرحبون بالمشاركة في هذا الفيلم، متوقعاً ألا يبالغوا في أجورهم، منوهاً بأن أغلب النجوم يبحثون عن النص والعمل الجيد قبل الجانب المادي.





جماهيرية

يبدأ الفيلم الجماهيري من الفكرة أولاً، ثم نص مكتوب، وعلى ضوء هذا النص يختار المخرج الممثلين المناسبين بناءً على الشخصيات الدرامية والعالم الدرامي الذي صنعه الكاتب، بحسب الكاتب والناقد رجا العتيبي.

ورفض العتيبي وصف الفيلم بالجماهيري منذ البداية، منوهاً بأن هذا الوصف يأتي بعد عرض الفيلم، لأن وصف (الجماهيرية) يرتبط بالمشاهدين ومدى رضاهم عن الفيلم، فربما لا يلهب العمل حماس الجماهير.





أحلام قديمة

يعتقد الكاتب والناقد الفني الكويتي عبدالستار ناجي، أن هذه الفكرة محكوم عليها بالفشل، ولن يكتب لها النجاح في ظل التباعد العربي والاختلاف في منهجيات العمل والنجومية المزيفة الباهتة التي تحكم عقليات البعض من نجومنا في العالم العربي.

وأكد أنها تجربة تنتمي للأحلام القديمة والأمنيات البعيدة التي يفترض أن نعي حقيقتها ونتجاوزها إلى زمن جديد وإبداع يذهب إلى الإنسان وقضاياه بعيداً عن الأوهام.

وأشار إلى أن الحديث عن مشاريع إنتاجية عربية ضخمة لا بُدَّ أن يبدأ من الصفر، حيث وجود نص قادر على استيعاب الأحداث والشخصيات قبل أي شيء آخر بعيداً عن مجاملة النجوم.

وتأسف الناقد الفني على أننا نعيش في وسط فني محكوم بالمجاملة الزائفة التي لا يمكن لها أن تتحمل إنجاز هكذا مشاريع ضخمة.

وقارن بين حال الفن العربي وصيغ التعاون الفني في أوروبا وأمريكا، مبيناً أن التجارب الغربية تعتمد الاحترافية العالية في كل فضاءات الحرفة الفنية منذ التفكير بالمشروع إلى الكتابة والاختيارات الخاصة بالنجوم والفريق الفني التقني وبقية التفاصيل، فيما تكون التجارب العربية عكس ذلك.

وأكد أن غالبية التجارب الغربية كتب لها النجاح، لأنها تتحرك خارج إطار المؤسسة الرسمية وتحت إدارة القطاع الخاص وخارج العناوين والشعارات الفضفاضة.





المنتج السخي

يرى الكاتب الفني السعودي طاهر بخش، أن المشهد الفني الخليجي يعيش حالياً مرحلة مهمة على صعيد الدراما، وهو مهيأ للانطلاق إلى آفاق رحبة في مجال السينما الذي يتميز بأن مساحة الحرية فيه أكبر من تلك المتاحة للدراما، لكن ومع ذلك لم نرَ عملاً ضخماً تكلف عشرات الملايين لكي يستطيع جذب المشاهد.

وأكد أن المنتج الخليجي لن يغامر بالملايين لإنتاج فيلم بتكاليف عالية، لأنه تاجر ينظر إلى الربح، وهذا من حقه، ولذلك يرى أن المنتج السخي هو العائق الأول في تنفيذ هذا المشروع، ثم النص فالمؤلف الخليجي يكتب ويضع أمام ناظريه المنتج فيحاول كتابة عمل يرهق ميزانيته، فهو يعرف أنه لو قدم عملاً مكلفاً إنتاجياً فلن يجد المنتج أو الممول، وبالتالي يكون مكانه الدرج.

واعتبر بخش الممثل الضلع الثالث في هذه المعادلة، مشيراً إلى أنه يقبل بأي دور إن وجد، وأن أجره سيكون عالياً.