الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

«شقاوة».. متسول ومحترف «تمثيل» يصدم «سوشيال ميديا» بادعاء الفقر

تمكن طفل متسول من خداع رواد سوشيال ميديا، بعد انتشار صورة له بملابس رثة ممزقة، ليتضح فيما بعد أنه متسول محترف ويقود مجموعة من الأطفال للتسول، لكنه ممثل موهوب استطاع إتقان الدور.

وتعود تفاصيل القصة، إلى الشابة منة جاب الله التي كانت تتجول في شوارع وسط القاهرة، وتحديداً في شارع طلعت حرب، حيث وجدت الطفل محمد في طريقها، بملابسه المُمزقة الرثة ومعالم التعذيب في جسده، الأمر الذي أدخلها في نوبة بكاء شديدة بسبب حالته التي فطرت قلبها، لتُعطيه «ما في جيبها» وتشتري له ملابس جديدة قبل أن تلتقط صورة له لتنشرها على صفحتها بـ«فيسبوك».

وتفاعل كثيرون من متابعي التواصل الاجتماعي مع الصورة وتعاطفوا مع محمد، حتى وصل الأمر حد طلب البعض استضافته بمنازلهم.

وقالت منة في تدوينتها التي تم تداولها على نطاق واسع: «حالته وحشة أوي، والعيال في الشارع ضاربينه جامد أوي، ومعورينه في كل حتة في جسمه وشكله طيب أوي وغلبان.. مامته ماتت و باباه اتجوز ورماه في الشارع»، كانت تلك الكلمات كفيلة بتحريك كل القلوب لدعم الطفل المسكين، فملامحه البريئة خير دليل على أنه وقع فريسة لزوجة أب لا ترحم، ولأب نسي ضناه وتركه فريسة سهلة لها.





مُحترف تسول

بعد انتشار «تدوينة» منة على نطاق واسع، تواصلت وزارة التواصل الاجتماعي معها، لتتضح الصورة، فالطفل محمد ما هو إلا «شقاوة» قائد مجموعة من الأطفال مُحترفي التسول بمنطقة وسط البلد.

وقال فريق أطفال بلا مأوى التابع للوزارة، إن الطفل اسمه محمد وشهرته شقاوة، جرى إيداعه من قبل بإحدى دور التربية ثم استلمته والدته، ومن خلال تعامل الوحدات المُتنقلة لأطفال بلا مأوى معه جرى التوصل لعنوان أسرته بمنطقة «بشتيل» أحد أحياء مُحافظة الجيزة، وأرسل فريق من إدارة الحالة للمنزل، ورفض الجد والأم مقابلة الفريق ليتبين بعد ذلك أن الأسرة كلها تعمل بالتسول.

وتابع بيان فريق وزارة التضامن: «الطفل يتخذ منطقة وسط البلد مأوى له، ويحترف استغلال المارة بملابس مُمزقة يقوم هو بتمزيقها لكسب عطف المارة، ويخفى ملابسه النظيفة خلف كابلات الكهرباء بالمنطقة، حتى يتحصل على ملابس جديدة من المارة، وكذلك الأطعمة ومبالغ مالية كبيرة، ورفض الطفل الإيداع بأي مؤسسة نظراً لما يجمعه من الأموال، وبخلاف ذلك فهو يقوم بتدريب أصحابه بالمنطقة على التسول».



صدمة

ما أعلنه فريق وزارة التضامن، هو نفسه ما أعلنته مؤسسة معاً لإنقاذ إنسان، بأن الطفل مُحترف تسول، شكّل ذلك صدمة وذهولاً لمتابعي التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بضرورة القبض على الأم والجد وإيداع الطفل دار رعاية.

لكن البعض استنكر أن تكون تلك قصة الطفل المسكين حد وصفهم، واتهموا صاحبة التدوينة بمحاولة جمع التعليقات، لكن تعليقات من أهالي منطقة وسط البلد كانت فاضحة لقصة «شقاوة»، «سكان وسط البلد أو من يعملون بها يعرفون حيله جيداً»، تعليق جاء لنورا محمد إحدى العاملات بمحل ملابس بوسط البلد، وحكت نورا في تعليقها أحد المواقف التي حضرتها بنفسها وقالت إنها تعمل مُنذ نحو سنتين بمنطقة وسط البلد، وأكثر من شخص جاء مع الولد لشراء ملابس له، وتضيف: «أكثر موقف ضايقني بشدة عندما جاء رجلان لشراء طقم جديد له، وكان واضحاً جداً أنهما لا يملكان سوى ثمنه، وعندما خرجوا وجدت الولد يقوم بخلعه ويبيعه لأحد أصحاب المحلات المُجاورة».

استنكار وصدمة البعض لم تدم طويلاً، حتى أعلن المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء هاني يونس صحة احتراف الطفل للتسول، ونشر يونس على صفحته بـ«فيسبوك»، أكد صحة بيان فريق التضامن الاجتماعي، مُعلناً اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الطفل، وقال يونس في تدوينته «اطمئنوا إلى كل من أرسل لي هذا البوست أو شيره، هناك دولة وهناك رجال دولة يتحركون على الفور، الحمد لله تم اتخاذ اللازم ووجدوا أطفالاً آخرين غيره وبصدد اتخاذ الإجراءات اللازمة بإذن الله».