الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حسن فهمي.. حكاية فنان لم تزره الشهرة فبحث عنها في شوارع القاهرة

وجه تستطيع تمييزه من بين 1000 وجه، تألَفه في الصفوف الأولى لجنازات النجوم، حاملاً توابيت من أسماهم هو، زملاءه، تجده في الصفوف الأولى لمباريات كرة القدم، أو الصفوف الأولى لصلاة الجمعة، حسن فهمي وجه صارت مصر كلها تعرفه منذ سنوات، لكثرة إطلالاته التلفزيونية، حيث يحرص دائماً أن يكون وجوده مع حدث كبير وفي مواجهة الكاميرا.

يطلق على نفسه مطرباً، ويلقِّب نفسه بالأسطورة، طلب الشهرة وأنفق كل ما يملك في سبيل تحقيقها، فلم يحصل عليها، لكن حبه للفن دفعه ليخرج في شوارع المحروسة، يَعرض موهبته على الناس بعد رحلة أكثر من 30 عاماً من البحث عن الشهرة.



حالة خاصة

حسن فهمي أو المطرب حسن فهمي كما يسمِّي نفسه، حالة خاصة من التصميم والإصرار وتصديق الحلم، حتى وإن أنكره آخرون، يتجول في شوارع القاهرة حاملاً ميكرفوناً أشبه بهذا الذي يستخدمه الباعة الجائلون، يغني لعبدالحليم وفريد الأطرش وعبدالوهاب، لا يجد أي غضاضة في أن يضع نفسه في درجة شهرتهم نفسها، يؤمن جداً بموهبته التي أخذها معه ونزل بها للشارع، نزل للناس في تجمعاتهم الخاصة في الملاعب والمواكب والجنازات والانتخابات، والأفراح والأتراح.

ويقول فهمي لـ«لرؤية»: «أنا في الأصل أعمل ستورجي موبيليا في السبعينات، ودخل الفن دمي قبل روحي من تلك الصنعة، التي كانت تمتاز بضرورة الهدوء، لاستخدامنا وسائل غير آلية كما يتم الآن، فكنت أُدندن أثناء عملي، ومن هنا عرفت أنني أمتلك صوتاً جميلاً، كنت أغني في أي مكان وفي أي وقت».

ويستطرد «كنت أحب سماع عبدالحليم حافظ، وكبرت معي موهبتي، فكنت أحضر كل حفلاته، وخلال عملي قابلت عبدالحليم حافظ شخصياً في أواخر حياته، في شقته بالزمالك، تمنيت لو حدثته حينها، لعله كان يُساعدني في تحقيق الشهرة، وفي سن الـ15 تمنيت لو أصبحت كعبدالحليم حافظ».



علقة موت

حب حسن لعبدالحليم جعله يُنفق كل ما يملكه لحضور حفلاته، حتى وصل الأمر لطلب زوجته الطلاق بعدما ضجرت من حبه للفن، وعن هذا يسترجع ذكرياته «لا أحد يستطيع إثنائي عن المُضي قدماً في طريق الفن، فأنا معجون بالفن والموهبة، حتى زوجتي تركت المنزل في بداية زواجنا، نظراً لإنفاقي كل ما أملك على شراء الألحان والكلمات، التي كنت أشتريها بغرض إنتاج أغنيات خاصة بي، لكنها في النهاية تفهمت حبي للفن، وعادت للمنزل



ويقول ضاحكاً «أثناء إحدى حفلات عبدالحليم داخل جامعة القاهرة، تسلّقت سور الجامعة للدخول للحفلة، فما كان من الأمن سوى الإمساك بي، ولقّنوني علقة ساخنة، لا أنساها، ولكنني لم أتزحزح عن حُبي للفن».

ويُضيف «أثناء أدائي للخدمة العسكرية كنت أغنّي، وهو ما عرّضني لمشكلات كبيرة أيضاً، رحلتي شاقة، وأنا مُصمم على المضي فيها».



الشهرة في الشارع

ربما حصل حسن فهمي على بعض الشهرة التي تمناها بفضل «سوشيال ميديا»، لكنه يرى أنه نجم حقيقي، ويتعامل من هذا المنطلق، وإن لم يجد فرصة حقيقية حتى الآن، فيومياً يحمل ميكروفونه الخاص، ويتجول في الشوارع والحواري ليُغنّي للناس.

ويتابع «الناس محتاجة للأمل، أنا أعطيهم ذلك، وأغنّي في الشوارع، أنا جيلي حالياً لا يتكرر، فأنا فنان شعبي، الجميع يسعى لالتقاط الصور معي



ويرى فهمي أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أعطته بعض الشهرة التي كان يتمناها، ولا يُنكر تعرّضه للسخرية من البعض، ويرى أن ذلك أمر وارد، ولا يُعيره أي اهتمام، المهم أنه يفعل ما يريد، ويغنّي، وسيظل يفعل ذلك لآخر عمره.

ويزيد «كنت أتمنى أن أحصل على فرصة حقيقية، لكنني نحتّ في الصخر، وسأظل أفعل ذلك، فحياتي هي الفن، حتى إن وصلتُ لشهرة حقيقية لن أتنازل عن مقابلة الناس في الشارع بشكل مباشر، فالناس هم سر انتشاري حالياً».