الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مكتبة الصخرة.. مشروع شعبي لنشر الثقافة بين 10 قرى مصرية

اصطدم الشاب المصري شنودة عادل وزملاؤه في بداية دراستهم الجامعية، بالعديد من الأنشطة الثقافية في جامعة المنيا، حيث لم تتح لهم فرصة المشاركة في مثل هذه الأنشطة في قريتهم وهم أطفال لمشقة الانتقال إلى المركز أو المحافظة، فقريتهم وما يزيد على 10 قرى مجاورة لا يوجد بها مركز ثقافي أو مكتبة أو مسرح أو سينما تتيح للأطفال ممارسة الأنشطة المطلوبة لتنمية الأطفال ثقافياً، وهو ما دفعه وعدداً من أصدقائه إلى تأسيس فريق من المتطوعين لعمل مشروعات ثقافية مع الأطفال في الشوارع مثل الرسم وتعديل السلوك وغيرها.





ويقول شنودة لـ«الرؤية»: «للأسف القرى خارج الخريطة الثقافية، وطفل القرية محروم من هذه الأنشطة إلا إذا كان والداه لديهما الإرادة والمقدرة للانتقال بصفة دورية إلى المركز أو المحافظة، وهو ما دفعنا قبل 4 سنوات لبداية نشاطنا بصورة تطوعية للعمل مع الأطفال في الشارع.

ويتابع: بدأنا بمشروعات رسم ومسرح شارع وموسيقى تطوعية، بعدها بدأنا بتأسيس مكتبة للأطفال هي مكتبة الصخرة والتي بدأت بنحو 100 كتاب، وحالياً تضم 5 آلاف كتاب سواء من كتبنا الخاصة أو من الكتب التي دعمتنا بها مؤسسات ودور نشر أو أشخاص أو كتب من أصدقائنا من فيسبوك في القاهرة والإسكندرية.



ويضيف شنودة: عملنا مع الأطفال في الشوارع لمدة سنة ونصف، ثم بعدها أسسنا مقراً للمكتبة والمبادرة منذ ما يقرب من عامين ونصف.

وأوضح شنودة أن ضمن المبادرة هناك العديد من حملات تنظيف الشوارع من النفايات مع الأطفال ضمن خطة المبادرة للتعلم بالممارسة، حيث يشارك الأطفال بحملات تنظيف الشوارع والأماكن التي لا تحتوي على نفايات خطرة، بحيث يمكن للأطفال المشاركة في التنظيف لأن من يقوم بتنظيف الشارع لن يلقي المهملات فيه، وقد شارك في أولى الحملات نحو 5 أطفال فقط، وحالياً شارك في آخر نحو 75 طفلاً.



وأشار شنودة إلى أن المبادرة تأثرت بصورة كبيرة بفيروس كورونا حيث اضطروا إلى إغلاق المكتبة وإيقاف الورش، مع توزيع ألعاب ومستلزمات تلوين وكتب على الأطفال في منازلهم لدعم تواجد الأطفال في المنازل وعدم الخروج، ورغم عودة النشاط إلا أن المقر والمكتبة ما زالا مغلقين، وتم استئناف النشاط في الحديقة وهناك العديد من الإجراءات التي يتم تنفيذها منها تقليل عدد الأطفال والالتزام بالتباعد الاجتماعي.

وحول ردود الفعل قال شنودة في البداية كان هناك من يشجعنا ولكن كان هناك بعض الاستهجان لتجمع شباب وبنات مع بعضهم وهو أمر غريب على الثقافة القروية، لكن بعد تعدد الورش والمعسكرات وحضور الأهالي للعروض المسرحية، اقتنع الأهالي بأهمية عملنا.