السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فلسطيني يحوّل جزيرة في شارعه إلى حديقة غناء

يعتقد المارة في شارع الثلاثيني، أحد أهم وأكبر شوارع مدينة غزة، أن الشاب الذي يعمل في جزيرة الشارع الواقع بين مفرقي الحايك والطيران غرباً هو أحد موظفي بلدية غزة، لكن الواقع غير ذلك فهو شاب تطوع من أجل أن يحول هذه الجزيرة الطويلة إلى حديقة.



أحمد اللوح (43 عاماً) تحدى نفسه قبل 6 أشهر حينما رأى أن المواطنين يستغلون هذه الجزيرة لإلقاء القمامة رغم وجود حاويات خاصة بها مما يجعل مظهرها لا يليق بهم كسكان للمنطقة فتحدث معهم مطالباً إياهم بعدم القيام بذلك دون جدوى.



قرر الشاب اللوح أن يُحرج السكان بعدم إلقاء هذه القمامة في الجزيرة وبدأ العمل فيها وزراعتها بالأشجار والورود وتزيينها ببعض الفقرات والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على النظافة وغيرها من الحكم والمقولات العامة.





ويروي اللوح لـ«الرؤية» كيف كانت رسالة التحدي التي خاضها في هذا الجانب، حيث عمل على تحويل هذه الجزيرة التي يبلغ طولها قرابة 50 متراً وعرضها 2 متر، وتقابل بيته مباشرة إلى حديقة جميلة باتت قبلة الكبار والصغار من سكان الحي والمارة يتظللون فياء أشجارها حيث وضع مقاعد خاصة فيها.

وقال: «أردت أن أوصل رسالة تحدي أنه لا يوجد شيء اسمه مستحيل، وأننا من الممكن أن نحفر في الصخر من أجل نظافة وجمال بلدنا، وهذا ليس صعباً».





وأضاف: أن هذا العمل كلفه نحو 2000 دولار ثمن الأشجار وأدوات البناء وبعض أدوات الزينة واللوحات، وغيرها من الأمور.

ونفى أن يكون أي من سكان الحي أو بلدية غزة قد ساهم في إقامة هذه الحديقة، مؤكداً أنها بجهد ذاتي، مشيراً إلى أن بلدية غزة قدمت له شهادة شكر وتقدير لقيامه بهذا العمل.





وأشار اللوح إلى أن شرفة منزله تطل على هذه الجزيرة وأنه قبل أشهر كانت تطل على مكان لإلقاء النفايات واليوم تطل على حديقة بما تعنيه الكلمة من معنى.

وقال: «يكفيني كل يوم الصبح حينما أقف على شرفة منزلي تكون أمامي حديقة مزينة بالأشجار والورد أحتسي فنجان القهوة وأنا مرتاح البال وسعيد بهذا المنظر».



وأضاف: «أنوي مواصلة العمل في هذه الجزيرة إن أمكن، لكي أحول كل جزر الشوارع إلى حدائق وهذا ليس مستحيلاً».

وأشار إلى أنه أنشأ أمام كل محل تجاري بجانب بيته حدائق صغيرة متنوعة وزينها ويعتني بها بشكل يومي هو وأبناؤه.