الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أحمد اليافعي.. مغامر ينشر الثقافة الإماراتية على سفوح جبال إفريقيا وأوروبا

أحمد اليافعي.. مغامر ينشر الثقافة الإماراتية على سفوح جبال إفريقيا وأوروبا

يعشق الشاب الإماراتي أحمد اليافعي التحدي والمغامرة منذ طفولته، ولكن حين كبر سعى إلى استغلال مغامراته على سفوح جبال إفريقيا وأوروبا لنشر الثقافة الإماراتية، حيث يسخر هوايته لتحقيق مهمة وطنية وهب لها حياته، ليعرف العالم إلى عادات وتقاليد وتاريخ وتراث الإمارات، إلى جانب رفع علم الدولة على أعلى القمم الجبلية في قارتي أوروبا وإفريقيا.

ويطمح اليافعي إلى أن ينجح في مهمة وطنية أخرى وهي الترويج لسياحة التحدي والإثارة في الإمارات، عبر جذب السياح من عشاق تسلق الجبال واكتشاف ما وراء الطبيعة والصخور والكهوف التي تتميز بها الدولة.



عالم الهايكنج

ويقول أحمد اليافعي لـ«الرؤية»: «منذ طفولتي وأجد في الرياضة رفيقاً لدربي، فعشقت كرة القدم وأجدت الرماية، إلى أن وجدت شغفي يدفعني إلى رياضة المشي الجبلي أو كما تعرف في أوساط المغامرين بالهايكنج».

وتابع: «تعد هذه الرياضة من أكثر الأنشطة الرياضية إمتاعاً وإقبالاً بين الشباب من الجنسين، فهي لا تغذي الجسد فحسب ولكنها تمد الروح بطاقات إيجابية أيضاً، لما تتطلبه من لياقة بدنية عالية وتدريب عملي على التأمل والتفاعل مع الطبيعة وأسرارها، خاصة أنها تمارس بشكل جماعي وضمن فريق متعاون يجمعه هدف ورسالة واحدة».



بين الوظيفة والمغامرة

وأشار اليافعي إلى أنه يعمل موظفاً في إحدى الجهات الحكومية بدبي صباحاً، إلا أن الوظيفة لم تعقه يوماً عن ممارسة أنشطته وتطوير هوايته، واستطاع أن يسخرها لتخدم عمله، حيث نجح في تمثيل دائرته الحكومية التي يعمل بها في العديد من المبادرات الإنسانية على المستويين المحلي والعربي.





محطات مهمة

وعن أبرز محطاته، ذكر اليافعي أنه نجح خلال عامين في أن يصل إلى أعلى قمم القارة السمراء ومنها قمة كلمنغارو والتي استغرقت الرحلة بها 7 أيام، إلى جانب قمة البروس التي تعتبر أعلى قمة في قارة أوروبا، إضافة إلى العديد من القمم الجبلية في الوطن العربي، كقمة جبل النبي شعيب في اليمن والتي تعد من أعلى القمم في شبه الجزيرة العربية، وقمة جبل شمس الذي يعتبر أعلى قمة في الخليج العربي الواقع في سلطنة عمان.

وأضاف: «رغم رحلاته حول العالم لكنه اكتشف أن وطنه الإمارات يضم مجموعة كبيرة من القمم الجبلية التي لا تقل جمالاً وإبهاراً عن تلك الموجودة في الخارج، منها جبل جيس الذي يتميز بمساراته المتنوعة، حيث يعتبر أعلى قمة جبلية في الدولة، وجبل الرابي في خورفكان، جبل ينس، وجبل مربح وغيرهم».





سياحة ومغامرة

وذكر اليافعي أنه اكتشف أن الإمارات تضم طبيعة ساحرة وخلابة تجعلها على قائمة الدول التي تكون محط أنظار عشاق المغامرة، بما تضمه من وديان طبيعية ومنها وادي شوكة، وادي نقب، ووادي شيص، إضافة إلى مجموعة من الكهوف المليئة بالأسرار، ومنها كهف الخفافيش في العين وكهف السحار بالفجيرة.

ويرى اليافعي أن هوايته في الترحال والسير بين الجبال انعكس على شخصيته ومكنته الرحلات حول العالم من تطوير مهاراته الاجتماعية، وتعزيز ثقته في نفسه، إلى جانب رفع حس الالتزام بالمسؤولية، والتدريب، ووضع أهدافه نصب عينيه واكتساب فنون العمل بروح الفريق، فكل يوم يمر عليه في عالم المغامرة يزيد من معدلات الطاقة الإيجابية داخله.





مواقف لا تنسى

وعن المواقف الصعبة التي مر بها، أوضح اليافعي أنه أحياناً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فعندما خاض تجربة صعود قمة جبل كلمنغارو الإفريقية تعرض هو وفريقه لعاصفة، ما دفعهم للجوء إلى أحد الكهوف المعدة خصيصاً لمتسلقي الجبل لحين هدوء العاصفة، إضافة إلى تعرضه لبعض الانهيارات الثلجية القريبة من القمة أثناء رحلته لقمة جبل البروس الأوروبية، ما عرقل مسيرة الفريق.



تحديات المغامرين

ولفت أحمد اليافعي إلى أن هناك تحديات تواجه معظم المغامرين، تتمثل في نقص الأكسجين في أعلى القمم الجبلية، وانخفاض الضغط الجوي، ما يشعر المغامر بالإعياء، إلى جانب انخفاض درجات الحرارة إلى معدل 25 درجة تحت الصفر، تلك الدرجة القاسية التي تجمد المياه حتى المستخدمة في الشرب.

ورغم هذه الصعوبات التي واجهت اليافعي في محطاته، إلا أنها تزول مع نهاية كل مغامرة خاصة التي تكون خارج الدولة، حيث يتم توزيع الهدايا التذكارية الإماراتية على أهالي تلك المناطق التي تشهد تفاصيل رحلة المغامرة.





فنون الحياة

وأكد اليافعي أن رحلاته كانت بمثابة معلمه الأول لفنون الحياة، التي كان يحتاج لعشرات الأعوام لاكتسابها من صبر وقوة تحمل، واهتمام بالبحث والاطلاع قبل الأقدام على أي مغامرة، وعدم الاعتراف بكلمة مستحيل أو الاستسلام للفشل، فضلاً عن الإصرار على إكمال التحدي الذي يقوم به، واكتساب مهارات سرعة البديهة في التعامل مع المواقف الطارئة.



جبال الفجيرة

ويطمح اليافعي إلى أن ينجح في مهمته التي وهب لها نفسه، وهي الترويج لسياحة التحدي والإثارة وجذب السياح من عشاق تسلق الجبال واكتشاف ما وراء الطبيعة والصخور والكهوف التي تتميز بها الإمارات، ناصحاً المغامرين الجدد بجبال منطقة الفجيرة، التي توفر مراكز عدة لخدمة المغامرين ومنها مركز الفجيرة للمغامرات.