الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مصري يفتح أبواب مطعمه لإطعام محتاجي «بلوفديف»

مصري يفتح أبواب مطعمه لإطعام محتاجي «بلوفديف»

صفاء الشبلي

في عام 2009 سافر المحامي والباحث الموسيقي المصري نور الدين التميمي لمدينة «بلوفديف» ثاني أكبر المدن البلغارية بعد العاصمة «صوفيا»، كانت زيارة عملية لمُناقشة كتابه «الإرث الضائع» والذي يرصد فيه تجليات الحضارة المصرية القديمة في أعمال فنية غربية في مجال الموسيقى وكيف أثر الولع بالحضارة المصرية في الإبداع الموسيقي الغربي مُمثلاً في عدد من الأعمال الموسيقية الكلاسيكية التي تم تأليفها في أوروبا عن الحضارة المصرية.

ومنذ أن وطأت قدماه أرض بلوفديف وقع في حبها، وتأثر بحضارتها وتاريخها، وهو المُولع بتسجيل وجمع التاريخ وحفظه، حيث يملك أكبر مكتبة من نوعها تضم نسخاً كاملة ولوحات من كتاب وصف مصر النادر الذي كُتب ورُسم في عام 1807م.





تاريخ واحتفاء

كانت دعوة أكاديمية الموسيقى في بلوفديف للتميمي لمُناقشة كتابه بداية كل شيء، بداية لنقل حياته بالكامل للمدينة التاريخية، وبداية تأسيسه لمشروعه الخاص.

ويقول لـ«الرؤية»: «وقعت في حب «بلوفديف»، أحسست فيها بعبق وطاقة عظيمة خصوصاً أنها أقدم مدينة أوروبية على الإطلاق وخامس أقدم مدينة في العالم، وأسست فيها مطعمي الخاص لـ«سندوتشات البرغر».

حب التميمي للمدينة العريقة، جعله يحب كل ما فيها ومن فيها، لذا فقد خصص جزءاً من إنتاج مطعمه لمُساعدة المحتاجين الذين تأثروا بأزمة تفشي فيروس كورونا المُستجد «كوفيد-19»، وهو ما دعا الصحف البلغارية للاحتفاء به، وتثمين مساهمته الكبيرة في الأزمة الحالية، وإن اعتبرها هو أمراً هيناً.

ويستطرد «واجب كل إنسان مُساعدة الآخرين على تخطي الأزمات التي يمرون بها، والمساعدة حتمية في ظل أزمة «كورونا»، المشكلة في العالم كله وليست في بلغاريا فقط، أعرف أن هناك أناساً كثيرين حول العالم لا يستطيعون توفير قوت يومهم، ومن واجب أي إنسان طبيعي أن يُساعد هؤلاء خصوصاً من لا يجدون ما يأكلونه، لذا فأنا أقدم «سندوتشات البرغر» دون مقابل للمُحتاجين».



حسب الطلب

ويهتم نور الدين بما يُقدمه للمحتاجين، فهو لا يُقدم أي طعام، بل يُقدم ما يحبونه، وبحسب رغبة السائل تكون عطيته.

وعن ذلك يقول «الطعام الذي نُقدمه يكون حسب رغبة السائل مثلاً هناك من يحب نوعاً مُعيناً من «الصوص» فلا يُحب تناول أي نوع آخر، وهناك النباتي الذي يطلب «سندوتشاً» خالياً من أي لحوم، لذا لا بد أن يكون الطعام بحسب حبهم له، ولذا فأنا أعمل على إرضاء كل الأذواق، وهذا واجبي تجاه الإنسانية، وأنا لا أملك شيئاً فالملك لله».