الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مثقفون: الرواية قادرة على احتضان شتى المعارف.. واستحداث مساق للكتابة الإبداعية ضرورة

مثقفون: الرواية قادرة على احتضان شتى المعارف.. واستحداث مساق للكتابة الإبداعية ضرورة

أكد نقاد وروائيون خلال حلقة نقاشية افتراضية نظمتها مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة مساء أمس الاثنين بعنوان «صناعة المعرفة في الكتابة الإبداعية»، أن الرواية قادرة على احتضان شتى المعارف.

واعتبروا خروج قارئ الرواية بعدد من المعارف التي قد لا يحصل عليها إلا من بطون المراجع التاريخية والجغرافية، أساس الحكم على نجاح الرواية، داعين الجامعات العربية إلى استحداث مساقات للكتابة الإبداعية أسوة بنظيرتها الغربية.

رهان على الشباب

استعرض المدير التنفيذي للمؤسَّسة جمال بن حويرب، الثمار التي جناها برنامج دبي الدولي للكتابة بحصول المنتسبين إليه على جوائز مرموقة، كفوز رواية «حارس الشمس» لإيمان اليوسف بجائزة الإمارات للرواية، وغيرها من الإصدارات التي تمَّ تكريمها على مستويات عدة.

وأوضح أنَّ البرنامج استهل جلساته الأولى منذ 7 سنوات بعشرة متدربين، وها هو الآن يصل إلى أعتاب 300 متدرب موزعين على العالم العربي، وهذا مما يؤكد أثر هذه المبادرة في تعزيز مهارات الكتابة الإبداعية لدى الشباب.

وقال: «نراهن على هؤلاء الشباب لنصل بهم إلى أعلى مستوى من الإبداع والاحتراف، ونطمح أن يكون كُتّابنا في دائرة الأضواء ولهم مركزهم في عالم الكتب بحيث تتنافس على إصداراتهم كبرى دور النشر العربية والعالمية، فالمعرفة أساس التقدم والرقي الذي تقاس بها حضارات الأمم».



دور المعرفة

اعتبر الكاتب والروائي الدكتور شكري المبخوت، خروج القارئ من الرواية بعدد من المعارف التي قد لا يحصل عليها إلا من بطون المراجع التاريخية والجغرافية، واحداً من أهم الأسباب التي تدعوه إلى الحكم بنجاح الرواية، وهو ما يؤكد قدرة الرواية على احتضان كافة المعارف.

وأشار إلى أنَّ الكتابة الإبداعية، وإن كانت مستلهمة من الخيال، وتتناول الأدب والسرد، إلا أنَّ المعارف التي يمتلكها الكاتب تظهر جلية في كتاباته الإبداعية، وهي في ذلك تعكس حجم المعارف التي تراكمت لديه في السابق.

وأوضح أنَّ الأدب منذ بداياته الإنسانية كان يقوم على المعرفة، وهو معين لا ينضب من المعارف، وأكبر دليل على ذلك أنَّ كبار الأدباء العالميين بنوا إبداعاتهم على أسس معرفية في شتى العلوم.



حصيلة عرَضية

وحدد الروائي والقاص إسلام أبوشكير، المعرفة في أنها حصيلة عرَضية من نواتج العمل الإبداعي، ولكنها ضرورة تساعد على تكامل العمل إلى أقصى درجة ممكنة وتساعد المبدع على الوصول إلى إقناع القارئ بأحداث الرواية.

وأشار إلى أنه لا يركز خلال الورش التي يقدمها على أن تحمل القصة فائدة معرفية بقدر ما يهتم باستيفاء المتدرب للشروط والمعايير الأساسية للقصة الناجحة؛ فالمعرفة لها سبلها الخاصة التي قد تكون أيسر وأدق مما يقدمه النص الإبداعي، سواء أكان قصة قصيرة أم رواية أم كتابة موجهة للطفل.



بحث مستمر

أكدت الكاتبة والمدربة الدكتورة وفاء المزغني أن عملية الإبداع عبارة عن بحث مستمر، وسلسلة من المعارف التي يجب أن يتزود بها الكاتب، خاصة مجال أدب الطفل؛ فالكاتب كي يقدِّم نصاً إبداعياً ناجحاً عليه أن يكون على دراية بالمعارف التي لا بدَّ أن يوظفها في كتابته، والتي تتلاءم مع الفئة والغاية اللتين يكتب لأجلهما، وذلك كي لا يقع في فخ تقديم معلومات خاطئة خلال سرده.

بدورها استعرضت الكاتبة والروائية الإماراتية مريم الزرعوني، روايتها «رسالة من هارفرد» التي جمعت خلالها ما بين العادات الإماراتية والعلوم بتوليفة عمدت لسبر أغوار الشاب والشابة اليافعَين للخروج برواية نجحت في إبراز مكنونات هذه الفئة المهمة بالمجتمع.

ورأت الزرعوني أنَّ الكاتب الذي يتمتَّع بحصيلة معرفية متعددة أقدر على الوصول إلى الغايات التي يرمي إليها، فقد تكون بعض المحاور التي يركز عليها الكاتب تناسبها الرواية أكثر من غيرها.



أصول فنية

وحول مقارنة الكتابة الإبداعية ما بين فئة أدب الطفل والكتابة للكبار، أوضحت الكاتبة والروائية الإماراتية بدرية الشامسي أنَّ الاختلاف في تناول الشخصية بين الطفل والبالغ يتمثّل في عامل القياس وحساب النتائج، فالطفل لا يمتلك ما يمتلكه الشخص الناضج من قياس النتائج على الأفعال وحساب وتوقع ما ستؤول إليه الأمور؛ لكن من ناحية كونها شخصية يتناولها الكاتب لا فرق بين كون الفئة المستهدفة طفلاً أو كبيراً.

ترى الكاتبة والمدربة هدى الشوا أن الكتابة الإبداعية مهارة يلزمها الصقل والتدريب والتطوير والتجديد، ولها أصول فنية ومعرفية وأدبية وعلمية، وهي إلى جانب الموهبة الفطرية التي يمتلكها الكاتب بحاجة إلى صقل لتبنى على الأسس المنهجية والعلمية والأكاديمية.

ودعت الشوا إلى ضرورة أن تطرح الجامعات العربية مساقاً للكتابة الإبداعية بأسسها العلمية أسوة بكثير من الجامعات العالمية التي برعت في هذا الشأن، مشيرةً إلى أنَّ «محمد بن راشد للمعرفة» كانت سباقة في هذا الشأن من خلال برنامج دبي الدولي للكتابة.