توفيت المغنية الفرنسية جولييت غريكو عن عمر يناهز 93 عاماً.
وتعتبر غريكو ملهمة الطليعيين الوجوديين في الستينيات من القرن الماضي.
وتعتبر جولييت سيدة الغناء وطليعة النساء المتحررات في فرنسا، تلك الناطقة بالكلمات الذكية والناقلة الحقائق وصاحبة الالتزامات الاجتماعية، والثائرة على العادات والتقاليد البالية.
وفي مطلع الأربعينيات، كتب الروائي ريمون كينو والفيلسوف جان بول سارتر أولى أغنيات جولييت غريكو الناجحة.
وقد غنت أيضاً قصائد لروبير ديسنوس وجاك بريفير وبرتولت بريشت وبوريس فيان وفرنسواز ساغان.
وبعدما غنت في مقاهٍ فنية شهيرة عدة في باريس، رسخت شهرتها على مسرح أولمبيا في العام 1954 ومن ثم في نيويورك. وأصبحت جولييت غريكو بعد ذلك رمزاً للأغنية الفرنسية عبر العالم.
وفي الولايات المتحدة، دفعها شريك حياتها المنتج الأمريكي داريل زانوك إلى المشاركة في أفلام مثل «هيلو سادنيس» (1958) للمخرج أوتو بريمينغر المقتبس عن رواية فرنسواز ساغان و«ذي روتس أوف هافن» لجون هيوستن (1958) و«كراك إن ذي ميرور» لريتشارد فليشر(1960).
وعادت بعدها إلى باريس؛ حيث كرست وقتها مجدداً للغناء. وقد سجلت إحدى أكثر أغنياتها نجاحاً «ديزابييه موا» في العام 1968.
ولدت غريكو في 7 فبراير 1927. وقد روت في سيرتها الذاتية كيف أنها سجنت لنحو عشرة أيام العام 1943 مع شقيقتها الكبرى بعد توقيف والدتها التي كانت في المقاومة الفرنسية. وقد أحيلت والدتها وشقيقتها إلى معسكر رافينسبروك، إلا أنهما نجتا منه.
وقد جعل منها هذا الأمر امرأة حرة وملتزمة. وفي عام 1981 خلال حفلة لها في تشيلي أمام مسؤولين في نظام الديكتاتور بينوشيه اكتفت بتأدية أغانٍ محظورة. فاقتيدت بالقوة إلى المطار في ختام الحفلة.
وسجلت جولييت غريكو في السنوات الأخيرة أسطوانات مع أجيال جديدة من المؤلفين من أمثال بنجامان بيولاي وأوليفيا رويس.
وبعد علاقة عاطفية طويلة مع عازف الجاز الشهير مايلز ديفيس، تزوجت غريكو من الممثلين فيليب لومير (في عام 1953) ومن ثم ميشال بيكولي (في عام 1969) وطلقته في العام 1977. وفي عام 1988 تزوجت من جيرار جوانيست عازف البيانو الذي كان يرافق جاك بريل.