السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

العود في أسواق الإمارات.. القديم ثمنه فيه والشباب الأكثر إقبالاً



رغم أن آلة العود من أقدم الآلات الوترية الموسيقية، إلا أنها ما زالت تبوح بأسرارها وتعزف لحن البقاء وتتمرد على شكلها التقليدي، كما أنها ما زالت تجد هواتها وعشاقها في الأسواق الإماراتية.



وفي الشارقة، يقع مركز «عالم الفن للموسيقى» المتخصص في تعليم فنون العزف على آلة العود، فبمجرد الولوج إلى المركز سيتمكن الزوار من اقتناء ما يرغبون من آلات العود بمختلف أشكالها وأنواعها لتبدأ رحلتهم المفعمة بالإحساس والمشاعر، تصحبهم فيها الأوتار والأنغام الطربية المليئة بالسحر والأصالة.





شباب هواة

وأكد لـ«الرؤية» مدير مركز عالم الفن للموسيقى حسام عسلي أنهم يستقبلون المتدربين والهواة للعزف على العود وفقاً لمقامات النوتة والتخت الموسيقي، ويتعلمون القواعد الصحيحة على أيدي مدرّسي موسيقى متخصصين، مضيفاً أن المركز يشهد إقبالاً كبيراً من الشباب الذين يعرفون أهمية العود وقدرته على صقل مواهبهم الفنية.

وذكر أن إقبال الشباب على هذه الآلة يدل على معرفتهم بأهميتها وقيمتها الموسيقية، إذ إن الطلبة المشاركين في الدورات من عمر 15 إلى 30 عاماً، معظمهم من طلبة المدارس والجامعات والموظفين الذكور.





صناعة العود

ولفت إلى أن أسعار آلة العود تعتمد على عمرها ونوع الخشب المستخدم فيها، إذ كلما زاد عمر الآلة ارتفع سعرها، نظراً لقيمتها الفنية، يضاف إلى ذلك صناعتها وزخرفتها، مبيناً أن أفضل الأنواع المباعة هي أعواد الصانع العراقي محمد فاضل، الذي يعد أحد أشهر صنّاع العود في الوطن العربي.

وأكد أن اسم محمد فاضل لمع في عالم العودة منذ خمسينات القرن الماضي، حيث كان الصانع المفضل لأعواد كبار الفنانين ومنهم فريد الأطرش، ووديع الصافي، وكان يحرص على توثيق صناعته عبر منح أعواده أرقاماً تسلسلية كنوع من المحافظة على هوية وتاريخ التصنيع.





أخشاب خاصة

وعن الأخشاب الخاصة المستخدمة في صناعة العود، أشار حسام عسلي إلى أن هناك أنواعاً كثيرة من الأخشاب تستخدم في صناعة العود مثل «الشوح» الذي تصنع منه القشرة الخارجية للآلة، ويمتاز هذا النوع من الخشب بليونته وصوته الحنون، كما توجد أنواع أخرى مثل خشب الجوز بأنواعه: الأمريكي والروسي والإفريقي، والسيسم الهندي وخشب السبروس، المستخدم في تصنيع وجه العود، إلى جانب خشب الورد بأنواعه: الهندي والبرازيلي والإندونيسي.





قواعد المحافظة

وحول قواعد الحفاظ على آلة العود، أوضح عسلي أنه يجب أن توضع الآلة في حقيبة خاصة، وبعد الانتهاء من العزف يجب تنظيف أوتاره بقطعة قماش جافة، من أجل ضمان حياة أطول للأوتار، وفي كل الحالات يجب وضعه في مكان بعيد عن أشعة الشمس والأماكن الرطبة.





مكونات الآلة

وتابع مدير مركز عالم الفن للموسيقى أن مكونات آلة العود لها أسماء كثيرة، منها الصندوق الصوتي المصنوع من الخشب، ويبلغ طوله 50 سنتيمتراً، وعرض أوسع منطقة فيه يبلغ 37 سنتيمتراً، كما أنه يتصل بعنق العود وينتهي بالرأس التي يطلق عليها اسم قاعدة المفاتيح، وطولها 22 سنتيمتراً. إضافة إلى الملاوي أو ما يسمى بالمفاتيح، ويبلغ عددها 11 مفتاحاً، وتشد متوازية مع وجه الصندوق الصوتي الرنان، ويتكون من 5 أوتار ثنائية الشد أو مزدوجة، ولكل وتر مزدوج صوت واحد، يبلغ طول وتر العود 60 سنتيمتراً، ويحتوي وجه العود على فتحات مختلفة الحجم ذات زخارف، تعمل على تقوية الصوت وتعرف باسم «الشمسية» وهي مصنوعة من الخشب أو العاج.





أوتار وريشة

وتنتهي أوتار العود بالمشط، وهو قطعة صغيرة من الخشب مثبتة على صدر العود، فيها ثقوب ثنائية لربط أطراف الأوتار، كما يوجد الرقعة وهي قطعة تلصق على وجه العود بين الجسر والشمسية الكبرى، وذلك لصيانة وجه العود من تأثير اصطدام الريشة به عند العزف.