تسعى كل عروس إلى الظهور في ليلة العمر بأجمل وأفضل إطلالة، تتمثل في فستان الزفاف والمكياج وتسريحة الشعر، حيث تتنافس الصديقات على الإطلالة الأجمل، لتختلف أذواقهن حسب طبيعة كل فتاة، ولكن يظل الفستان الأبيض هو محور ليلة الزفاف، ما يتطلب منهن البحث مراراً وتكرراً عن فستان نادر لم يسبق لإحداهن ارتداؤه أو الظهور بشبيه له.
وفي ظل انتشار المتاجر الإلكترونية وإقبال الكثير من العرائس على شراء فستان الزفاف منها، تُفضِّل أُخريات شراءه أو استئجاره من محال معروفة أو متاجر تابعة لأشهر مصمِّمي الأزياء في الوطن العربي، ورغم مهمات البحث المتنوعة والمختلفة، والتي يمتد بعضها لشهور، تظل فرحة الإطلالة بالأبيض في ليلة العمر واحدة لدى جميع الفتيات مهما اختلفت التصاميم أو أسعار الفساتين، خصوصاً بعد أن قررت اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي استئناف إقامة حفلات الأعراس في القاعات والمنشآت الفندقية، وكذلك في المنازل والقاعات المؤقتة والخيام في المناطق السكنية.
ورصدت «الرؤية» قصص عدد من العرائس في رحلة البحث عن فستان زفاف، تراوحت بين الأسابيع والشهور، وهناك من حالفهن الحظ واخترن الفستان من أول متجر زرنه، بينما لجأت أُخريات إلى اختيار فستان عبر المتاجر الإلكترونية، وذلك لتخفيف أعباء الميزانية المالية التي تُثقل كاهل العريس، ما دفعهن لنصح صديقاتهن ونظرائهن عبر «الرؤية» بتحمل مشقة البحث الجاد عن فستان الزفاف، من أجل الوصول إلى الطلة المناسبة لفرحة العمر.
الفرحة تستحق
قالت العروس الإماراتية أسماء الملقوط، إن فرحة ليلة العمر، والفستان الذي ارتدته ليلة زفافها والذي بلغت قيمة إيجاره 35 ألف درهم، تستحق كونها ليلة واحدة في العمر لن تتكرر، ولن تتمكن من استبدال إطلالتها بفستان آخر، حيث اختارت فستانها من أول متجر زارته في دبي، وقامت بمتابعة تصاميمه مسبقاً.
وأضافت: «جعلت الميزانية مفتوحة كي أُرضي رغبتي في ليلة العمر، وأظهر بإطلالة مميزة عن غيري من العرائس بارتداء فستان لبسة أولى، حيث إن سعر الفستان يختلف باختلاف عدد المرات التي يتم ارتداؤه فيها، كما أن هناك بعض فساتين الزفاف تصل قيمتها إلى 50 و80 ألف درهم، اعتماداً على شهرة المصمِّم».
هوت كوتور
ولعل اللبسة الأولى رغبة أساسية لدى بعض العرائس، ولا يتنازلن عنها، فضلاً عن تميز الإطلالة بشراء فستان «هوت كوتور» أي تصميم واحد من الفستان قدَّمه أحد المصممين المشاهير في الوطن العربي، كما اختارت العروس الأردنية لارا إبراهيم، حيث قامت بشراء فستان زفافها بقيمة 15 ألف درهم.
وأوضحت أنها اضطُرت إلى الحصول على قرض بنكي لتسديد قيمة الفستان على أقساط لمدة عامين، إرضاءً لرغبتها في إطلالة معينة تكون هي الأولى بين صديقاتها وعرائس العائلة.
وتابعت: «هذه الليلة التي سأكون فيها ملكةً، أفرح مع أصدقائي وأهلي، وسيخلِّدها تسجيل شريط الفيديو طوال السنوات القادمة، ولن أتمكن من تكرارها، فلماذا لا أتكفَّل بأخذ سلفة لمساعدة العريس وتخفيف عبء المصاريف المادية».
بساطة الإطلالة
بينما اعتمدت العروس الفلسطينية عبير عيسى، البساطة عنواناً لإطلالة ليلة العمر، مشيرةً إلى أن التصاميم التي وجدتها في المتاجر كانت ثقيلة وضخمة للغاية، ومليئة بالخرز والأحجار اللامعة التي لا تميل إليها، إلى جانب صدمتها من الأسعار، سواء الإيجار أو الشراء لبعض الفساتين البسيطة، ما جعل رحلة البحث عن فستان تمتد إلى شهر تقريباً، زارت خلالها أكثر من 15 متجراً لفساتين الزفاف بين الشارقة ودبي.
وقالت: «لم يكن لدي مشكلة في الميزانية، بقدر المشكلة التي واجهتها في إيجاد فستان بسيط يبهرني، قريب من عاداتنا وتقاليدنا وبعيداً عن المبالغة في الإطلالة، فلجأت للبحث أونلاين أو الاستفسار عن تفاصيل الخياطة، لكنني بعد عدة محاولات وجدت ما أعجبني وأرضاني من حيث السعر والبساطة، فقرَّرت شراء فستان زفافي بقيمة 3 آلاف درهم فقط، وهناك عروض متوفرة بمثل هذه الأسعار لعاشقات البساطة».
أزمة الألوان
أما العروس المصرية ميرفت أحمد، التي اعتادت استئجار فساتين المناسبات السابقة عبر متاجر إلكترونية معروفة، وجدت أن البحث عن فستان الزفاف أكثر تعقيداً وصعوبةً ولا يناسبها اتِّباع المتاجر الإلكترونية في هذه المناسبة الخاصة، مشيرةً إلى أن درجات ألوان الفساتين تختلف عن الصور الموجودة على صفحات المواقع بسبب تأثيرات الإضاءة وتعديلات الصور، فضلاً عن وزن الفستان ودرجة لمعانه الذي لا يمكن تقديرها عن بُعد.
وقالت: «على الرغم من التعب والمشقة في رحلة البحث عن فستان زفافي، إلا أنها كانت فرحة لا توصف، ومجهوداً يستحق، خاصةً أنني أحلم بهذا اليوم بعد فترة خطوبة دامت 3 أعوام، ولكن الأمر الغريب أنني تفاجأت بألوان فساتين الزفاف ليست بيضاء فقط كما كنت أحلم، فهناك 4 ألوان لفساتين الزفاف وهي: العاجي، الشامبين، الذهبي، والأبيض».
متاجر إلكترونية
فيما جازفت العروس الفلسطينية دعاء البطة، بشراء فستانها عبر متجر إلكتروني لإحدى المصمِّمات السعوديات على إنستغرام، بعدما أرسلت قياسات وموديل الفستان الذي ترغب في تفصيله، بكُلفة بلغت 4600 درهم.
وذكرت: «بحثت كثيراً عن فستان يبهرني، خاصةً أنني لا أحب الفساتين البيضاء وكنت أبحث عن فستان بدرجة العاجي أو الذهبي، فبعد رحلة معاناة استمرت 5 شهور تقريباً، اتَّجهت لهذه التجربة ولم أندم عليها نهائياً».