الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مقهى شعبي ومرطبات شيتا كونغ وآيس كريم زهرة الشمال.. مذاقات الماضي لا تغيب في الشارقة

بين المقهى الشعبي على بحيرة خالد ومرطبات شيتا كونغ في منطقة قلب الشارقة، وآيس كريم «زهرة الشمال» في شارع الميناء، ما زالت الإمارة الباسمة تحتفظ بنكهات الماضي والمذاقات القديمة التي تعرف نكهتها جيداً أجيال متتالية.

وتحفل الشارقة بمجموعة واسعة من الوجهات الترفيهية الشهيرة، التي تضم محالاً ومقاهي شعبية مشهورة، يقصدها الناس منذ عقود، حيث اعتادوا لقصدها متجولين، سيراً على الأقدام أو حتى بالسيارات، ويعتبرها "أهل" الشارقة، وقاطنيها، جزءاً أساسياً من ملامحها، وتفاصيلها، التي نشؤوا عليها وباتت جزءاً من ذاكرة الطفولة، والصبا، والشباب.





قائمة الموهيتو

ومن هذه الوجهات الفريدة «مرطبات شيتا كونغ»، الواقع بالقرب من فندق راديسون بلو بعد سوق المجرة في منطقة قلب الشارقة، الذي تتجاوز شهرته الشارقة ويقصده العديد من سكان الإمارات، وتأسس عام 1982 على يد صاحبه من بنغلادش.

وما زال يحتفظ المحل بنفس اللائحة الصفراء التي خط عليها باللون الأحمر «مرطبات شيتا كونغ»، كما أنه ما زال محتفظاً بنكهة الفواكه الطازجة للعصائر والمشروبات المنعشة، التي يحل فيها عصير الكوكتيل والفراولة والأفوكادو على قائمة الأكثر طلباً، فضلاً عن الخلطات الغريبة للزنجبيل مع التفاح والليمون والنعناع وغيرها ضمن قائمة الموهيتو.



وأوضح مدير المحل محمد مفيس الرحمن، 55 عاماً، أن ما يميز العصائر والمرطبات المقدمة اعتمادهم على فواكه محلية طازجة، يتم إحضارها خصيصاً من إحدى الشركات في دبي، ما يجعل الزبائن يتوافدون على المحل طوال أيام السنة، مبيناً أنه يعرف مجموعة من رواد المحل الذين اعتادوا قصده وهم أطفال، وما زالوا يقصدونه إلى اليوم بصحبة أبنائهم.





بوظة الطرابلسي

ومن سوق المجرة إلى شارع الميناء مقابل دار القضاء، حيث يوجد متجر «بوظة زهرة الشمال» الذي أسسه أصحابه عام 1983، باسم بوظة الطرابلسي آنذاك نسبةً لمدينتهم طرابلس في شمال لبنان، ومن اللافت في قصة هذا المتجر أن أبناءه قد ورثوا صناعة البوظة العربية أو الآيس كريم العربي المعروف بقوامه المطاطي والمنعش، عن جدهم الكبير منذ 70 عاماً في لبنان، فحرص الأبناء والأحفاد على مزاولة هذه الصنعة.

وذكر نبيل غفور، 39 عاماً، ومقيم في الإمارات منذ 37 عاماً، والذي تعلم الصنعة في سن الـ16، أن الصنعة الموروثة كانت تعتمد على القوة الجسمانية في الماضي، فكانت مهنة شاقة لأجداده كونها تتطلب عملية دق الآيس كريم وخلطها بطريقة معينة والانتظار حتى تتجمد، بالمقارنة مع سهولة استخدام الماكينات الكهربائية حديثاً.



3 أجيال

وقال: «تناوب على المحل ما يقارب 3 أجيال، فهناك العديد من الزبائن الذين اعتدت رؤيتهم منذ ما يقارب 30 عاماً، ويأتون اليوم مع أبنائهم وأحفادهم، ما يجعلني أقول حقاً إن المحل قد ربى زبائن، على الرغم من التحضر وتسارع الحياة، إلا أنه احتفظ بالعلاقات الوطيدة مع العديد منهم».

وتشتهر بوظة زهرة الشمال، الذي يمتلك فرعاً آخر بشارع جمال عبدالناصر، بنكهات عدة مثل: الشوكولاتة، قهوة الحليب بالقشطة، الحليب بالفستق، الفريز، التوت، المانجو، والليمون، وبعض النكهات الموسمية كالشمام، قمرالدين، الكيوي والجوافة.





«قهوة سارباز»

وبعد التلذذ بمذاق آيس كريم زهرة الشمال، ننتقل إلى مكان قد يكون على مرأى أعين كل من يمر على بحيرة خالد، لكنه لا يلفت الكثيرين، وقد يعتقده البعض أنه متحف للقهوة أو مجلس للرجال حصراً، ولكن هي مقهى شعبي متاح للجميع، يعرفه أهالي الشارقة المواطنون والمقيمون من جنسيات عربية وغير عربية حق المعرفة، ويمتلكون كثيراً من الذكريات فيه.



بمقاعده الخشبية والأغطية القماشية الحمراء وسراريد سعف النخيل والفوانيس المعلقة على الجدران، والركن المخصص للعائلات، كلها ملامح من البيت التراثي الإماراتي، التي بدأت بمبادرة عائلية تحت إدارة وإشراف عبدالعزيز محمد جاسم، والذي كان وقت إنشائه شاباً صغيراً عايش لحظات البداية على بساطتها مع أبيه وعمه وجده، الذين اهتموا بأدق تفاصيل ذلك المكان المتواضع في سوق العرصة آنذاك، وكان اسمه «قهوة سارباز».



وما زال المقهى الشعبي، الذي يعد أول مقهى شعبي على مستوى الإمارة، وتأسس عام 1937، يحتفظ بنكهة المأكولات الشعبية الشهيرة، مثل: المشاوي، اللقيمات، النخي، البلاليط، الشاي، الكرك، والقهوة.