علاقة متأخرة نشأت بين الشاب المصري طه محمد عبيد، والزراعة والخضرة، رغم نشأته في بيئة صعيدية إلا أنه لم تكن هناك بينه وبين الزرع علاقة تُذكر، لكن أصبح الشباب الذي يخطو إلى عامه الـ24 موضع إلهام لرواد التواصل الاجتماعي في مصر، بعد دعوته التي نالت استحسان كثيرين والتي لخصها في مقولته: «قلل ناس وزود زرع.. وريح دماغك»، المقولة التي جعلته محط إعجاب كثيرين بعد «تدوينة» نشرها عن زراعته لسطح استأجره بغرفة وحيدة.
ويقول عبيد: «الحمد لله وأنا عمري 23 سنة ومُقبل على 24 قدرت استقل بنفسي، ووصلت لأول هدف من ضمن أهدافي البسيطة، وحبيت أشاركه مع الناس كلها لأني مبسوط، الحمد لله لقيت السطح اللي كنت بدور عليه من فترة ولقيت عليه (أوضة) جميلة شيلاني أنا وكل ما أملك من تفاصيل وإن شاء الله مع الوقت هخلي السطح عبارة عن نقطة خضرا وسط المكان اللي أنا فيه».
حكاية طه مع الزرع والخضرة ربما بدأت بتعارف تأخر كثيراً، فهو الشاب الصعيدي الذي نزح في طفولته للعمل مع خاله في وكالة البلح وسط القاهرة، لم تكن تعنيه أي تفاصيل للريف الذي قدم منه، فقط أراد الاعتماد على نفسه ومساعدة أسرته، لكن الطفل الصغير آنذاك أحس أن هناك شيئاً ما زال يناديه من هناك، من قنا حيث نشأ، وهو النداء الذي كان يجعله يعود على فترات مُتقطعة لموطنه الأصلي، تاركاً خلفه القاهرة بصخبها وهوسها.
ولم يتوقف حب طه للزرع عند هذا الحد، بل قرر تغيير عمله كله ليكون متخصصاً في النباتات والزراعة، فوجد عملاً في أحد المشاتل المتخصصة في بيع شتلات النباتات، ويتمنى أن يمتلك أحدها قريباً.
وذكر: «في الزرع والنباتات كل المعاني التي يمكن أن يبحث عنها الإنسان، فلو بحثنا عن الربح والتجارة والمتعة والسلام النفسي كل ذلك ستجدونه في الزرع والنباتات، وحتى الأصدقاء يمكن أن يُغني الزرع عنهم، وهذا سر مقولتي (قلل ناس وزود زرع)، وهي نصيحتي لكل راغبي السلام النفس».
