الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مسجد العقروبي بالشارقة.. صرح أثري يصون ذاكرة المكان لـ116 عاماً



تعد المساجد في الإمارات، من المعالم الدينية والحضارية المهمة التي أنشئت بدقة معمارية هائلة، وكانت وما زالت مراكز ثقافية وتعليمية دينية غنية بالمعارف وأصول الفقه وعلوم الدين، فهي منارة للعبادة تهفو إليها القلوب لتغتسل في أركانها من الذنوب والخطايا، ويتضرع فيها المصلون إلى المولى عز وجل، رافعين دعواتهم بكل ما تختزنه القلوب إلى عنان السماء راجين القبول والعفو.



ومن هذه الصروح المعمارية العتيقة، مسجد العقروبي بالشارقة، الذي شيد عام 1904 على ضفة بحر الخان، ويعتبر من أصغر مساجد الدولة، إذ لا تتعدى مساحته الأمتار القليلة.





مواد بدائية

يحيط بالمسجد ساحة محاطة بسور قصير مشيد بمواد بدائية كما المسجد نفسه، وعلى يمين الساحة هناك مئذنة قصيرة لا يتعدى طولها 3 إلى 4 أمتار، تقع في زاوية بعيدة عن المسجد على غير عادة بناء المآذن في الوقت الراهن، حيث تكون ملتصقة مباشرة بالمسجد، ويحمل المسجد اسم عائلة العقروبي، نسبة لجدهم الذي شيده في المنطقة، حيث كان يستخدمها الصيادون وكان الهدف خدمتهم، ولا تزال العائلة تشرف على العناية بالمسجد وتحسينه وتطويره حتى الوقت الحاضر.



50 مصلياً

وما زال مسجد العقروبي محافظاً على الذاكرة المكانية المتفردة للمنطقة، ويزيد عمره على قرن من الزمان، كما يستقبل المصلين الذين يرتادون بحر الخان، ويتوقف عنده أيضاً قائدو مركبات الأجرة وعابرو الطريق ليؤدوا فيه الصلوات المكتوبة.

يتسع المسجد الأثري لـ50 مصلياً، ويأخذ زواره في رحلة روحانية تلامس شغاف القلوب، حيث يقع المسجد الصغير قبالة شاطئ الخان على البحر مباشرة ليمتزج هدير موج البحر بآيات الذكر الحكيم، فتسمو النفس بلحظاتٍ إيمانية رائعة، تشعر الفرد بجمال المكان وطيبة السكان وحلاوة الإيمان.



كتلة مستطيلة

ونتوقف طويلاً عند قاعة الصلاة، التي تتخذ شكل كتلة مستطيلة، وما يلفت النظر أنّه خلافاً لما درج عليه الحال في معظم المساجد الأثرية القديمة، فإنّ حائط القبلة يضم 3 أبواب كبيرة، ينهل منها الضوء الطبيعي الذي ينير القاعة، التي تبلغ مساحتها نحو 80 متراً مربعاً.

«العقروبي» اسم المسجد الصغير الذي سُمي نسبة إلى الجد الأكبر الذي بناه في المنطقة، وعلى يمين الساحة المسجد توجد المئذنة القصيرة، وتقع في زاوية بعيدة عن المسجد قبة صغيرة في أعلاها، ثم بابها الخشبي الكبير.





توظيف بارع

ويحيط بموقع المسجد سور يبلغ ارتفاعه قرابة المتر ينتظم في داخله التوظيف البارع للمساحة الرحبة، حيث يتوزع فيها كل من المئذنة وقاعة الصلاة وتسهيلات الوضوء والباحة الخارجية التي تتسع للأعداد الزائدة من المصلين، وتتحول إلى ملتقى لهم، عندما تسمح ظروف الطقس بذلك.





محراب أثري

ويتضمن المسجد الأثري 3 أبواب خشبية قديمة، و3 شبابيك مطلة على البحر مباشرة، تسمح بمرور كمية كبيرة من ضوء الشمس، فيما لا يزال سقفه من الخشب، ومحراب أثري يعد من أبرز ملامح المشروع الزخرفي الذي لا يغيب عن قاعة الصلاة.