الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مشاركون في قمة «قادة الإعلام»: المرونة وتفعيل التواصل وتطويع التكنولوجيا جنبت القطاع الإعلامي تبعات كورونا

مشاركون في قمة «قادة الإعلام»: المرونة وتفعيل التواصل وتطويع التكنولوجيا جنبت القطاع الإعلامي تبعات كورونا

أكد إعلاميون قياديون في مؤسسات إعلامية محلية وعالمية، أن التكنولوجيا ومرونة التعامل في قاعات تحرير الأخبار وتفعيل التواصل مع الجمهور وطاقم العمل الإعلامي، مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية، ساهم في إنقاذ القطاع الإعلامي، ولا سيما المطبوع خلال الفترة الماضية من جائحة كورونا، لافتين إلى أن المحتوى الإخباري على المواقع والتطبيقات الرقمية، ساهم في زيادة القراءات بمعدل 25% إلى 30%.

جاء ذلك خلال سلسلة من الجلسات التي عُقدت، اليوم الثلاثاء، افتراضياً، ضمن قمة «قادة الإعلام في الشرق الأوسط»، التي ينظمها الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (وان إفرا) على مدار 3 أيام، وتتواصل حتى الخامس من نوفمبر الجاري، بالشراكة مع مدينة دبي للإعلام، ومدينة دبي للإنتاج، ورعاية كل من مبادرة أخبار غوغل، ومشروع فيسبوك الصحفي.

مواجهة ناجحة لكورونا

وأوضح رئيس لجنة (وان إفرا) بالشرق الأوسط الدكتور صالح الحميدان، في كلمته الافتتاحية، أن المؤسسات الإعلامية نجحت في مواجهة الجائحة والاستمرار في بث الرسائل الإعلامية الهادفة، والدليل على ذلك، إقامة هذه القمة الافتراضية بحضور ومشاركات عالمية، ناعياً المرحوم إبراهيم العابد على دعمه للاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء، ودوره المحوري في مسيرة الإعلام المحلي والعربي.





تحديات القطاع الإبداعي

وقال المدير العام لمدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستوديوهات ومدينة دبي للإنتاج ماجد السويدي: «يواجه القطاع الإبداعي تحديات كثيرة هذا العام بسبب جائحة كورونا، فكل من صناع المحتوى ومخرجي ومنتجي الأفلام تأثروا بها، ومع ذلك ما زال قطاع الإعلام يتابع تغطية حاجات القطاعات الأخرى، من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي والتواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي».

وتابع: «سعينا نحو تطوير البنية التحتية طوال الأعوام الماضية في مدن دبي للإعلام والإنتاج والاستديوهات، لدعم المبدعين المتعاونين بوظائف جزئية، واتجهنا لاستمرار هذا الدعم من خلال الفعاليات الافتراضية طوال فترة الجائحة، لذلك نحن بحاجة لاستمرار دعم المبدعين وربطهم بعضهم بعضاً افتراضياً، بالرغم من كل التحديات التي نواجهها، فالفرص متاحة أمامهم».





توزيع الصحف رقمياً

بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لقطاع الصحافة في مؤسسة دبي للإعلام أحمد الحمادي، أن قطاع الصحف المطبوعة في المؤسسة، قد واجه انخفاضاً بمعدل 5-7% ما قبل الجائحة، إلا أن الجائحة منحتهم فرصة اتخاذ قرار شجاع وصارم، بإيقاف الصحف المطبوعة والاتجاه لتوزيعها رقمياً، إلى جانب إطلاق تطبيق ذكي يسمح للقُراء بتصفح الصحف من كل دول العالم، ما أدى إلى ارتفاع زيارات الموقع والتطبيق بمعدل 25%، لافتاً إلى أن المؤسسة قد اتخذت قرار إعادة طباعة الصحف لمدة 5 أيام أسبوعياً بعد 5 شهور من الانقطاع عن الطباعة الورقية.

أما من الناحية الاقتصادية وميزانية الصحف، ولا سيما مع المشتركين برسوم مدفوعة، فجرى تطوير التطبيق الذكي، على أن يكون مدفوعاً بالمبلغ نفسه الذي كان يدفعه المشتركون سابقاً، مؤكداً أن المعادلة كادت لا تكتمل إلا بتعاون وتواصل قطاع المحتوى والنشر والتوزيع في المؤسسات الإعلامية.





جودة النشر والمحتوى

من جهته، أشار رئيس مجلس الإدارة في المطبعة الأردنية المتحدة محمد عليان، إلى أن الاعتناء بجودة النشر والمحتوى ضرورة مفروضة لتحقيق التوازن مع الإعلام الرقمي الحديث، فأثبتت الجائحة أهمية التكنولوجيا، مضيفاً: «لكنني أعتقد بأننا بحاجة لسنّ مزيد من القواعد والقوانين التي تمنح معلومات عبر منصات التواصل، للتفريق بين المحتوى الحقيقي من الأخبار الكاذبة، فالمؤسسات الإعلامية قادرة على اتباع القوانين والقواعد، أما المنصات الرقمية فلا زالت خالية من منظومة واضحة للقواعد والقوانين».

وشدد على ضرورة توظيف بيانات القُراء والمتابعين، لمساعدة المنصات والمواقع الإخبارية في التطور، كما فعلت شركة فيس بوك، فالبيانات الضخمة واستغلالها لمصلحة النشر والإعلانات، هي سبب نجاح الإعلانات، وعلى قطاعات النشر الاستفادة من تجاربهم.



ابتكار حلول بديلة

بينما استعرض رئيس تحرير صحيفة «ذا ستريتس تايمز» في سنغافورة، وارن فرنانديز، مجموعة من التغيرات التي طرأت على غرفة تحرير الأخبار لديهم، في ظل ظروف الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا، كانعقاد اجتماعات التحرير بصورة افتراضية عن بُعد، وتكثيف تواصل المحررين مع الجمهور بمختلف القطاعات، لمنح صورة واقعية، مع الحرص بتوعية طاقم المصورين بالإجراءات الاحترازية.

وقال إن استخدام الوسائل الرقمية المتاحة، والعمل عن بُعد لإيصال المعلومة، سمح لهم بالتواصل مع العديد من المتحدثين في مجالات عدة، وجعلهم يبتكرون حلولاً بديلة خارج الصندوق، حيث عقدوا مؤتمراً افتراضياً ونشرة أخبار عن بُعد.





ارتفاع معدلات القُراء

من جانبه، أكد نائب رئيس قسم البيانات في صحيفة South China Morning Post بهونغ كونغ، كوري لي، أن جائحة فيروس كورونا المستجد، زادت معدلات القراءات وزيارات الموقع بمعدل 30%، كونها كانت الصحيفة الرقمية التي تنقل الأخبار من قلب الحدث لكل من مدينتَي هونغ كونغ ووهان من قرب، بصور مفصلة وتقارير مصورة على رأس الساعة يومياً.



طرق تحليل الأخبار

إلى ذلك، تضمنت فعاليات القمة، دورةً تدريبية نظمتها شركة غوغل، قدمها كل من رئيس الشراكات العالمية في غوغل الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا برونو بيانشيني، ومدير حلول الإيرادات في غوغل بالمملكة المتحدة جوان لابورت، تضمنت طرقاً لتحليل الأخبار وزيارات المواقع الإلكترونية من خلال محرك البحث غوغل، والتي تمنح المؤسسات الإعلامية طرقاً بديلة لتفعيل المحتوى من خلال مقاطع الفيديو والبودكاست وغيرها، خاصة أن غوغل قد خصصت ما يقارب 300 مليون دولار لدعم الأخبار وناشري الأنباء منذ عامين من خلال مبادرة «أخبار غوغل».



استراتيجيات تدريب المحررين

بينما لفتت الرئيسة التنفيذية للتسويق في صحيفة Expressen بالسويد جوزيفينا ريكاردت، إلى ضرورة تدريب المحررين، ودمجهم مع محللي التسويق والمنصات الرقمية، لأجل خدمة المحتوى وتطويره، من خلال 10 استراتيجيات منها: «تزويد غرف تحرير الأخبار بشاشات عملاقة توضح أعداد القراءات والزيارات، تفعيل الحوار والتواصل ما بين المحللين والمحررين، مضيفة: «كل محرر بإمكانه أن يكون محللاً، وبذلك ترتفع القراءات على المواقع الإخبارية».