الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

قمة «قادة الإعلام»: 4 مفاتيح لنجاح الصحف الورقية في التحول الرقمي

قمة «قادة الإعلام»: 4 مفاتيح لنجاح الصحف الورقية في التحول الرقمي

جورج بروك ونسرين مجيد خلال جلسة رؤى التحول الرقمي

سلمى العالم ـ دبي

حدد مشاركون في جلسات قمة قادة الإعلام في الشرق الأوسط، التي نظمها الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (ون إفرا) على مدار 3 أيام وأسدلت الستار على فعالياتها اليوم الخميس، 4 مفاتيح لإنجاح التحول الرقمي في المؤسسات الصحفية والذي أصبح أولوية ساهمت الجائحة في إسراعها، بعدما كان النقاش يزداد تعقيداً حول إلغاء النسخ الورقية من عدمه.

وتلخصت المفاتيح الأربعة في كل من: التركيز على القصص الإنسانية عند صناعة المحتوى الصحفي، تحقيق التوازن بتلبية رغبة القراء مع الحفاظ على رؤى المؤسسات الصحفية، التركيز على جودة صناعة المحتوى أكثر من مسألة الكم، وتبني استراتيجيات جديدة يتم تطبيقها بغرف الأخبار والمنصات الرقمية.



محتوى إنساني

أكدت الأميرة ريم علي، مؤسسة معهد الإعلام الأردني خلال جلسة بعنوان: «المستقبل الذي نصبو إليه»، على الحاجة الماسة للقصص الإنسانية التي تلامس الجمهور في وسائل الإعلام.

ودعت كلاً من المؤسسات الإعلامية والأمم المتحدة وصانعي المحتوى الإبداعي من أفلام وغيره للترويج لنوعية هذه القصص بالتحديد، على أن تصبح موجودة بهاتف كل منا.

وعبّرت عن تقديرها للمرحوم إبراهيم العابد ودوره الذي لعبه في خارطة الإعلام العربي والمحلي، لافتةً إلى أن الوقت الحالي للجائحة، بسرعة انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات، قد أجاب على العديد من التساؤلات التي طرحها العابد وشغلت تفكيره قبل رحيله.



تعزيز التواصل

وتزامناً مع احتفال الأمم المتحدة بالذكرى السنوية الـ75 لتأسيسها في وقت يشهد تحديات كبيرة، بما في ذلك أسوأ أزمة صحية عالمية في تاريخها، قالت المديرة الإقليمية للأمم المتحدة في الدول العربية ليلى بكر: «أصبحنا على دراية تامة بأننا لسنا بأمان والبلدان تعاني بجميع الأشكال في مواجهة الجائحة، لذلك نأمل في الذكرى الـ75 العمل على تعزيز التواصل مع وسائل الإعلام، للوصول للغة تخدم كلاً منا في تحقيق أهدافه، لا سيما أن وسائل الإعلام قد تكون شريكاً في صناعة القرار».

ولفتت إلى أنه على الرغم من سرعة تداول الأخبار في الوسائل الرقمية، إلا أن هنالك بعض الأماكن في العالم التي ما زال ينقصها تغطية الإنترنت، وتعتمد على وسائل تقليدية كالراديو وقنوات إعلامية أخرى لنقل القصص والأخبار.





توازن المحتوى

أكد أستاذ الممارسة الزائر بكلية كاس للأعمال في جامعة مدينة لندن جورج بروك، خلال جلسة بعنوان «رؤى التحول الرقمي» أن تغييرات غرفة الأخبار تستوجب تعاون جميع الأقسام معاً لتحقيق نجاح التحول الرقمي، وتوازن بين ما يريد الناس قراءته وما يرغب صناع المحتوى في نشره.

ونوه بدور قسم تحليل البيانات بالصحف في توضيح الأمور للمحررين، حول التفاعل مع القصص والمحتوى الذي يقدمونه، فالتصاميم الغرافيكية أصبحت الطريقة الأسرع لإيصال المحتوى لدى الصحف مثلاً.

فيما استعرضت نسرين مجيد، نائبة رئيس تحرير صحيفة «الرؤية»، خلال الجلسة، تجربة صحيفة الرؤية في التحول الرقمي، الذي سعت إليه بسبب التغييرات التي نواجهها على مر الزمان بطبيعة الحال، فضلاً عن تلبية رغبة الجمهور المستهدف للصحيفة وهم فئة الشباب، الذين يهتمون بمسألة السرعة في الحصول على المعلومة.

وقالت: «إن التغييرات التي شهدتها صحيفة الرؤية في التحول الرقمي، لم تكن على صعيد الصحيفة الورقية والمنصة الرقمية، بل على صعيد الفريق، فنحن الصحيفة الوحيدة بالإمارات التي عملت على تدريب طاقم عملها على صناعة محتوى الفيديو، فبدأناها بـ4 صناع فيديو بالإمارات، ثم 10 بمصر، و4 آخرين بدبي، كما حرصنا على صناعة محتوى فيديو ملائم للسوشيال ميديا، ومتنوع من خلال برامج رقمية وأفلام وثائقية وغيرها».





الاشتراك الرقمي

اعتبر المستشار الرئيسي في استشارات وان إفرا، جريجور والر، خلال الجلسة الختامية بعنوان: «إنجاح الاشتراك الرقمي في الشرق الأوسط»، الوقت الآني هو الوقت المثالي لإطلاق نماذج أعمال رقمية مستدامة للأخبار في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل إظهار المزيد من القراء في جميع أنحاء العالم استعداداً متزايداً للدفع مقابل قراءة الأخبار عبر الإنترنت.

ومن جهته استعرض سكوت أمسترونج، رئيس تحرير أريبيان بزنس، تجربة تأسيس أريبيان بزنس لنظام الاشتراك المدفوع، الذي أطلقته مؤخراً في يونيو الماضي، والتي جاءت لتحقيق أهداف عدة منها: تقليل الاعتماد على الإعلانات كمصدر دخل للمجلة، مواجهة انخفاض إعلانات المؤسسات الإعلامية، والتوسع الجغرافي بالمنطقة، وحماية نزاهة عمل الفريق.

وأكد في ضوء التجربة الحية، أن التركيز على الجودة أكثر من كم المحتوى الإخباري الذي تقدمه المجلة، ساهم في زيادة إقبال المشتركين على مسألة الاشتراك المدفوع، والذي نجح لوجود قاعدة مشتركين سابقين للنسخة الورقية من المجلة كذلك.

ولفت إلى أن القرب من الجمهور بالمحتوى والتواصل هو ما سيجعلهم يدفعون مقابلاً مادياً للحصول على المعلومة.

بينما أكد بال نيدريجوتين، نائب الرئيس التنفيذي بشركة أميديا ​​أس، على ضرورة تحقيق المنطقية في مسألة العائد المادي للاشتركات الرقمية بالمقارنة مع المبلغ المدفوع سابقاً بالاشتراك الورقي.

خطوات استراتيجية

أوضح نيكولاس فروم، المدير العام لكل من NOZ-Digital و NOZ Medien & mh: n MEDIEN، أن مسألة التحول الرقمي تتطلب خطوتين مهمتين، الأولى تشمل المباشرة بالاعتماد على تطبيق شبيه بتصميم الورق، يليها اعتماد نظام تكنولوجي لتحليل البيانات وتحديد نظام الاشتراك، وتطوير استراتيجية المحتوى والتسويق وإعادة تنظيم وتدريب طاقم غرفة الأخبار، أما المرحلة الثانية فتشمل تجديد الموقع الإلكتروني وفقاً لاستراتيجية المحتوى الجديدة، وإطلاق نموذج مطور من الموقع ليلبي نمو عدد المشتركين.

ومن جهة أخرى، شهدت جلسات القمة الافتراضية، التي تمت بشراكة كل من مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للإنتاج، ورعاية كل من: مبادرة أخبار غوغل ومشروع فيسبوك الصحفي، مشاركة ما يزيد على 400 مشارك ومتحدث من مختلف وسائل إعلام العالم ومنطقة الشرق الأوسط، كما سيتم بث جلسات القمة لاحقاً عبر يوتيوب.