الجمعة - 06 ديسمبر 2024
الجمعة - 06 ديسمبر 2024

إسدال الستار على «رزنامة» اعتقال أسير فلسطيني

أسدل المسن سميح قعدان والد الأسير المحرر عبدالرؤوف الستار عن رزنامة أيام السنة الأخيرة لاعتقال نجله الذي أفرج عنه الخميس الماضي بعدما أمضى 17 سنة في السجون الإسرائيلية.

ولهذه الرزنامة قصة مع هذا الكهل السبعيني الذي ظل 17 سنة ينتظر نجله عبدالرؤف (44 عاماً) بعد اعتقاله عام 2003 على أحد الحواجز العسكرية وسط قطاع غزة.

وأكد قعدان لـ«الرؤية» أن هذه الرزنامة كانت إحدى وسائل التضامن مع الأسرى بشكل غير تقليدي.

وقال: «قبل عام وخلال تقليب صور ابني عبدالرؤوف بالسجن خطر ببالي أن أصنع رزنامة بعدد الأيام المتبقية للإفراج عنه وهي 360 يوماً على فرخ ورقي كبير».

وأضاف: «أحضرت هذا الفرخ الورقي وقمت بتقسيمه لمربعات بعدد أيام السنة ووضعت في كل مربع الرقم الباقي لابني في السجن، وقمت بعد نهاية هذا اليوم بوضع إشارة إكس (X) باللون الأحمر عليه».

وأشار إلى أنه استمر في هذا العمل بشكل يومي تاركاً آخر مربع في الرزنامة رقم (1) وهو آخر يوم اعتقال كي يقوم نجله بشطبه بعد تحرره ليسدل الستار عن هذه الرزنامة.

وأوضح قعدان أن الأيام كانت تمر عليه ثقيلة جداً بانتظار ابنه في ظل منع الزيارات أو معرفة أي شيء عن أخباره لا سيما بعد وفاة والدته قبل عامين.

وقال: «في صباح كل يوم كنت أول ما أفتح عيني أفتحها على هذه اللوحة وحينما أرى عدد الأيام المتبقية ينتابني الحزن وأقول متى أملأ هذه الفراغات».

وأضاف: «كلما شطبت يوماً لم أكن أشطبه من اللوحة فقط بل من ذاكرتي لرفع الحزن والألم عني وعن ابني لأن الأيام كانت تمر ببطء شديد».