تنطلق الدورة الثالثة من منصة الشارقة للأفلام، المهرجان السينمائي السنوي الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، يوم السبت 14 نوفمبر الجاري، متضمنة عروضاً سينمائية من جميع أنحاء العالم، وبرنامجاً شاملاً من الجلسات الحوارية وورش العمل، بالإضافة إلى مبادرة «المحترف السينمائي»، التي تأتي بالتعاون مع مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وتوفر فرصاً لصنّاع الأفلام لتطوير مشاريعهم الحالية والمستقبلية.
وتشهد ليلة الافتتاح العرض العالمي الأول لفيلم «في زمن الثورة»، إخراج سهى شقير، وهو واحد من الأفلام الثلاثة التي فازت بمنحة المنصة لإنتاج الأفلام القصيرة لعام 2020، وليقوم الفائزان الآخران نادرة عمراني والثنائي بيلين تان وأنطون فيدوكلي بتقديم عروضهم التقديمية لأفلامهم التي ما زالت قيد الإنتاج.
يلي ذلك عرض فيلم «بؤرة الزلزال»، إخراج هوبرت ساوبر، والذي يقدم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويستكشف كوبا في مرحلة ما بعد الاستعمار، وكيف صُنعت الأساطير حولها عبر قرن من التدخل الأجنبي.
وتشمل عروض المنصة أكثر من 60 فيلماً قصيراً وطويلاً في الفئات الروائية والوثائقية والتجريبية، تقدم طيفاً واسعاً من الإنتاجات السينمائية التي تقارب جملة من الموضوعات الإنسانية، طارحة تساؤلات حول الهوية الفردية والجماعية ومعنى الوطن، والقضايا النسوية، وحياة السكان الأصليين في عدة بقاع من العالم، والآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي خلفتها الحروب على الإنسان المعاصر، بالإضافة لأفلام تقدم تجارب سينمائية مغايرة تنحاز إلى التجريب.
وتنطلق عروض الأفلام في عدة مواقع في إمارة الشارقة هي: سينما «سراب المدينة» في ساحة المريجة، ومبنى «الطبق الطائر» في منطقة دسمان، وسينما سيتي آيماكس في مول «زيرو 6» بالقرب من المدينة الجامعية، كما يمكن للجمهور مشاهدة جميع الأفلام على الإنترنت عبر المنصة الافتراضية للمهرجان «film.sharjahart.org» في اليوم التالي لعرضها في دور السينما.
كما تقدم المنصة إلى جانب عروض الأفلام، برنامجاً للجلسات الحوارية التي يديرها ويشارك فيها نخبة من السينمائيين، يناقشون قضايا الصناعة السينمائية مثل أهمية حقوق التأليف في إنتاج وتوزيع الأفلام، وفوائد الأطر القانونية التي تساعد المنتجين على إيجاد التمويل لمشاريعهم وحماية حقوق الممثلين وطواقم العمل، والتحديات التي تواجه إنتاج الأفلام الطويلة بما في ذلك إدارة المعدات والمشتريات والتمويل، بالإضافة إلى دور منصات وتقنيات العرض الرقمية في المشهد الحالي لتوزيع الأفلام، وكيفية تأثير هذه الأدوات على سبل إتاحة الأفلام للجمهور، كما تقدم مجموعة من السينمائيات البارزات تجاربهن في مجال إبداعي يهيمن عليه الرجال، ودور المرأة وأوضاعها ومكانتها في السينما، وسبل الحد من أوجه اللامساواة داخل هذا المجال وخارجه.
وتسعى المنصة في دورة هذا العام إلى تقديم برنامج تعليمي متكامل، يضم ورشاً عملية تعقد في مبنى الطبق الطائر، ومبنى المقتنيات في المؤسسة، ويشرف عليها خبراء لهم باع طويل في الصناعة السينمائية.
ويهدف البرنامج المصمم للمشاركين الذين تراوح أعمارهم بين 6 و15 عاماً وأسرهم إلى تعليم الأطفال المهارات الفنية، من أجل تعزيز تعبيرهم الإبداعي. ويمتد من 14 نوفمبر إلى 15 ديسمبر 2020، متضمناً ورشاً تركز على جوانب مختلفة من صناعة الأفلام مثل كتابة السيناريو، والصوت واللون في الفيلم.