الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

"ولاد البلد" والأزقة الشعبية في مصر... وجوه وأماكن بعدسة موهبة شابة

تخاطب عدسة الشابة المصرية عبير كامل، العيون، محاولة تجسيد الجمال في لقطات تنضح بالعفوية وتتتبع في الوقت نفسه ملامح "ولاد البلد" كما تطلق عليهم بلهجتها المحلية، لتلبي بالتوازي شغفها بتصوير الشارع المصري والأحياء القديمة وإظهار جماليات الحارات والأزقة الشعبية المصرية، لتجمع في نتاجها الفني بين الوجوه والأماكن.



في صغرها كانت كامل تميل إلى الرسم وهي الموهبة التي نماها داخلها والدها ومُعلموها في المدرسة، حيث قطعت شوطاً لا بأس به فيها، لكن موهبة أخرى طغت عليها وشغفاً آخر أحست عبير أنه يأخذها إلى هواية عالم التصوير، وبتشجيع من والدها أيضاً ألمت بفنونه ودخلت كثيراً من المُسابقات وحصدت الجوائز.





درست عبير في كلية التجارة بجامعة القاهرة، ورغم أن دراستها كانت بعيدة جداً عن مجال هوايتها، إلا أنها عملت على تنميتها بتعلم كل أساسيات التصوير.





وتقول المصورة الشابة لـ«الرؤية»: أعتقد أن الرسم كان بوابتي الأولى للعبور إلى التصوير، فأنا أتعامل مع الصورة كاللوحة التي أحكي من خلالها قصة ما، وليس مُجرد صورة ألتقطها فحسب، أول صورة التقطتها كانت بواسطة التليفون المحمول وكانت لغزالة، وهي صورة جاءت مُعبرة وتلقائية ولاقت تفاعلاً كبيراً.

وتتابع: بعدها قررت الاستمرار في تنمية موهبتي بإتقان فنون التصوير وأساسياته، ثم انتقلت من التصوير بـ«الموبايل» إلى الكاميرا، حيث عملت على تنمية موهبتي.



كونت عبير مع أصدقائها مجموعات لتنمية موهبة التصوير، فسافرت معهم إلى مُحافظات مصرية أخرى بخلاف القاهرة، واهتمت بتصوير الشارع المصري والأحياء القديمة وإظهار جماليات الحواري والحارات المصرية، وحققت صورها انتشاراً كبيراً وبها شاركت في عدد من المعارض خارج مصر ومنها معرض وجوه الإسكندرية بمشاركة السفارة الألمانية، وحازت بمشاركتها على جائزة المعرض.

وتستطرد «صورت معظم الأحياء القديمة في القاهرة، وفي الأساس أنا مُهتمة بتصوير الشارع، أرى أن الأحياء والشوارع مهما تم تصويرها فلكل مصور وجهة نظره الخاصة تجاه المُنتج النهائي من الصور، وهو ما يجعل كل الصور جديدة».



حالياً تُركز عبير على تصوير الوجوه أو ما يُعرف بفن «البورتريه» فحلمها تصوير الكثير من الوجوه من مختلف الثقافات والبلاد وليس في مصر فحسب.

وتُتابع في حديثها مع الرؤية «هناك أماكن كثيرة بالقاهرة يمكن التصوير فيها والتقاط الوجوه مثل شارع المعز لدين الله الفاطمي والدرب الأحمر وغيرها، وجميعها تحوي بخلاف آثارها مئات الوجوه التي تتحدث عيونها بالكثير، ولغة العيون هي أساس اختياري للوجوه التي أصورها، أشعر أن أعينهم تقول شيئاً، أحمل كاميرتي طوال الوقت وعندما أرى وجهاً يجذب انتباهي أقوم بتصويره».



وتعمل عبير حالياً على تنمية شغفها بفن «البورتريه» بتعلم أساسيات التصوير داخل استوديو، وليس في الشارع فقط.



وتزيد «لم أحصل على أي (كورسات) لتعلُم التصوير، ما أريد معرفته أبحث عنه عبر يوتيوب ثم أطبق ما تعلمته على الواقع، وحالياً أتعلم استخدام الإضاءة الصناعية داخل الاستوديو، وأسعى لتطوير نفسي في هذا السياق».