الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

فوانيس مبهجة بأنامل طفولية تضيء «قطار القس مارتن»

شقت أضواء الفوانيس ظلمة شوارع مدينة بون الألمانية وأكسبتها دفئاً، بعد أن انتشر ضوؤها على النوافذ في صورة مبهجة ورائعة وبأشكال مختلفة وبديعة صممها الأطفال بأيديهم، وذلك ضمن مباردة «الفوانيس على النوافذ» كبديل للاحتفال بعيد القس مارتن السنوي الشهير في ألمانيا.



ولأن فيروس كورونا غير كل شيء وحتى طقوس الأعياد، ومنها العيد الذي تحتفل به ألمانيا منتصف شهر نوفمبر من كل عام ويعرف باسم «قطار القس مارتن» حيث يخرج الأطفال وعائلاتهم ومعلموهم بالروضات والمدراس للشوارع حاملين الفوانيس المضيئة التي صنعوها بأنفسهم ويغنون أغاني شهيرة في الثقافة الألمانية عن المصابيح والقس الذي ولد عام 316 ميلادياً.

وألغي الاحتفال بشكله التقليدي هذا العام، وقدمت البلديات في ألمانيا ومنها بلدية بون مبادرة بديلة باسم «الفوانيس على النوافذ... انشر نورك» بمثابة رسالة بمشاركة الضوء والأمل والوحدة في أوقات الكورونا الصعبة.



واشتهر القس مارتن بعمل الخير ومساعدة الفقراء ليلاً في الشوارع الباردة في فصل الشتاء، ومنذ ذلك الحين أصبح عيده تقليداً خاصاً في ألمانيا واحتفالاً شعبياً تخبز فيه بعض الكعكات الشهيرة ويمر فيه الأطفال على المنازل حاملين الفوانيس المضيئة إما بشموع حقيقية أو كهربائية ويغنون ليحصلون على الحلوى المختلفة أو الفواكه.





وفي شارع «فايس دورن فييغ» بالمدينة شاركت العائلات الألمانية والعربية القاطنة به أيضاً المبادرة بغرض نشر ضوء بسيط وسط العتمة وأثناء الإغلاق الحالي والتباعد الاجتماعي لبيان شكل آخر من أشكال المشاركة المجتمعية والتضامن، ووضعت بعض العائلات سلات بها حلوى وفاكهة أمام منازلهم للأطفال.



ويصمم الأطفال كل عام في إطار الاحتفال الفوانيس بأيديهم عبر الأوراق والألوان وعبر إعادة تدوير مخلفات زجاجية أو ورقية من المنزل ليقدموا منها أشكالاً بديعة على شكل حيوانات أو طيور أو أي رموز أخرى يرغبون فيه بمساعدة المعلمين أو أهاليهم في البيوت.



وتباع أيضاً فوانيس أخرى جاهزة بالمحلات ويمكن شراء عصا بها شموع بالبطاريات لوضع شموع حقيقية بداخلها حسب سن الطفل.



وأكدت كاتيا دورنر عمدة مدينة بون أن المبادرة تعد محاولة للاحتفال بصورة مبسطة لتنشر الأمل بين الكبار والصغار على حد سواء، لأن هذا العيد جزء من طفولة الجميع في ألمانيا وليس فقط الألمان بل حتى أطفال العرب والجنسيات الأخرى التي يعيشون بها.