الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإمارات وعمان.. وجهان لثقافة وتاريخ واحد

لطالما كانت عناصر التراث الثقافي من فنون ومسرح وحرف شعبية، مشتركة بين الإمارات وسلطنة عُمان الشقيقة، فقد حرص المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على وضع بذرة العلاقات الثنائية، ورعاها من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على أسس الأخوة والمستقبل الواحد.

وبالعودة للتاريخ المشترك، فمصطلح «ساحل عُمان» أحد التوصيفات السياسية والتسميات المتداولة التي كانت تطلق على الإمارات في بعض الخرائط القديمة، ما يدل على الارتباط الثقافي والجغرافي والاجتماعي بين الإمارات وعُمان منذ عقود ماضية.

وتشمل عناصر التراث الثقافي المشتركة بين السلطنة والإمارات عناصر عدة، أبرزها: مشاركات الفرق المسرحية العُمانية بكافة المهرجانات المسرحية والفنية بالإمارات، وفن «العيالة» الذي تم توثيقه باليونسكو كنمط مشترك ضمن قائمة التراث غير المادي، وصناعة الخنجر، والرماية بالسكتون، وغيرها الكثير.



فنون شعبية

توصلت الإمارات وعُمان لاتفاق مشترك بشأن توثيق فن «العيالة»، وهو أحد الفنون الفلكلورية التي يستعرض بها الرجال أهازيج وأناشيد شعبية، لدى اليونسكو كنمط مشترك، لا سيما أن التداخل الاجتماعي واشتراك قبائل الإمارات وعُمان في العديد من التجليّات الموروثة، يجعل من التنسيق في العمل الثقافي مطلوباً كمدخل للتوثيق وإحياء التراث والمحافظة عليه بالتعاون بين المختصّين في البلدين.





حرف وصناعات

وتحرص سلطنة عُمان على المشاركة سنوياً في أيام الشارقة التراثية وهي أحد أهم المحافل الثقافية المختصة باستعراض الموروث بعروض الفرجة بالإمارات والمنطقة، ففي كل عام تفوح رائحة الحلوى العُمانية بين أجنحة الدول المشاركة في «الأيام»، والتي باتت جزءاً مستحدثاً على ضيافة المجالس الإماراتية.

ولعل صناعة الخنجر العُماني أحد أهم الصناعات الشعبية التي يجري استعراضها خلال أيام الشارقة التراثية، ولا ننسَ أن الخنجر رمز للانتماء والرجولة والشهامة والتقاليد الأصيلة، ولا يكتمل الزي العماني التقليدي إلا بالخنجر المشدود إلى وسط الرجل بحزام من نوع خاص مزخرف بالفضة، وقد كان الخنجر جزءاً من الزي التقليدي الإماراتي كذلك.

كما تعد صناعة السفن إحدى الصناعات المشتركة بين البلدين، إلا أن العمانيين قد برعوا في هذه الصناعة منذ آلاف السنين، وكانت مدينة صور العمانية أشهر المدن المطلة على المحيط الهندي في بناء السفن.





الرماية بالسكتون

وتحتل رياضة الرماية بالسكتون، وهي أداة تشبه البندقية وتتواجد بقوة في التراث الثقافي الإماراتي والعُماني، مكانة خاصة بين العُمانيين والإماراتيين، ويجري تنظيم بطولة سنوية من أهم البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث والتي تشهد حضوراً لافتاً يصل للمئات من الجنسين ذكوراً وإناثاً.





فرق مسرحية

أما على صعيد المسرح، فإن المسرح العُماني يشهد أزهى عصوره وفقاً لما أشار إليه الخبراء والمسرحيون العمانيون، لا سيما أن فرقة مسرح الدن للثقافة والفن، إحدى أشهر الفرق المسرحية العُمانية، قد احتفلت العام الماضي بمناسبة مرور 25 عاماً على إنجازاتها المسرحية، التي بدأتها منذ تأسيسها عام 1994، حيث تكونت الفرقة من عدد من طلاب المدارس في ولاية سمائل لم يتجاوز عددهم 8 طلاب، والآن تضم أكثر من 150 عضواً وحازت جوائز محلية ودولية عدة.

وقد تكون آخر مشاركات الفرق المسرحية العُمانية عبر مسرحية «أحلام أبو سلامة» لفرقة صلالة الأهلية من إخراج عماد الشنفري بمهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي بدورته الخامسة التي جرى تنظيمها في فبراير الماضي، قبل الجائحة.