إذا كنت عاشقاً للفنون والجمال، وتبحث كذلك عن وجهة ترفيهية، تنسجم مع ما تعشقه، فمنطقة القوز الصناعية في دبي، سوف تكون خياراً مثالياً بالنسبة لك.
عندما تدخل تلك المنطقة المزدحمة بالمستودعات الصناعية فستشم عبير الفن وتقودك قدماك أو سيارتك إلى واحة كبيره تقدم الفنون والتراث، وسيكون بمقدورك الاستفادة من الخيارات الترفيهية المتنوعة، أيضاً بالمكان، في ظل وجود 15 وجهة دائمة، تستقبل روادها على مدار العام.
إذا كنت عاشقاً للوحات فستجد ضالتك وإذا كنت تهوى السيارات القديمه فلا تتردد فهناك كنز من الحنين للقديم.
وإذا كنت عاشقاً للحلوى الإماراتية فاذهب إلى السركال أفنيو واستمتع بنكهة التراث الإماراتي بلمسات عصرية.
قبل أن ندخل الساحة علينا أن نذكر فقط أن الحي ليس حديثاً بل يعود إلى عام 2008 في القوز الصناعية. وبعد أن كان مصنعاً للرخام يعود لعائلة السركال. قرر مؤسس الوجهة عبدالمنعم بن عيسى السركال، تحقيق رؤيته التي تتمثل في إنشاء منصة لجميع المبدعين ليتمكنوا من التجمع فيها ومشاركة أعمالهم.
15 وجهة
قبل أن تدخل أيضاً عليك أن تعرف أن السركال أفنيو يحتضن فعاليات على مدار العام، ويأتي مهرجان القوز للفنون على رأسها. حيث تتحول المنطقة الممتدة على مساحة 500 قدم مربع إلى وجهة للعائلات، وذواقة الفن المتجولين بين المعارض المؤقتة وأكثر من 15 وجهة فنية دائمة.
من أبرز الوجهات الفنية في حي الفنون مركز فنان الغرافيتي «آل سيد» وجاليري كربون 12، ومركز «أيام»، والمرسى، 1x1، كوستوت، إيزابيلا فان دين إيندي، غراي نويز، لاغاليري ناسيونال، لوري شبيبي، موجو، غرين آرت، ليلي هيلر، صلصال، ماد، شوكيس، ذا ثريد لاين، آرت جميل، جان بول نجار، وغيرها.
إضافة إلى سينما «عقيل» والمقاهي ومحترفات الفن والأزياء، والورش الفنية والاستوديوهات. وفي هذه المحترفات يتم تقديم الأدوات اللازمة للفنانين للبدء في الإنتاج. كما يجمع الحي الفني تحت مظلته بعض المؤسسات غير الربحية والشركات الإماراتية الناشئة.
فسيفساء فنية
أما إذا كنت من هواة الفن التشكيلي، فما عليك سوى الذهاب إلى المعارض الفنية التشكيلية بالحي، والتي تعرض أعمالاً لتشكيليين من كل أنحاء العالم، اختاروا رسم لوحاتهم في هذه الوجهة الثقافية، التي تضمن لهم الذيوع والبيع الرابح لأعمالهم. فهناك لوحات تبدأ من مائة ألف درهم وتصل إلى مليون درهم للوحة الواحدة. ولكنك تملك الاستمتاع بفرجة مجانيه لإبداع الفنانين إذا لم تكن تنوي الشراء.
عند الدخول إلى هذا التجمع الفني يجد الزوار أنفسهم أمام جداريات فنية رُسمت بطريقة «البوب» البصري بألوان عصرية أخّاذة. ترحب بمتذوقي الفنون الباحثين عن التميز، للتعرف على ثقافات عالمية في بقعة واحدة.
سيارات قديمة
ولعشاق السيارات القديمة مكان في الحي الفني حيث يمكنهم زيارة معرض نوستالجيا، الذي أسسه رجل الأعمال الأردني مازن الخطيب، الذي جاب العالم ليجمع ثروة كبيرة من السيارات الكلاسيكية القديمة. التي تستهوي الكثيرين من شباب الإمارات.
يضم المعرض ورشة لصيانة السيارات الكلاسيكية، مجهزة بكامل قطع الغيار التي تجتاحها المركبات. ويبلغ عدد السيارات الكلاسيكية، والتي يعود تاريخ تصنيع بعضها إلى عام 1923، مائة سيارة منها: ستودابيكرS4، فورد بأنواعها،،ستيروين تراكشن أفانت، وشفروليه ديلوكس.
حلوى إماراتية
عشاق الشوكولاتة سيجدون المذاق الذي يعشقونه في السركال حيث يضم الحي مصنعاً للشوكولاتة، هو مصنع ومقهى «ميرزام». حيث طوع أصحاب أول مصنع للشوكولاتة الإماراتية في دبي أفكارهم لتحويل هذه الحلوى إلى نكهات عالمية ومحلية من المنتجات التراثية، وقدموها بصورة تواكب العصر، وتحتفظ بالموروث الشعبي لتكون بنكهة: اللقيمات، والرقاق، وملح البحر، والخبيصة، والشطة الإماراتية الحلوة.
وفي محاولة لإضفاء لمسة حديثة على التقاليد، يوفر المصنع قائمة من المشروبات المأخوذة من حبوب الكاكاو التي تم إحضارها من: الهند، وفيتنام، وإفريقيا، وإندونيسيا، في إطار تراثي جديد عبر مكونات تدمج بين مشروب الكاكاو والورد أو ملح البحر.
مسرح وسينما
ولعشاق المسرح بكل لغات العالم يتمكن الزوار من متابعة العروض الشبابية العالمية والمحلية التي تحاكي روايات عالمية، تحولت إلى مشاهد قصيرة، تلبي ذوق عشاق مسرح الحوار. ويقدم المسرح على مدار العام العديد من العروض الفنية التي تضم 100 مقعد لحضور الفعاليات.
فيما اختارت بثينة كاظم، مؤسِّسة سينما «عقيل»، أن يستقر مشروعها في السركال أفنيو كونه مركزاً ثقافياً متميزاً صار له جمهور من عشاق الفن، ما سيمكن عشاق السينما الكلاسيكية من متابعة الأعمال القديمة والحديثة.
بثينة قالت لـ«الرؤية» إن موقع السينما يتميز بتصميمه العريق الذي يعطي الزوار الإحساس بالراحة النفسية بسبب الألوان والديكورات والمفروشات والمقاعد، المأخوذة من «غولدن سينما» في بر دبي. بالإضافة إلى أن آلية الحجز المسبق في السينما غير مستخدمة إذ يحق لمن جاء أولاً أن يحصل على مقعده. ولن تكون السينما فقط لمشاهدة الأفلام، بل سيتمكن الزوار من عقد اجتماعاتهم ولقاء أصدقائهم في البهو الخارجي للسينما.
شاي بالحليب
وحوّل الشاب الإماراتي أحمد كاظم عشقه لمشروب الشاي بالحليب إلى مشروع إماراتي بهوية محلية وبنكهات طبيعية جال العالم كي يستخرجها من أحضان الطبيعة. واختار أن يكون مشروعه الذي أطلق عليه اسم «شاي والاه» وتعني صانع الشاي ومقره في سينما عقيل في السركال أفنيو إلى جانب مشروع شقيقته بثينة كاظم، وقد ابتكر فيها مجموعة من النكهات والأطعمة.
والآن يمكننا الدخول والاستمتاع.. نصيحة: لا تأخد معك شيئاً لزوم الرحلة فهناك ستجد كل شيء.