تعتبر واحة سيوة المصرية التي تقع في قلب الصحراء الغربية، أكثر الوجهات السياحية دفئاً في فصل الشتاء، إضافة إلى امتلاكها طبيعة مذهلة يلعب فيها دور البطولة اللون الأخضر الغني بحدائق النخيل والتمور بخلاف رمالها الصفراء.
وتعد حفاوة استقبال أهل سيوة الطيبين للزوار أهم ما يميزها إضافة لمتاجرها المُعبأة بالتمور والزيتون والأعشاب والمشغولات اليدوية البدوية البديعة التي تتميز بأسعارها الزهيدة في مقابل روعتها، ويُعتبر الشتاء هو وقتك الأمثل للزيارة، حيث يمكنك الاستمتاع بدفء الشمس في النهار، والهواء المُنعش ليلاً.
وتصل رحلتك بعد 3 ساعات من مرسى مطروح، وتظهر لك الواحة الخضراء وسط الصحراء ليأسرك جمالها وتُشعرك بالسلام النفسي لمجرد الدخول إليها، لتنسى عناء السفر، عند وصولكم يمكنكم استئجار دراجة تكلف نحو 4 دولارات في اليوم الواحد، تستطيعون خلالها التنقل بسهولة في أزقة الواحة، بالطبع بعد حجزكم في أحد الفنادق التي تتميز بأسعارها المعقولة حيث يبدأ سعر الليلة الواحدة من 30 دولاراً إلى 150 دولاراً، وقد يصل إلى 500 دولار في الليلة الواحدة إن اخترتم الحجز بفندق سيوة الأشهر «أدرير أميلال»، أو يمكنكم الإقامة بـ«كامب» يطل على أحد البحيرات المالحة أو عيون المياه الجارية بقلب الواحة، وتتميز جميعها بكونها بيئية فلا يتم استخدام الكهرباء بها مُطلقاً، فتضاء بالطاقة الشمسية، وتُزين بالمشغولات اليدوية السيوية المُميزة.
في أول أيام زيارتكم يمكنكم الذهاب لعين كليوباترا للسباحة والاسترخاء، ولا تقلقوا فالعين تتميز بمياهها الدافئة في فصل الشتاء، بخلاف الصيف الذي تتميز فيه بمياهها الباردة، ثم واصل رحلتك بالصعود لجبل آمون حيث معبد الإسكندر الأكبر الذي شُيد في القرن السادس قبل الميلاد على ارتفاع 30 متراً عن سطح الأرض، عند وقوفكم أعلى الهضبة التي بُني عليها المعبد ستحصلون على رؤية «بانورامية» للواحة بكل تفاصيلها وبحيراتها المالحة والكبريتية.
وإن كنتم من هواة التخييم ورؤية النجوم ليلاً فعليكم ببحر الرمال لرؤية «milky way» أو «ذراع المجرة» حيث النجوم التي تكاد تجعل السماء تلامس الأرض، كما يمكنكم قضاء الليل على أنغام الأغاني السيوية المُميزة والطعام اللذيذ.
ولهواة المغامرة يمكنكم استقلال سيارة الدفع الرباعي بصحبة أحد أبناء الواحة للحصول على رحلة بين الكثبان الرملية، أو يمكنكم ممارسة التزلج على الرمال.
وفي اليوم التالي يمكنكم زيارة منطقة الحفريات والتي تحوي عظام أكبر حوت بالعالم حيث يبلغ عمره 37 مليون عاماً، إضافة لمجموعة من السلاحف العملاقة والحيتان وعرائس البحر وأسنان القرش، مع مجموعة من النباتات النادرة والغزلان والثعالب مع حيوان «شيتا» النادر.
ولا تغادروا الواحة قبل زيارة قلعة «شالي» أو ما يُعرف بسيوة القديمة التي تتميز بطرازها البيئي الفريد، وسوقها المليء بالمنتجات السيوية المميزة لشراء الهدايا التذكارية.