الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

نهيل زيدية تبلسم أوجاع أطفال غزة بالرسم على وجوههم

رغم عدم وجود رابط بين دراسة الحقوق والفن إلا أن الفنانة التشكيلية الفلسطينية نهيل زيدية استطاعت أن تجد هذا الرابط من خلال الرسم على وجوه الأطفال لتعويضهم عن حقوقهم المسلوبة في الفرح والسعادة في ظل الحصار والحروب التي تعرض لها القطاع على مدار السنوات الماضية، وتعتبره جزءاً من رسالتها في الحياة، موفراً لها فرصة عمل في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية.

وتُعتبر نهيل واحدة من أهم الفنانين التشكيليين المتخصصين في الرسم على وجوه الأطفال لإدخال الفرحة والبسمة عليهم حيث باتت مطاعم غزة تتنافس على ضمها لفريقها لتبتكر هذه المطاعم قسماً خاصاً بهذا الفن نظراً للإقبال الكبير عليه من قبل الأطفال.

الأطفال وعند دخولهم مطعم «ريف المدينة» غربي مدينة غزة يسألون عن مس نهيل كي يتمتعوا بالرسم الذي يحبونه على وجوههم حيث أقام هذا المطعم قسماً خاصاً للرسم على وجوه الأطفال لترغيب المواطنين به بعد تعاقد المطعم مع الفنانة نهيل وزميلتها الفنانة شيرين أبونحل.


الصدفة هي من قادت الشابة نهيل لدراسة الحقوق إلا أنها بعد أن أنهت دراستها لم تعمل بهذه الشهادة فاتجهت نحو الفن الذي هو هوايتها في الأصل قبل أن يصبح حرفة لها، حيث بدأت بالرسم منذ عام 2016 بعد تلقيها عدة دورات ما أهّلها للمشاركة في العديد من المعارض.


وتقول نهيل لـ«الرؤية»: «صحيح أن دراسة الحقوق بعيدة كل البعد عن الرسم، ولا توجد أي علاقة بينهما، ولكن حبي الكبير للأطفال جعلني أوجد هذا الرابط من خلال حرصي على حقوق الطفل الفلسطيني بالعيش في رفاهية وسعادة كباقي أقرانه من أطفال العالم، ورأيت أن أطبق ذلك من خلال الرسم على وجوههم

وأشارت إلى أن الفن ليس محصوراً بدراسة جامعية، وممكن للإنسان أن يُبدع في مجالين أو أكثر في آن واحد بحيث يكون قد درس الحقوق مثلاً وهو في نفس الوقت فنان، منوهة إلى أن هناك عوامل مشتركة بين الفن والحقوق وهي أنهما يحتاجان إلى دقة وتركيز وصبر.

وقالت: «من خلال تجربتي بالرسم على وجوه الأطفال لاحظت إقبالاً شديداً من قبل الأطفال للرسم على الوجه من خلال اختيارهم للشخصيات الكرتونية التي يحبونها ويفضلونها أو رسم بعض الحيوانات المفضلة على وجوههم».

وأضافت: «أصبح هذا الفن موجوداً في أماكن عديدة في الملاهي والأماكن العامة والمطاعم وأماكن الألعاب وفي الأعياد والمناسبات

وأكدت نهيل أنها تجد متعة حقيقية في الرسم على وجوه الأطفال ورسم البسمة على وجوههم، وتشعر بأن الأطفال يُسرّون حينما يختارون شخصية معينة كي يتم رسمها على وجوههم.

وشددت نهيل على أهمية اختيار الألوان المناسبة لبشرة الأطفال، مشيرة إلى أنها تفضل استخدام ألوان طبية وآمنة على بشرتهم حتى لا تتأثر بشرتهم باستخدام الألوان التي تحتوي على مواد كيماوية ضارة ربما تصيب الأطفال بأمراض جلدية لاحقاً.

واعتبرت أن الرسم على الوجوه يأخذ أبعاداً نفسية كثيرة وكبيرة، لا يشعر بها إلا الفنان الذي يقوم بالرسم وذلك بحكم التعامل مع الأطفال.

وتتمنى الفنانة الفلسطينية أن تُقيم معرضاً خاصاً بها لعرض كل لوحاتها، وتقيم مرسماً خاصاً كذلك تخصصه للرسم على وجوه الأطفال لخدمة المؤسسات التي تُعنى بالطفولة.