السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بالصور.. نازح سوري يحوِّل خيمته إلى نسخة من منزل الطفولة

بين أشجار زيتون معمّرة في شمال غرب سوريا، يعزف الشاب وسام دياب على العود بينما تحيط به نباتات زرعها واعتنى بها على مدخل خيمته، في محاولة لجعلها تشبه منزله الذي نزح منه على وقع المعارك قبل سنوات.



وداخل الخيمة في منطقة أطمة على الحدود مع تركيا، رتّب وسام (19 عاماً) عشرات الكتب على طاولة زيّنها بغطاء أبيض اللون وبنبتة الصبار مزروعة في أحواض صغيرة.



ويقول الشاب: "نشأت في منزل يشبه ما جعلت الخيمة عليه اليوم، كان لدينا حديقة ومكتبة، لكن منزلنا أجمل بكثير."



قبل 4 سنوات، نزح وسام وعائلته من قريته كفرزيتا في شمال حماة بعد مقتل شقيقه جراء القصف. ولجأت العائلة إلى مخيمات النزوح في شمال إدلب.





وانتقلت العائلة مجدداً قبل 8 أشهر إلى حقل زيتون، بعيداً عن اكتظاظ المخيم، وخشية من تفشي فيروس كورونا المستجد. لكنّ وسام اختار هذه المرة أن يخصص لنفسه خيمة محاذية لتلك التي يسكنها والداه وشقيقتيه.



ويقول «حاولت قدر المستطاع أن أجعلها أشبه بمنزلنا القديم.. محاولة مني للاستقرار» بعد 4 سنوات من النزوح، رغم إدراكه أنّ "الخيمة لا تغني أبداً عن المنزل وإن كانت على مستوى من الجمال والترتيب."





موراكامي ودوستويفسكي

جمع وسام حجارة صغيرة من الحقل وحدّد بها الممرّ المؤدي إلى خيمته. وفي داخلها، وضع فراشاً فوق سجادة حمراء اللون، ووزّع أحواض النباتات في الزوايا، وعلق جانباً معطفه وشهادة مشاركته في دورة تدريب مهني حول مبادئ التمريض.





يستعرض الشاب عبر هاتفه الجوال صوراً لمنزل عائلته المدمّر في كفرزيتا، ويتذكر كيف اكتفت العائلة بإحضار حاجياتها الضرورية، قبل أن تلوذ بالفرار.

ويقول "حين تهجّرنا، تمكّنت من إحضار بضعة كتب فقط. هنا، بدأت من الصفر. اشتريت نباتات وكتباً من جديد."





ويضيف "أصبح لدي مكتبة، وعدت إلى القراءة والزراعة وأحضرت الورد أيضاً ونبتة الصبار."





في مكتبته المتواضعة، يحتفظ وسام بـ85 كتاباً من روايات ومراجع دينية ومدرسية وبينها رواية «كافكا على الشاطئ» لهاروكي موراكامي والمجلّد الأول من الأعمال الروائية المترجمة للروسي فيودور دوستويفسكي.

إلى جانب ذلك، يتعلّم العزف على آلة العود بنفسه عبر متابعة مقاطع مصوّرة على منصة يوتيوب، كما أنه يهوى جمع العملات القديمة.



تفاجأ جيران الشاب من الجهد الذي بذله في ترتيب خيمته، وبات البعض يسأله "هل تعتقد أن إقامتنا ستطول هنا؟."