السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كامب البرلس.. مبادرة شبابية للتعريف بجمال البحيرة المصرية

عندما تخرج أحمد علي من كلية الهندسة اضطر للسفر للعمل بإحدى الدول العربية لكن ذلك لم يُنسِهِ شغفه بتوثيق تراث محافظته كفر الشيخ شمالي مصر.



في إجازاته السنوية كان يوثق حياة الصيادين في المحافظة وحياتهم البدائية، بخلاف توثيق المناطق الأثرية، ومنها كنيسة السيدة العذراء بمدينة «سخا»، والتي تحوي آثار قدم السيد المسيح وعدداً من الآثار القبطية، ومسجد إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق والذي يتردد عليه 2 مليون شخص في الاحتفال بمولده.



كذلك وثق مدينة بوتو أو «تل الفراعين» وهي عاصمة الوجه البحري في عهد الفراعنة وبها عدد كبير من الآثار الفرعونية، ناهيك عن مدينة فوة الأثرية التي تقع على نهر النيل وتضم 365 مسجداً ولها شهرة واسعة في صناعة الكليم والجوبلان اليدوي.



آثار إسلامية وقبطية عدة تضمها المُحافظة، لكن تربعت بحيرة البرلس في قلب المُهندس الشاب فكان يزورها بشكل شبه يومي، حيث عمد إلى توثيق كل ما تحويه من آثار بجزرها الـ26 المترامية داخلها والتي تحوي آثاراً من كل العصور التاريخية التي مرت على مصر.





أسر فنار البرلس الشاب المصري كأقدم فنار مصري والذي يصل عمره لنحو 148 عاماً، وطابية عرابي التي أسسها صلاح الدين الأيوبي لصد الصليبية القادمة من أوروبا، واستخدمها أحمد عرابي لصد هجمات الإنجليز.





الحياة بشكل شبه يومي داخل البحيرة وعلى ضفافها جعلت المُهندس الشاب يُفكر في مبادرة لجذب السياحة للبحيرة، إذ تُعتبر السياحة في تلك البقعة من مصر شبه مُهملة، فأطلق بمعاونة صديقه عبدالرحمن جلال المعيد بكلية العلوم جامعة كفر الشيخ مشروعهما التعريفي والسياحي بالبحيرة تحت اسم «كامب البرلس».



ويقول أحمد لـ«الرؤية»: «صديقي عبدالرحمن يهتم بدراسة البحيرة والحياة البحرية بها فهو باحث في كلية العلوم، وأنا مُهتم بالتوثيق الفوتوغرافي، فاتفقنا أن نؤسس كامب البرلس ليستمتع الناس بكل الجمال الذي نراه في البحيرة كما استمتعنا نحن».





وتابع: «كانت فكرة الكامب ضمن مُبادرة لتنشيط السياحة في تلك المنطقة، لمساعدة أهل القرى الواقعة على ضفاف البحيرة على كسب الرزق بطريقة شرعية بدلاً من صيد «زريعة» السمك، وهو الأمر المُجرم وغير الشرعي».



ويُضيف أحمد: «مبادرتنا لاقت دعماً كبيراً من جانب محافظ كفر الشيخ، وحتى الأهالي كانوا مندهشين في البداية من الرحلات التي نظمناها، لكن فيما بعد تعودوا على وجود الناس، وأصبحت الرحلات مصدر دخل لهم».





وتابع: «نحن نؤجر منهم المراكب بأسعار مُناسبة، وتتولى أسر بعض الصيادين طهو الطعام للأفواج القادمة لرؤية البحيرة، إضافة إلى أن برنامج الزيارة يتضمن شراء الكليم اليدوي من بعض الباعة الذين يأتون من مدينة فوه المشهورة بتلك الصناعة، ويتم بيعه لأفراد الفوج، مما يمثل دخلاً اقتصادياً أخر لأهل المنطقة».





ويرى أحمد أن واجبه تجاه بلده هو دعم تلك الفئات المحدودة الدخل ومحاولة إيجاد بدائل اقتصادية تُعينها على كسب العيش، لذا أطلق مبادرته، ووجه الأنظار إلى تلك البقعة السياحية المُهملة، حتى إنه لا يُمانع أن تقوم شركات سياح بتنظيم رحلات إليها.



ويُتابع: «نظمنا نحو 20 رحلة إلى المنطقة، ويبلغ سعر الرحلة للفرد الواحد 400 جنيه مصري شاملة التنقل من القاهرة لكفر الشيخ ووجبات طوال اليوم والعودة مساء، وأتمنى أن تقوم كل شركات السياحة بوضع تلك المنطقة على خريطتها السياحية».





وينوي أحمد إقامة «كامب دائم» على ضفاف بحيرة البرلس ليتمكن الزائرون من البيت لمُتابعة الطيور المُهاجرة عبر البحيرة وتوثيق تلك اللحظات بالتقاط الصور الفوتوغرافية.