في الوقت الذي ينشغل فيه أولادنا بالموبايل وتطبيقاته للتسلية أثناء وجودهم في البيت، يتعرضون لجيش جرار من الوحوش الإلكترونية الخطيرة التي تستهدفهم وهم في بيوتهم.
وأظهرت بيانات صادمة كشفتها الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفالNSPCC في بريطانيا أن المنحرفين يستغلون فيضاناً من تطبيقات الهاتف المحمول ومواقع الويب سيئة التصميم لملاحقة الأطفال والإساءة إليهم عبر بث الفيديو المباشر ومنتديات الدردشة المجهولة.
وأوضحت الجمعية أن المنحرفين يستغلون تدفق تطبيقات الموبايل غير المشهورة والفقيرة في التصميم لتحقيق أغراضهم الدنيئة.
وأظهرت بيانات الجمعية التي أفصحت عنها أخيراً أن 5372 اعتداء أو انتهاكاً ضد الأطفال حدثت في غضون 3 سنوات حتى مارس الماضي، معظمها في فيسبوك، سنابشات، وتطبيقات فيسبوك مثل إنستغرام وواتساب.
ومع ذلك، فإن ربع جرائم الاستمالة هذه (1677) حدثت في تطبيقات أقل شهرة قد لا يكون الآباء على علم بها.
وحذرت جماعات حماية الأطفال من أن الملل يدفع الصغار في المنزل للبحث عن منصات ومواقع جديدة تسمح لهم بالتعرف على غرباء وتكوين صداقات جديدة.
ويقول آندي بوروز رئيس سياسة حماية الأطفال أونلاين في الجمعية أننا يجب أن نبذل جهداً أكبر لتجنب تكرار ما حدث في الربيع، عندما ارتفعت حالات الإساءة للأطفال أونلاين بأكثر من 400% في جميع أنحاء العالم.
وهنا، نكشف عن بعض التطبيقات التي قد لا يعرفها الأطفال والآباء والتي يمكن استغلالها من قبل هؤلاء المجرمين المحتالين.
Omegle
موقع محادثة مجاني يسمح للمستخدمين بالتحادث وجهاً لوجه مع غرباء، وبعضهم خطر منحرف.
ويستخدم القائمون على الموقع أشياء مثل البث المباشر ووظائف الدردشة المرئية بالفيديو مع ترتيبات إشراف ضعيفة للغاية.
الأكثر من هذا أنه يسمح للمستخدمين بالتحدث مع غرباء وجهاً لوجه من دون التعرف على هويتهم والتحقق من صدق بياناتهم.
وتكمن الخطورة في أن المنحرفين لا يسمح لهم فقط بالتحدث مع الأطفال، بل ويعرفون هواياتهم وشغفهم وميولهم.
وفي مطلع العام الجاري أطلقت المذيعة التلفزيونية دافينا ماكول تحذيراً للآباء بعد أن دخلت ذلك التطبيق مع ابنتها تيللي (16 سنة)، وفي خلال دقائق أرسل رجال لها صوراً لأنفسهم وهم يؤدون حركات إباحية.
Kik
كشف تقرير لبي بي سي في عام 2018 أن تطبيق Kik شهد وقوع 1100 حالة إساءة للأطفال وتنمر، ما يجعله واحداً من أشد التطبيقات مدعاة للقلق إلكترونياً.
ويتيح خاصية أو قسم Meet New People أو قابل أناساً جدداً في التطبيق، التحادث عشوائياً مع مستخدمين مجهولين من أنحاء العالم.
وارتفع عدد الإحالات التي تلقتها الشرطة بشأن صور الاعتداء على الأطفال في التطبيق من متوسط شهري بلغ 48 في عام 2016 إلى 195 في عام 2018.
ومن الوقائع المشهورة اعتقال غراهام ميد المنحرف جنسياً تجاه الأطفال، بعد أن وجدت الشرطة أكثر من 2500 حالة دردشة عبر التطبيق على هاتفه.
KidsChat
حذرت الجمعية من أن تلك المنصة تسمح بالإساءة للأطفال واستغلالهم.
ورغم أنها مصممة بالأساس وحصرياً للمراهقين للتحدث مع بعضهم البعض، إلا أنها لا تتطلب إثبات العمر، ويمكن للمستخدمين الدخول بأسماء غير حقيقية، ما يتيح الفرصة للمنحرفين لمعاودة الدخول حتى بعد حظرهم.
وأخبرت طفلة بريطانية (12 سنة) الخط الساخن أنها فوجئت بإرسال مئات من الصور الإباحية عبر ساحة أو تطبيق KidsChat.
Whisper
تطبيق مشاركة سري يمكن فيه للمستخدمين، دون الكشف عن هويتهم، بث اعترافات حميمية ليقرأها الغرباء.
وينتقد الكثيرون التطبيق لأنه يحدد أماكن المستخدمين بسهولة ما يتيح للمنحرفين والمجرمين إغراء الأطفال للقائهم في أماكن حقيقية.
وبالفعل، تم القبض على المنحرف ماثيو جاك من قبل صائدي المتحرشين بالأطفال على Whisper في وقت سابق من العام الجاري.
وكان ماثيو المفرج عنه حديثاً بالتهمة نفسها قد تحدث مع مخبر سري قدم له نفسه على أنه فتاة عمرها 15 سنة، وطلب منها اللقاء في الواقع، وتم القبض عليه.
Meet Me
جرى الترويج للتطبيق على أنه مخصص للمحادثة مع أناس جدد وقضاء وقت ممتع معهم، ولكن الخبراء يصفونه بأنه يشكل تطبيقاً للمواعدة أو المواعيد الغرامية تشكل خطراً هائلاً على الأطفال.
ولا يتطلب الدخول للتطبيق أي إثبات للهوية، ما يعني أن أي منحرف أو مستغل للأطفال جنسياً يمكن أن يدخل بسهولة باسم مستعار ويزور في عمره.
ويحتوي التطبيق على خاصية Match أو مقارنة التي تتيح للمستخدمين إبداء «إعجابهم سراً» بالآخرين، ويسمح لهم بالبحث عنهم حيث يقيمون للقائهم.
Tellonym
هو واحد من عدد من تطبيقات الأسئلة والأجوبة المجهولة، حيث يمكن للمستخدمين نشر عبارات أو «بوستات» «صادقة» حول حياتهم وطلب التعليقات عليها.
وفي عام 2018، حذرت مدرستان في مانشستر الآباء من أن التطبيق يرفع المخاوف من حدوث تحرش وتنمر وإساءة إلكترونية للأطفال.
ولم تكن تلك المرة الأولى للتحذير من التطبيق الذي سمح بنشر تعليقات وصور غير ملائمة سببت ألماً وتهديداً للصغار.
Monkey
يتيح التطبيق، للمستخدمين التحدث وجهاً لوجه مع أشخاص عشوائيين لمدة 15 ثانية وإضافة وقت إضافي إلى المكالمة إذا وافق كلاهما.
وفي تحقيق أجري عام 2017، زعمت قناة CNBC أن التطبيق شارك العديد من أوجه التشابه المثيرة للقلق مع موقع Chatroulette، والذي تعرض لانتقادات لأنه سمح للمنحرفين بالتواصل بسهولة مع الشباب عبر مكالمات فيديو عشوائية.
وأوضح التحقيق أنه من بين 25 مستخدماً للتطبيق، تحاور معهم الصحفي، عرض أحدهم محتوى جنسياً إباحياً، ونشر آخر صوراً عارية له.