الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

رغم تنمر سوشيال ميديا.. البدينات جميلات وناجحات

رغم تنمر سوشيال ميديا..  البدينات جميلات وناجحات
في الوقت الذي حذرت فيه اختصاصية نفسية من خطورة التنمر بالسمينات، مؤكدة أنه قد يدفعهن إلى فقدان الرغبة في الحياة، وتمني الموت واستنباط أفكار انتحارية، توافقت آراء نساء ورجال التقتهم "الرؤية" على أن جمال المرأة لا يعتمد على قوامها الممشوق، منوهين بأن كل النساء جميلات بطريقة أو بأخرى، ولا وجود لامرأة قبيحة.

وأبدوا رفضهم لأشكال التنمر التي تواجهها نساء بدينات على منصات التواصل الاجتماعي، منوهين بأن الشكل من التفاصيل الكمالية من الجميل وجودها، إلا أن المشاعر الدافئة والاحترام المتبادل والتواصل الذي لا ينقطع هو ما يبحث عنه الطرفان، لذلك يعتقدون بأن الشكل لن يكون عائقاً.

وأرجعوا أسباب هذا التنمر إلى الصورة الذهنية التي قدمتها الأفلام والمسلسلات عن المرأة الجميلة والتي تنحصر في تلك الممشوقة القوام، مشيرين إلى أن هناك مؤثرات بدينات على سوشيال ميديا يحاولن تغيير هذه الصورة النمطية والترويج لفكرة قبول البدانة، داعين إلى ترسيخ ثقافة ممارسة الرياضة منذ الصغر، الأمر الذي يجنب الأبناء الوقوع في شراك التنمر.



حالة تنمر

تعرضت الشابة إسراء جابر،26 عاماً، كثيراً للتنمر بسبب السمنة، والذي لازمها بمعظم مراحلها العمرية، وقالت لـ«الرؤية» «كنت في طفولتي لا أستطيع المشاركة في الأنشطة الطلابية، لأن معلمتي كانت تراني سمينة، وعندما التحقت بالمرحلة الثانوية، كنت أشعر بالخجل من جسدي، لذلك كنت أميل لارتداء ملابس واسعة، على العكس من صديقاتي اللاتي يرتدين على آخر صيحات الموضة».

وعندما دخلت الجامعة -تواصل إسراء- بدأت أشعر بأن التنمر البسيط الذي تعرضت له في طفولتي بدأ يتحول لنظرات، وتلميحات تبدو مزاحاً لكنها كانت تزعجني، وفي ظل انتشار الكثير من الأمثلة الملهمة لأناس خسروا وزنهم وغيروا حياتهم، قلت لنفسي إني قادرة على أن أكون مثلهم، وفعلاً بدأت في اتباع نظام حمية غذائية وتمكنت من خسارة 25 كيلوغراماً.

تفاصيل كمالية

يرفض أحمد نشاش، 29 عاماً، كافة أساليب التنمر التي تتعرض لها بدينات سواء في عالم الواقع أو الافتراضي، مؤكداً أن الرجولة لا تعتمد على المظهر، وكذلك جمال المرأة لا يعتمد على قوامها الممشوق.

وقال: «إن الشكل من التفاصيل الكمالية من الجميل وجودها، إلا أن الزوج والزوجة كلاهما معاً يبحثان عن مشاعر دافئة واحترام متبادل وتواصل لا ينقطع، ولن يكون الشكل عائقاً، كما أن المسؤوليات الحياتية التي تقع على عاتق المرأة تدفعها إلى اختيار الإطلالة المريحة وأن تكون على طبيعتها ».



غياب ثقافة الرياضة


ويشير نزار أبو حسن، إلى أن: «لدينا مشكلة بالثقافة العربية، على مستوى البنات والشباب معاً، بأن مفهوم الرياضة غير متعارف عليه من النشأة ومراحل عمرية صغيرة، لذلك نجد نسبة البدانة مرتفعة في الوطن العربي، ولكن هذا لا يعد المبرر الوحيد للسمنة، فهنالك بعض الناس يعانون من أمراض تعيق عملية الهضم، ومظهر البدانة ليس قراراً في كثير من الأحوال بل قدر».

وأكد أن جمال الوجه والجسم يكملان بعضهما البعض، لذلك عناية المرأة بمظهرها أمر مهم وسينعكس إيجاباً على ذاتها ونفسيتها لاحقاً لكن الشكل ليس مبرراً للتنمر.



مسألة شخصية

في حين اعتبرت سناء أحمد،30 عاماً، شكل المرأة ووزنها مسألة شخصية للسيدة أو الفتاة، كما أنه قد يعود إلى ظروف صحية، أدت إلى زيادة الوزن.

وترى أن جمال المرأة ليس أمراً جسدياً فقط، فهناك وسائل عديدة لإبراز جمال الزوجة، مشيرة إلى أن ثقة المرأة في ذاتها وحبها لنفسها وتقبلها لقوامها إن كان سميناً سينعكس بطريقة أو بأخرى عليها عموماً.

في حين أوضحت فدوى حسن، 32 عاماً، أن هنالك نساء بدينات مؤثرات على منصات التواصل يعملن على كسر صورة الأنثى النمطية التي يرغب بها الرجل والتي كونتها الأفلام والمسلسلات، وأصبحن يروجن لفكرة قبول البدانة، والدليل على ذلك ظهور عارضات أزياء بدينات وتنظيم مسابقات ملكات جمال البدانة.



أثر نفسي


وحول الأثر النفسي للانتقاد البدينات قالت اختصاصي الطب النفسي الدكتورة ليلى محمود:» هناك علاقة معقدة بين السمنة وزيادة الوزن والتنمر، فقد يكون التنمر بسبب زيادة الوزن، وقد يكون التنمر سبباً أيضاً في زيادة الوزن لشعور من يتعرض للتنمر بالفشل والإحباط، ما يؤدي إلى تناول الأكل بشراهة وبالتالي زيادة الوزن».

وتابعت: يختلف الأثر النفسي للتنمر من شخص لآخر، فهو يعتمد على شخصية المتنمر عليه فقد يكون ذا شخصية قوية واثقاً من نفسه فيزيده التنمر ثقة وتحدياً لإثبات ذاته، في حين قد يكون الشخص ضعيف الشخصية أو من يعاني الاكتئاب أكثر عرضة للآثار السلبية للتنمر، ما يزيد من حدة اكتئابه وتوتره، وشعوره بفقدان الرغبة بالحياة، وتمني الموت وتولد أفكار انتحارية، وفقدان الثقة بالنفس والشعور بالدونية، والرغبة في الانعزال والخوف من مخالطة الناس.

وأكدت أن كل النساء جميلات بطريقة أو بأخرى، ولا وجود لامرأة قبيحة، لافتةً إلى أن كثيراً من النساء يرين أنفسهن سمينات وما هو إلا إدراك داخلي وليس حقيقة، ما يجعلها تعاني من تقلبات في المشاعر والمزاج، وأحياناً تستطيع نساء يتمتعن بصحة نفسية سليمة التغلب على مشاعر الغضب والحزن والقلق والإحباط.

وأشارت إلى أن الأثر النفسي للتنمر يعتمد على عوامل عدة مثل درجته، مدة استمراره، درجة الصلة بالمتنمر، فكلما زادت درجة القرابة أصبح التنمر أكثر ألماً.