«من خرج من داره قل مقداره». مثل شعبي آمن به الشاب المصري صابر كمال فقرر البقاء في الصعيد للحفاظ على مهنة والده في صنع أقفاص من جريد النخيل ورفض السفر إلى القاهرة.وقد جرت العادة في صعيد مصر أن يسافر الشباب الذين أكملوا تعليمهم إلى القاهرة بحثاً عن فرص العمل المتنوعة، لكن صابر اختار المُضي في مهنة والده كصانع لأقفاص الجريد حتى لا تنقرض في زمن البلاستيك.ففي عام 2008، انتهى الشاب الثلاثيني من تأدية الخدمة العسكرية واستأذن والده للاتجاه شمالاً إلى القاهرة للعمل مثل أقرانه من قريته بمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط، لكن والده قال له: «خليك هنا يا بني راعيني في مرضي وحافظ على مهنتي». حينها لم يُفكر صابر في شيء سوى البقاء بجوار والده لمراعاته والاستمرار في مهنته التي يتمنى الوالد ألا تنقرض أو تخرج من الأسرة.يومياً يستيقظ صابر مع بعض العاملين معه فيشرف على المجموعة العاملة في قطعة أرض «براح» بجوار منزله، يمسك كل منهم بقطع من «جريد النخل» المُقطعة بأشكال وأحجام مختلفة ومُهيأة لصناعة الأقفاص.يقول صابر لـ«الرؤية»: «نأتي بالجريد من أماكن مختلفة ومن محافظات مجاورة لنا، ونقوم بتقطيعه إلى قطع متساوية أو يأتي إلينا جاهزاً، ونقوم بثقبه باستخدام مواسير مخصصة لذلك، ورصه بأشكال وأحجام مُختلفة تختلف بحسب حجم القفص المُراد صنعه».في الغالب يكون الجريد متوافراً في فصل الشتاء أكثر من الصيف، كما يشرح صابر.. «لكننا في كل الأحوال لا نتوقف عن العمل، ويختلف طول الجريد الذي نستخدمه باختلاف حجم القفص، فأقفاص الطماطم تختلف عن أقفاص البرتقال مثلاً».رغم أن تلك المهنة تحتاج لكثير من الجهد والتركيز إلا أن صابر يتمنى ألا تنقرض يوماً، وأن يظل صعيد مصر محافظاً على مكانته فيها، خاصة في ظل انتشار الأقفاص البلاستيكية التي حلت محل الجريد في أماكن كثيرة في مصر.ويُتابع بقوله: «في محافظات معينة كالفيوم يتم استخدام الجريد في صناعة الكراسي والمناضد، وكلها أدوات منزلية لها زبائنها، لكننا هنا في أسيوط نتخصص في صناعة الأقفاص فقط، ولعل هذا ما يميزنا. وأتمنى أن يتعلم الشباب تلك المهنة ليحافظوا على مهنة الأجداد رغم مشقتها.. صحيح إحنا بنشقى، لكني أرجو أن تظل المهنة ولا يقضي عليها كسل الشباب».ويتمنى صابر أن يكون لديه الوقت والمال الكافي لتدريب غيره من الشباب على أصول الصنعة كي لا تنقرض المهنة، وحتى يستفيد منهم في تطويرها والعمل على تشكيل أدوات منزلية من الجريد كما يحدث في محافظات مُجاورة. ويختم قائلاً.. «جيل الشباب ربما يكون لديه قدرة على الابتكار أكثر من أصحاب المهنة في الوقت الحالي، الذين لا يعملون سوى في صناعة الأقفاص فقط، ولا يسعون لتطوير مهنتهم بأفكار وابتكارات جديدة».

حب ينتصر على إعصار وسرطان ووباء
تجاوز شاب وفتاة من ولاية نيوجيرسي الأمريكية عقبات وقفت في طريق عقد قرانهما بسبب ظروف قاهرة شملت إعصار إيرما وتشخيص بمرض السرطان ووباء كورونا.
وأكمل يولفيس فالديز مراسم زفافه من أنابيل سانتليز، في الفناء الخلفي بمنزل أحد أصدقائهما، وسط الورود وعلى ضوء الشموع، وبحضور عدد قليل من الأهل والأصدقاء.
وتعود قصة التعارف بين الاثنين، بحسب «نيويورك تايمز» إلى عام 2012 في أيام زيارة فالديز، وهو ضباط في الحرس الوطني في الجيش الأمريكي، إلى صديقه في متجر للملابس، حيث تعمل سانتليز في مهنة محاسبة، لكن الظروف باعدت بينهما بعد سفره في مهمة إلى الشرق الأوسط.

وبعد 5 سنوات قرر فالديز أن الوقت قد حان ليتقدم بطلب الزواج من صديقته، لكن خططه لتقديم خاتم الخطوبة أثناء إجازة صغيرة في جزر فيرجن الأمريكية، أُلغيت بسبب إعصار إيرما الذي اجتاح المنطقة.
وخطط الثنائي للزواج في ديسمبر 2019، لكن في أكتوبر علم فالديز بإصابته بسرطان نادر في منطقة عظم الفك، وقررا نقل موعد زفافهما إلى أكتوبر 2020 في جمهورية الدومينيكان، وهو الموعد الذي أُلغي أيضاً بسبب فيروس كورونا.
وبعد تفاكر مع أصدقائهما تقرر أن يمضي الثنائي في إكمال مراسم زفافهما برغم العقبات المتتالية، وهو ما حدث في 23 من أكتوبر الماضي في مدينة مانالابان، بحضور 35 شخصاً في ساحة الفناء الخلفي بمنزل أحد الأصدقاء.