الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

المهدية التونسية.. حوار الحضارات تعززه الشواهد التاريخية

تمتد ولاية المهدية التونسية على شبه جزيرة رقيقة تُحيطها المياه، وتزخر بالشواطئ الخلابة التي تجزب السائح المحلي والعربي، وأيضاً الأوروبي، وهي أول عاصمة للدولة الفاطمية في القرن العاشر قبل انتقالها إلى مصر وسوريا، وتمتاز بطقسها البديع وأجوائها المُعتدلة.





وفي مدينة المهدية يمكنك التمتع بالتاريخ الإسلامي ومُشاهدة آثاره في كل مكان، ومنه "السقيفة الكحلة" أو باب زويلة وهو باب محصن أُعيد إعماره في القرن الـ16 في مكان الباب الأصلي للمدينة بعد انسحاب الإسبان منها في 1554 ميلادية، ولا تزال هناك بقايا لجدار مدينة "المهدية" بارتفاع 10,8 متر.



في داخل السقيفة ممر بطول 35 متراً يؤدي إلى المدينة القديمة حيث منطقة التجارة التقليدية والمساجد والمباني والأماكن العامة والمنازل.





وفي نهاية المطاف ستجد نفسك بالقرب من «البرج الكبير»، الذي يمُكنك الصعود إليه من بناء متحف المهدية المُتاخم للسقيفة.

أما أهم ما يُميز ولاية المهدية ويجعل آثارها الإسلامية تحاور سواها على أرضهاـ لا سيما الحضارة الرومانية، فهو قصر الجم، ويقع القصر في مدينة الجم، ويرجع إنشاؤه إلى العهد الروماني، حيث بناه الأثرياء منتجو الزيتون من سكان مدينة تِيسْدْرُوسْ (الجم حالياً) كمسرح خاص بهم بخلاف مسرح البسطاء بالمدينة.





أثناء الفتح الإسلامي لإفريقيا في أوائل القرن الثامن ميلادي، احتمت الملكة البربرية «ضَمْيَا» المُلقبة بالكاهنة بقصر الجم مع جيشها لمدة 4 سنوات كاملة إثر هزيمتها في المعركة الثانية أمام حسان بن النعمان الغساني، والذي طلب الإمداد من عبدالعزيز بن مروان إثر هزيمته في المعركة الأولى، لذلك سمي قصر الجم، في بعض الكتابات العربية القديمة بقصر الكاهنة، وهو يعد ثاني أكبر مسرح في العالم بعد مسرح «كولوسيوم» روما.



ويُعتبر مُدرج «الجم» شاهداً بارزاً على العمارة الرومانية بتونس، وهو مبنيٌ بالكامل من كتل حجرية قائمة بذاتها دون أساسات، فقد تم تصميمه على غرار مدرج روما دون أن يكون نسخة طبق الأصل منه وتقدر سعته بنحو 35000 متفرج. تتكون واجهته من 3، وقد أدرج سنة 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي لليونسكو.